سكينة العلمي توفي اليوم الأربعاء الفنان المغربي عبد الرحمان برادي، بعد معاناة طويلة مع مرض ألزمه الفراش وقلص سنوات حياته وأضحى في قائمة الفنانين المهمشين قبل مغادرتهم الحياة، تاركين من ورائهم سلسلة من الأعمال الفنية المغربية ذات المستوى الرفيع.
يتأسف المغاربة في كل مرة تنتهي فيها حياة أحد كبار الفنانين المغاربة دون اهتمام وبعد معاناة طويلة مع المرض، في ظل الأوضاع الصعبة والتهميش الذي يعيشونه في نهاية مسارهم الفني.
بداية مبكرة وموهبة مميزة
ولج الفنان المعروف عند جمهوره بلقب “عسيلة” الساحة الفنية المغربية في عام 1962، عندما كان عمره آنذاك 14 سنة، حيث دون بداياته الأولى بالانخرط في العمل الجمعوي، والتحق بفرقة النجمة الذهبية وهو في عمر17 سنة، رفقة الفنان عبد الرحيم التونسي المعروف، الذي قدم له يد العون وكأن سنده الأول ومسانده الحقيقي في تحقيق أحلامه.
ولم يقتصر أعماله المشتركة على عبد الرؤوف فقط، بل تخطت هذا والتحق بالعديد من الفرق المسرحية بدار الشباب، لكن البداية الفعلية كتبت في سنة 1970، عندما التحق بفرقة الكوميدي والممثل الراحل محمد بن إبراهيم، وكذا مع المخرج المسرحي الراحل محمد سعيد عفيفي بالمسرح البلدي بالجديدة، حيث اشتغل إلى جانب مجموعة من الفنانين والفنانات اللذين وقعوا على مسار فني كبير، نذكر منهم (سعاد صابر، فاطمةالناجي، شهرمان، محمد الدرهم…).
أعمال مسرحية بروح العفوية
قدم الفنان على مر سنوات مسيرته الفنية العديد من الأعمال والمسرحيات، التي نذكر أبرزها “السوانح، رشمون، لافار،لموليير، عطيل“، قبل أن يوقع على عودته من جديد مع فرقة عبد الرؤوف ويسري شاكر بالدار البيضاء، حيث لعب أدوارا رئيسية في عدة أعمال فنية، كأدب وطرب، شوف واسمع تعرف، حكايات من الفلكلور، ألف ليلة وليلة، بالإضافة إلى عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية، شكل في إحدى فترات حياته الفنية، ثنائيا ساخرا، إلى جانب محمد بن إبراهيم.
نهاية حزينة
انتهت يوم الأربعاء، بعد معاناة طويلة، رحلة الرجل الذي قدم العديد من الأعمال الفنية الكوميدية بسخاء، موهبة وعصمة قوية جعلت عبد الرحمان برادي بطل عصره في التجسيد والأعمال المميزة، موهبة أسعدت مغاربة المهجر في أكثر من جولة فنية بأوروبا، انتهت حياته وهو يعاني التهميش من طرف المسؤولين والساهرين على الشأن الفني والثقافي في المغرب، حيث ظل يناشد ويدق باب الحصول على المساعدات وشراء إبداعاته المسرحية.
