في الذكرى العشرين لوفاته.. محمد شكري من مواخير طنجة إلى العالمية

تحل اليوم 15 نونبر، الذكرى العشرون لرحيل الأديب المغربي محمد شكري، حيث ما فتئ يحظى باهتمام الدارسين والنقاد والقراء على حد سواء، بفضل كتاباته، وما أثارته من زوابع وتوابع في الأوساط الأدبية والنقدية، داخل المغرب، وفي العالم العربي، وخارجهما، لاقتحامه موضوعات شائكة، كانت تعتبر قبله من المحظورات أو الممنوعات والمسكوت عنها، والتي لا ينبغي الحديث بشأنها.

ولد الكاتب محمد شكري، بمدينة طنجة، سنة 1935، عاش حياة كئيبة مترنحا بين دروبها، قبل أن يصنع له اسما في عالم الأدب، رفقة فطاحلة الأدب المغربي والعربي. بروايته الكلاسكية “الخبز الحافي”، استطاع شكري أن يصل إلى العالمية، بترجمة لأزيد من 30 لغة، بواقع مر وحكايات، تؤرخ لحقب وواقائع من تاريخ المغرب الحديث.

طفولة قاتمة وبداية مسار كاتب عالمي

عاش شكري طفولة كئيبة، وسط سلطوية الأب وحنان الأم ووفاة الأخ، امتهن خلالها مهن النشل والتهريب، وارتبطت علاقاته باللصوص والخارجين عن القانون. تعلق بمواخير وبورديلات طنجة، تفنن في سرد مغامراته الجنسية وعلاقاته وعراكه لأجل الحياة، نام في المقابر وأحب الموتى بدل الأحياء، أدمن شرب الكونياك، قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية في سن 21 ربيعا، ليعيد رسم معالم حياة كاتب عالمي بروايات لواقع معاش، وبأسلوب تجرد فيه شكري من الطابوهات، ليشق له اسما من ذهب ضمن كبار الروائيين، والكتاب العالميين.

الخبز الحافي وسياسة الحظر

بقرار من وزير الداخلية، إدريس البصري، سنة 1983، تم حظر بيع رواية “الخبز الحافي” بالمغرب، بسبب ما تضمنته من إيحاءات  وتعابير جنسية، قبل أن ترفع سياسة الحظر سنة 2000.

كما اعتمدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، رواية “الخبز الحافي” ضمن برنامجها الجامعي، قبل أن يصدر الرئيس الراحل، حسني مبارك، قرارا بالحظر.

وأسالت الرواية مداد وسائل الإعلام المصرية، لترضخ بعدها الجامعة الأمريكية بالقاهرة للقرار، وتقرر حذف الرواية من برنامجها الجامعي.

مسار روائي حافل وتعلق دائم بطنجة

في أحد حواراته، يقول شكري: “ستظل طنجة مدينة الأثيرة، رغما أن هناك مدنا أجمل منها”. تعلق شكري بطنجة كتعلقه بالكتابة، عاش أدباء كثيرون بطنجة، منهم من قضى سنوات، من قبيل بول بولز، وجان جينيه، وهنري ماتياس، وغيرهم، لكن شكري انفرد بسرد حقب تاريخية لطنجة خلال فترة الحماية الدولية والاستعمار الإسباني والاستقلال.

ولطالما تأسف شكري، عن غياب أثر الكتاب العرب عن طنجة، فلم يرتبط اسم طنجة باسم أديب آخر سوى شكري، هي مدينته وهو كاتبها، ولطالما قال: “لكل كاتب مدينته، كازبلانكا لمحمد زفزاف، وطنجة لي وحدي”.

توفي محمد شكري يوم  15 نونبر 2003، وترك إرثا روائيا لا زالت تتناقله الأجيال، وتسهب فيه أقلام النقاد.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *