الأشخاص في وضعية إعاقة يناشدون الملك بعد فشل الحكومة في تحسين وضعيتهم

تحت شعار “المساواة تبدأ الآن”، تجمع عشرات الأشخاص في وضعية إعاقة، صباح اليوم الثلاثاء، أمام البرلمان، من أجل الجهر بمطالبهم التي يصفونها بـ”العادلة والمشروعة”، والمتمثلة في التشغيل، وتوفير الولوجيات في العديد من المؤسسات الاجتماعية، وكذا الحصول على بطاقة مجانية تخول لهم الحصول على عدد من الخدمات “تحفظ كرامتهم”، إسوة بباقي الفئات المجتمعة الأخرى.

ورفع المحتجون الذي حجوا من مختلف المدن، شعارات في وجه حكومة عزيز أخنوش، تشير إلى فشل هذه الأخيرة في تحسين ظروف عيشهم، بالإضافة إلى التنديد بضعف حصيلة المكتسبات الحقوقية لذوي الإعاقة، وضعف المشاركة في كافة مناحي الحياة المجتمعية. مطالبين بالارتقاء بوضعية هذه الفئة، من خلال ضمان مشاركتها الكاملة والفعالة في جميع مناحي الحياة.

وعن أسباب هذه الوقفة الاحتجاجية، أشار أحمد عبيبو، منسق جهة الشرق لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أنها تجسد “مظاهر التهميش، والإقصاء، والتمييز، الذي يعاني منه الأشخاص في وضعية إعاقة، كطبقة هشة، ومنسية، ودون أدنى مكانة تحفظ كرامتهم”. مشيراً إلى أن “الدستور المغربي يتضمن عدد من القوانين التي تضمن حقوق هذه الفئة داخل المجتمع، إلا أنها للأسف لم تطبق على أرض الواقع”، وفق قوله.

التغطية الصحية

وانتقد أحمد عبيبو، في تصريح لـ”بلادنا24“، تأخر الحكومة في توفير بطاقة مخصصة للأشخاص في وضعية إعاقة، التي سبق ووعدت بها الدولة منذ سنة 1997، بالإضافة إلى غياب دعم خاص، أو تغطية صحية تمكن هذه الفئة من حقها في التعليم، وتوفير الولوجيات لهم. داعيا الحكومة، إلى “ضرورة ملاءمة القوانين الوطنية مع الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة، وإصدار النصوص التنظيمية لتفعيل هذه القوانين”.

ahmed abibou

وفيما يتعلق بالدعم الاجتماعي المباشر للأسر، أكد عبيبو، على أن “هذا المشروع الملكي، أقصي من خلاله الأشخاص في وضعية إعاقة، بحيت يتم التعامل معهم بنفس شروط استحقاقه للأشخاص العاديين، مما يقصي أغلبهم”. مذكرا بالصعوبات التي تواجه غالبية الأشخاص الذين ينتمون لهذه الفئة، بسبب عدم توفرهم على دخل قار يلبي حاجياتهم.

والمتس المتحدث ذاته، من الحكومة، “العمل على تحسين الوضعية الكارثية للأشخاص في وضعية إعاقة، والعمل بشكل جماعي، من أجل بناء مجتمع دامج للاختلاف والتنوع، يحترم الكرامة المتأصلة لهذه الفئة، ويتسم بالتضامن والإنصاف والمساواة، من خلال تمكينهم من الدعم المالي المباشر، والتأمين الإجباري، وضمان حقهم في الشغل، ومجانية النقل، وغيرها من المطالب”

مجانية النقل

من جانبها، عبرت أمينة الخجلاني، وهي مرأة في وضعية إعاقة، عن استنكارها لغياب بطاقة تضمن لها حق ولوج وسائل النقل الحضري بالمجان. مشيرة إلى معانات أغلب الأشخاص المنتمين لهذه الفئة مع شركة “ألزا” المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري بالعاصمة الرباط والمدن المجاورة، “التي تجبر الأشخاص في وضعية إعاقة على الدفع مقابل الحصول على تذكرة النقل”، تضيف قائلة.

Amina Al Khajlani

وتساءلت أمينة الخجلاتي، في تصريح لـ”بلادنا24“، عن “كيفية تنظيم المملكة المغربية لعدد من التظاهرات الرياضية العالمية، لعل أبرزها كأس إفريقيا المزمع تنظيمه العام المقبل، بالإضافة إلى كأس العالم عام 2030، بمعية كل من إسبانيا والبرتغال، وهذه الفئة مازالت تعاني من الحق في مجانية النقل”.

أوضاع مزرية

بدوره، انتقد محمد المختاري، ممثل جهة بني ملال خنيفرة للأشخاص في وضعية إعاقة، فشل الحكومة في التعاطي مع مطالب هذه الفئة، “التي تشكل نسبة 15 في المائة من ساكنة المغرب”. مسلطا الضوء على الأوضاع المزرية التي يعيشها الشخص في وضعية إعاقة، والتي تشبه إلى حد “الموت البطيء”، على حد وصفه. مشيراً إلى أن “أغلب الأشخاص يحسون أنهم دون المستوى، وعالة على أنفسهم وذويهم، وعلى المجتمع ككل”.

mohamed almoukhtari

وبخصوص الجانب الوظيفي لهذه الفئة، أبرز المختاري، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “أغلب الأشخاص في وضعية إعاقة، يعيشون البطالة، وغياب فرص الشغل، سواء في القطاع العام أو الخاص”. مستنكرا “تحديد نسبة 7 في المائة من مناصب الشغل في مباراة واحدة كل سنة”.

وفي الأخير، ناشد المتحدث ذاته، الملك محمد السادس، للتدخل العاجل لمعالجة هذا الملف، “ووقف المعانات اليومية للأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك بعد تماطل الحكومة في الاستجابة لمطالبنا المشروعة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *