دعاء التحصين من الحسد والعين والسحر

في عالم يعج بالمفارقات والغموض، تبقى قضايا السحر والحسد والعين من أكثر المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل، فهي ظواهر تتعلق بإيمان البشر فيما يخص التأثير الروحي على حياتهم، وبالتالي يظل دعاء الحسد والتحصين للوقاية من السحر والعين موضوعا يستحوذ على اهتمام الكثيرين.

التحصين من الحسد والعين والسحر

في عالم يعج بالمفارقات والغموض، تبقى قضايا السحر والحسد والعين من أكثر المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل، فهي ظواهر تتعلق بإيمان البشر فيما يخص التأثير الروحي على حياتهم، وبالتالي يظل دعاء التحصين للوقاية من السحر والحسد والعين موضوعا يستحوذ على اهتمام الكثيرين.

يعود أصل فكرة التحصين إلى التقاليد وبعض المعتقدات الدينية ، حيث يوجد بعض الأفراد القادرين على إلحاق الأذى الروحي بالآخرين عن طريق السحر والحسد والعين، ومن هنا تنشأ الحاجة للحماية والدفاع عن النفس.

وامتدت هذه المعتقدات إلى مختلف الثقافات والديانات، حيث توجد في العديد من الأديان والتقاليد الصلوات والأدعية المخصصة للتحصين من تأثيرات السحر والحسد والعين، وفي ديننا الإسلام، نؤمن بقوة الدعاء وأثره في تحقيق الحماية والشفاء من الأذى الروحي، ومن هنا جاءت أدعية التحصين التي تعتبر جزءا أساسيا من العبادة والممارسة الدينية.

وتتنوع أدعية التحصين في ديننا الحنيف، فمنها ما يتعلق بالتحصين العام للمسلم والحفاظ على سلامته من الأذى الروحي بشكل عام، ومنها ما يتعلق بالتحصين في حالات محددة مثل السفر والنوم والمرض والحمل والولادة، حيث تمتاز هذه الأدعية بأساسها الذي ينبني على الاستعانة بالله والتوكل عليه كمصدر للقوة والحماية من كل الشرور.

ماذا نقصد بالحسد؟

الحسد، مرض خبيث في بعض الناس وداء خطير يصيب  نفس الانسان، فتجد أن سبب حزن وهم وقلق الحاسد هو نعمة شخص آخر يتمنى زوالها وحصوله عليها، فيتعب هنا الحاسد نفسيا وعاطفيا، حد الوصول للجنون والرغبة في تعرض الطرف الثاني للأذية.

وقد صاغ الحسن البصري رحمه الله تعريفا رائعا للحسد حيث قال: “ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد نفس دائم وحزن لازم وعبرة لا تنفد”، ويعني هذا أن الحاسد يعيش دائما في ظل ظلمة نفسه، ويعاني من الحزن المستمر والأسف الذي لا ينتهي، فهو درس وعبرة للآخرين يأخذون بها أهمية تجنب الحسد ومخاطره.

وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: “لا تعادوا نعم الله!”، وعندما سئل عن من هم الذين يعادون نعم الله، أجاب: “الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله”، ويعني هذا أن الذين يحسدون الناس على النعم والهبات التي أعطاها الله لهم، هم في الواقع يعادون نعم الله ويظهرون عدم رضاهم عن القسمة والتوزيع الإلهي.

وبالتالي، فإن الحسد يعد من الصفات السلبية التي يجب على الإنسان أن يحاول التغلب عليها، فالتركيز على ما لدينا والعمل على تحقيق النجاح الشخصي والتقدم في الحياة يعد أفضل من الشعور بالحسد تجاه الآخرين.

دعاء الحسد والعين

يقال في دعاء تجنب وحماية النفس من الحسد: “الحمدُ للهِ الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ الواحدَ الأحد، صمدٌ لا يلدُ ولا يُولدُ، ولا يكونُ لهُ كُفوًا أحد، وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، صلى الله عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم تسليمًا كثيرًا”.

ويقال أيضا: “اللهم إني أعوذُ بكَ من شرِّ الحاسِدِين، وأعوذُ بكَ من عينِ الحاسدِين، وأعوذُ بكَ من لسانِ الحاسِدِين، وأعوذُ بكَ من قلبِ الحاسِدِين. اللهم أنتَ السميعُ البصيرُ، فأحفظني واجعلني في عينِ الناسِ غيرَ مُبصِرٍ. وأعنِّي على حسَدِ الحاسِدين، واجعلَ كيدَهُم في نحرِهم، واحفظني بحفظِكَ يا وليَّ النِّعم”.

ويردد المسلم كذلك: “اللهم أجعل لي حِصنًا قويًا من كلِّ حاسِدٍ وحاقِدٍ، واحمِني بعزِّكَ وجلالِكَ من شرِّ الناسِ أجمعِين. اللهم احفظني من عينِ الحاسدينَ، وأحفظني من لسانِ الحاسدينَ، وأحفظني من قلبِ الحاسدينَ، وأحفظني من أذىِ الحاسدينَ. إنكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ”.

ويقول البعض: “اللهم اجعل كيدَ الحاسدينَ في نحرِهم، وانصرني على من ظلمني وأخذ حقِّي، وألهِمني الصبرَ والقوةَ في مواجهةِ الحسادِ. اللهم إني أعوذُ بكَ من الشرِّ والحسدِ، وأعوذُ بكَ من شرِّ ما يُنزِلُ بالليلِ والنهارِ، وأعوذُ بكَ من شرِّ كلِّ طارِقٍ إلا طارِقًا يَطرُقُ باب الخيرِ والبركةِ.

ويردد في تجبن أذى الحاسد: “اللهم أحفظني واجعلني في عينِ الناسِ محبوبا مستحسنا، وأعني على تحقيقِ أهدافي وتحقيقِ نجاحاتي دون أن أتعرضَ لأذىِ الحاسدين، اللهم ألهِمني الحكمة والصبر في التعاملِ مع الحاسدين، واجعلني مستجاب دعواتك ومحبا للخيرِ والنفعِ للجميع”.

وأيضا في دعاء الحسد: “اللهم اجعلني عند كل حاسد في قلبه محبوبا ومحترما، واجعلهم يرى في الخير والفضل، وألهِمني العفو والسماح تجاههم، اللهم إني أعوذ بك من شرِ الحاسِدِين، وأعوذ بك من أفكارِهم السوداء وأذى ألسنتهم الحاقدة، يا رب العالمين، أمنا وأمانا”.

ومن الأحاديث المستحبة نجد أيضا: “اللهم اجعلني مستعينا بك على حسد الحاسِدين، وأعني على التخلِص من آثارِ الحسد وأذاهم، اللهم ألهِمني القوةَ والثباتَ في طريقِي، واجعلني منيرا ينشر الخيرَ والعطاء، واجعلني مصدر إلهام للآخرين، يا رب العالمين، احفظني من شر الحاسدين واجعلني ذا أثر طيب في حياتي”.

ويقال أيضا: “اللهم أنزِل السكينةَ في قلبِي وقلوبِ المؤمنين، وأجعلنا نستعين بك على الحسد والبغضاء، واجعلنا متحابين فيك وفيك نستند، يا ربَ العالمين، احفظنا من عينِ الحاسدينَ وأذاهُم، وارزقنا الرزق الكافي والواسع، واجعلنا مستقيمين على طريقِ الخيرِ والنجاحِ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين”.

ويكمن قول هذا الحديث في دعاء الحسد أيضا: “اللهم اجعلنا قوةً لا يُقدِرُ عليها الحاسِدُون، وشعلةً لا تنطفئُ في وجهِ الأذىِ والتعبيرِ السلبي. واجعل حسنَ أعمالِنا وتفوقَنا في النجاحِ صدىً يعمُّ أرجاءَ المجتمعِ ويُذهِبُ الحسَدَ والغِلَّةَ”.

وأخيرا، يقال: “اللهم ألهمنا الحكمةَ لكي نتعايشَ مع الحاسدينَ بإحسانٍ وصبرٍ، ونستمرَ في تحقيقِ أهدافِنا وتحقيقِ رضاكَ دون أن ننحني لأذواقِ الباغينَ. واجعلنا نسعى للعلمِ والتطويرِ الذاتيِ بثباتٍ وثقةٍ، حتى نكونَ شوكةً في حلقِ الحاسدينَ ومصدَرَ إلهامٍ للآخرينَ”.

دعاء التحصين من الحسد والعين والسحر

لعل أفضل دعاء يمكن للشخص أن يردده تحصينا لنفسه من الحسد والعين والسحر هو التالي:

“بسم الله أرقي نفسي من كلّ شيء يؤذيني، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي مرضى المسلمين”.

ويمكن للمسلم أن يردد الدعاء التالي كل يوم: ” أعوذ بالله العلي العظيم من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، ومن شر الأشرار وشر الأخطار وشر الأمراض”.

ويقال أيضا في تحصين النفس والجسد: ” أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُ”.

وفي طلب حماية الله بعد التوكل عليه يقال: “أفوض أمري إلى الله، والله بصير بالعباد، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم يا من تعيد المريض لصحته، وتستجيب دعاء البائس، اللهم إنا نسألك بكل اسمٍ لك أن تشفي كل مريض”.

وفي الختم، هناك العديد من الصيغ والأحاديث والأدعية التي يمكن للمؤمن أن يحصن نفسه بها من جميع هذه الشرور في نفس الوقت، فتجد دعاء واحد يحمي قائله من الحسد والعين والسحر، ناهيك عن باقي الأدعية التي يخص فيها المردد نوعا أو صنفا معينا من هذه الطاقات السلبية والأشرار.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *