جبهة البوليساريو تجر وراءها أذيال الهزيمة بزيارة سانشيز إلى الرباط

لم تدخر جبهة البوليساريو الانفصالية، أي وقت في الرد على زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط، أمس الأربعاء، رفقة وفد رفيع، يضم وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، وشخصيات أخرى. وهي الزيارة التي أكد فيها السياسي الاشتراكي، على أن “العلاقات بين إسبانيا والمغرب تمر بأفضل لحظاتها منذ عقود”، مما زاد من عزلة الجمهورية الوهمية، ولم يجعل أمامها من خيار لسلكه أمام هذه الصدمة الجديدة.

وخرج وفد جبهة البوليساريو في إسبانيا، ببيان ضعيف، ومترهل، يعرب فيه عن “تحفظاته العميقة” بشأن دعم الحكومة الإسبانية المستمر لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء. معتبرا أن موقف إسبانيا “يبدو أنه يعطي الأولوية للعلاقات الثنائية مع المغرب، على الرغم من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان”، على حد زعمه، وهو ما يدخل في سياق الأسطوانة التي ما فتئت الجبهة، ترددها من فينة إلى أخرى، لكسر الركود والجمود التي باتت تعيش فيه.

ومن وجهة نظر “جبهة غالي”، فإن “دعم إسبانيا الثابت لمقترح المغرب للحكم الذاتي، يثير تساؤلات جدية حول التزام الحكومة الإسبانية بالتصدي للانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان”. وشددت على أنه “لا ينبغي التغاضي عن مثل هذه الانتهاكات في سياق إقامة العلاقات الدبلوماسية”، حسب تعبيرها، رغم أنها كانت موضوع عدد من الشكاوى التي تدين إقدامها على اختطاف وتعذيب عدد من سكان المخيمات في تندوف، وهو ما فجر مؤخراً عدة احتجاجات، تسببت في احتقان غير مسبوق.

ورغم وصف بيدرو سانشيز، مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، بأنه “واقعي”، إلا أن الجبهة الانفصالية أوردت أن “هذا التوصيف لا يغير من الطبيعة القانونية لقضية الصحراء”. مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن “الوضع يتطلب حلاً سياسياً، في إطار الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي”.

وأعرب وفد جبهة البوليساريو، عن خيبة أمله إزاء “تردد إسبانيا الواضح في الاضطلاع بدور أكبر.. نظرا لدورها التاريخي، باعتبارها القوة الإدارية للإقليم”.

هذا، وبينما تدل زيارة سانشيز الرسمية، عن متانة وقوة العلاقات بين مدريد والرباط، الجاران والشريكان الاستراتيجيان والتاريخيان، وعن مدى تقدمهما في “خارطة الطريق” المعتمدة في أبريل من عام 2022، تظل كل من الجزائر، وصنيعتها البوليساريو، يحصدان الخيبات المتتالية، وذلك بعدما أضحى “قصر المرادية” يعيش عزلة تامة، وفقدانه للنفوذ على المستويين الأوروبي والإفريقي، موازاة مع تقدم واضح وملحوظ للدبلوماسية المغربية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *