دعاء لأبي المتوفي بمغفرة الذنوب ولجعل قبره من رياض الجنة

عندما يتعلق الأمر بفقدان الأحبة وخاصة الوالدين، يشعر الإنسان بالحزن العميق، ولعل أفضل ما يمكن تقديمه للميت في مثل هذه اللحظات، هو الدعاء بناء على توجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتصدق نيابة عنه، فالدعاء والصدقة هما أفضل ما يمكن أن يقدما للميت، وفي هذا المقال سنقدم لكم دعاء لأبي المتوفي.

الدعاء للوالدين

إن الدعاء هو أدنى ما يمكن أن يهديه الابن لوالده المتوفى، حيث يشكل الدعاء الشيء الوحيد الذي يستطيع به الابن أن يرافق والده المتوفى في القبر.، حيث تؤكد عدد من الأحاديث النبوية الشريفة على أهمية وأثر مرافقة الوالدين بعد مماتهما بالدعاء طلبا للرحمة والمغفرة.

ويعتبر الدعاء للوالدين، إحدى وسائل التعبير عن الشكر والامتنان لهما على ما قدماه من تضحيات وجهود في سبيل تربية الأبناء ورعايتهما، ذلك بأنهما قد قدما الكثير من الحب والرعاية والتوجيه، والدعاء هنا يعبر عن مدى امتنان الأولاد لهذا الدور الذي لا يقدر بثمن.

وبالاضافة لما سبق، فالدعاء للوالدين بعد وفاتهما يزيد من حسناتهما وقد يصل حد شمل العفو والرحمة لهما والتجاوز عنهما في كثير من الخطايا.

والدعاء للوالدين بشكل عام، وسيلة لتعزيز التواصل والقرب بين الأبناء والوالدين حتى بعد الوفاة، ذلك أن الدعاء يعكس الرعاية والاهتمام والتفاني، ويعزز العلاقة العاطفية بين الجيلين. إن الإحساس بأن الأبناء يدعون للوالدين يعزز الشعور بالمحبة والصلة العائلية القوية.

نماذج دعاء لأبي المتوفي

يوجد العديد من الأدعية التي يمكن للأبناء أن يرددوها في كل وقت وحين، تطلعا لطلب الرحمة والمغفرة لهم بعد الوفاة، وفيما يلي سنقدم لكم مختلف صيغ دعاء لأبي المتوفي:

  • “اللهم وسع قبر والدي مد بصره، وفرش قبره بفراش من فراش الجنة”.
  • “أدعو الله أن يعافي والدي من عذاب القبر وأن تكون الأرض رطبةً بجواره”.
  • “أدعو الله أن يملأ قبر والدي بالرضا والنور والفسحة والسرور”.
  • “اللهم رحم والدي الذي فقدته قلبي وأن يغفر له ويسكنه في جنته، وجعل قبر والدي روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار”.
  • وطلبا لنور القبر يقال: “اللهم املأ قبر أبي بالرضا، والنور، والفسحة، والسرور”.
  • وفي رحمة الوالدين يقال: “اللهم ارحم أبي فقيد قلبي واغفرله وآنس وحشته ووسع قبره اللهم اجعل عيده في الجنة أجمل”.
  • “اللهم اجعل قبر أبي روضة من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرة من حفر النار”.
  • ويقال أيضا: “اللهم أعذ أبي من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها”.
  • “اللهم ارحم أبي رحمةً تسع السماوات والارض اللهم اجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك آمنا مطمئنا يارب العالمين”.
  • ويقال طلبا للجنة: “اللهم انقل أبي من مواطن الدود، وضيق اللحود، إلى جنات الخلود”.
  • “اللهم اجعل عن يمينه نورا، حتى تبعثه آمنا مطمئنا في نور من نورك”.
  • “اللهم ارحم أبي الذي رحل من الدنيا دون أن يودعني واشتاقت له روحي ولم تجده ربي إرحم من نام بأحضان التراب وارحم وحدته يا أرحم الراحمين”.
  • “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأبي، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَه، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ، والثَّلْجِ ، والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وأَبْدِلْهُ دارا خيرًا مِنْ دَارِه  وَأَهْلًا خَيّرًا منْ أهْلِهِ، وزَوْجًا خَيْرًا منْ زَوْجِه، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَ أَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّار”.
  • “اللهم ارحم أبي تحت التّراب واسعده في الجنة الفردوس كما اسعدني و أعوذ بالله من دُنيا خالية من رائحة أمي، ورحم الله ميت أمات جزءا من الحياة في عيني من بعده اللهم ارحم أبي ولا تطفئ نور قبره”.
  • اللهمّ أبدل أبي دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وادخله الجنّة، و أعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار، واللهم إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحم أبي ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السؤال.
  • “اللهمّ إنّ ابي نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، فاللهم أبدل أبي دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنّة، و أعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار”.
  • “اللهمّ أدخل أبي الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، فاللهمّ اّنس ابي في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته، فاللهم أنزل أبي منزلا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله”.
  • “اللهمّ اجز ابي عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، اللهمّ إن كان أبي محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته”.
  • وعن حب الوالدين حتى بعد الممات يقال: “ربي إن أبي ليس معي ولكنه في قلبي في دعائي انتقل إلى جوارك لكنه موجود في كل تفاصيل حياتي اللهم أرحم أبي بقدر اشتياقي له، وفاة أبي علمتني أن الأرواح الجميلة حينما تذهب بلا عودة هي التي تستحق الذكرى والدعاء والاشتياق، فاللهم ارحم ابي واجعل حياته في الجنة أجمل”.
  • ويقال: “اللهم أنزل ابي منازل الصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، فاللهم إن أبي كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به”.
  • يمكن للإبن أن يردد قائلا: “اللهم أجز أبي عن الإحسان إحسانا، وعن الإساءة عفوا وغفرانا.
  • وفي الأخير، يمكن قول: “اللهم إن كان ابي محسنا فزد من حسناته، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته”.

أفضل أعمال الميت قبل وفاته

سبق للعلماء أن حددوا الأعمال التي تصل للميت في قبره، وذكروا أن الميت ينتفع بما كان سببا فيه من أعمال البر في حياته، ورواه مسلم وأصحاب السنن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ”.

أفضل الأعمال للميت بعد وفاته

يمكن للأعمال الصالحة التي يقوم بها الآخرون أن ينتفع بها الميت، إذا تم وهب ثوابها له، وأولا: من هذه الأعمال هو الدعاء والاستغفار للميت، وهذه مسألة متفق عليها بناء على قول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ” (سورة الحشر: 10)، كما وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ”.

وإخراج الصدقة عن الميت يعود بالنفع أيضا على الميت ويصل ثوابها إليه، وذلك باتفاق العلماء، استنادا إلى حديث رواه مسلم، عن أبي هريرة، حيث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نَعَمْ”.

وروى مسلم أيضا عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا”، أي: توفيت فجأة، وأعتقد إذا تكلمت لوجدت أنها ترغب في إعطاء صدقة، فهل لي أجرٌ إذا تصدقت عنها؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نَعَمْ”.

والصوم عن الميت ينفعه ويصل ثوابه إليه، استنادا إلى حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نَعَمْ، فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى”.

و أداء الحج عن الميت يصله ثوابه، استنادا إلى حديث ابن عباس الذي رواه البخاري، حيث جاءت امرأة من خثعم في عام حجة الوداع وقالت: “يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يسوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نَعَمْ”.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *