انحياز البوليساريو لـ”الدب الروسي” يتكسر على صخرة خبرة الرباط ضد الإرهاب

يبدو أن تحركات زعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي، الرامية للتودد لـ”الدب الروسي”، قد بدأت تظهر إلى العلن في الفترة الأخيرة، أكثر من ذي قبل؛ وأضحى لافتا للجميع، كيفية استغلال “بن بطوش”، لأي مناسبة كانت، لمحاولة التقرب، والارتماء في أحضان فلاديمير بوتين، الذي لم يعد يعر أي اهتمام لغالي، ولجبهة البوليساريو الانفصالية.

وفي وقت عانت منه روسيا من هجوم إرهابي منسق، استهدف مركز تسوق “كروكوس سيتي”، في منطقة كراسنوجورسك، ضواحي العاصمة موسكو، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، وإصابة 100 آخرين، أبت الجبهة الانفصالية، إلا أن تستغل الواقعة سياسياً، وتحاول من خلالها التقرب لروسيا، لتجديد ولائها لها، في ظل التقارب المغربي الإسباني والأمريكي.

ووفقاً لما أفادت به ما تسمى بـ”وكالة الأنباء الصحراوية”، التي تعتبر الذراع الإعلامي للبوليساريو، فقد بعث زعيم الانفصاليين، “رسالة تعزية” إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حاول من خلالها الركوب على الواقعة الأليمة التي شهدتها موسكو، سياسياً، والتودد لروسيا، في وقت أضحت فيه البلاد تقف بعيدة كل البعد عن الطرح الانفصالي الذي فقد الكثير من مصداقيته وجاذبيته في الفترة الأخيرة، نظير الضربات المتتالية التي وجهتها له الدبلوماسية المغربية أمام أنظار المنتظم الدولي.

ومما أثار جدلاً واسعاً، وتساؤلات عديدة، في رسالة إبراهيم غالي، الموجهة إلى الزعيم الروسي، توصيفه لهجوم موسكو، بـ”الإرهاب الأعمى”، وأنه “لا دين ولا جنس ولا وطن له”، بالرغم من أن جبهته الانفصالية، كانت ولاتزال من أشد الداعمين والممارسين للإرهاب في المنطقة، وهو ما تجلى بالملموس في آخر عملية جبانة قامت فيها الجبهة الانفصالية، بإطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة، الواقعة بالنفوذ الترابي لإحدى أبرز جهات الصحراء المغربية، وهو ما أسفر عن تسجيل وفاة شخص، وإصابة ثلاثة آخرين، وقبلها العديد من عمليات اختطاف وتقتيل ساكنة المخيمات.

هذا، والغريب في الأمر، أن “بن بطوش” لم يتوقف عن هذا الحد، بل تجاوزت تخيلاته، واستهاماته، الواقع، عندما لجأ إلى عرض خدمات تنظيمه المسلح، الذي بات أضعف من ذي قبل، على أنظار ثاني أقوى دولة عسكرياً في العالم، مسجلاً في رسالته أن “هذه الظروف تستدعي التنسيق الشامل وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب واستئصاله من جذوره، لما يمثله من تهديد للأمن والسلم والاستقرار، ليس فقط في منطقتكم بل وفي العالم كله”، حسب ادعائه.

وأمام تخيلات زعيم “الجمهورية الوهمية”، تقف الخبرة المغربية في محاربة الإرهاب، إذ أوضح متتبعون، وخبراء في هذا الصدد، أنّ موسكو بصدد فتح ملف التنسيق الاستخباراتي في مجال محاربة الإرهاب مع الرباط، وذلك قصد الاستفادة من الخبرة والتجربة المغربيتين في المجال، خصوصا في ظل توفر أرضية، تتمثل في الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، أثناء زيارة الملك محمد السادس إلى الكرملين، واللقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين في مارس 2016.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *