معاد بودينة أفادت مصادر مطلعة لـ“بلادنا24″، أن “اختلالات وخروقات” عديدة، قد شابت مباراة نظمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مؤخراً، لتوظيف أساتذة التعليم العالي المساعدين بمعاهد المهن التمريضية التابعة للوزارة المذكورة.
المصادر عينها، أوضحت أن عدداً من المترشحين الذين اجتازوا هذه المباراة، سجلوا اختلالات واضحة، انطلاقاً من أولى مراحل التسجيل والاجتياز، وصولاً إلى مرحلة صدور النتائج النهائية، مشيرة في الوقت ذاته، أن “عدداً من المرشحين يتجهون لتقديم طعون فردية وجماعية في نتائج هذه المباراة أمام المحكمة الإدارية المختصة”.
ومن بين أبرز الخروقات التي يمكن تسجيلها خلال مراحل هذه المباراة، بحسب المصادر ذاتها، “نجاح مترشحين بتخصصات غير مطلوبة في قرار المباراة، وعدم احترام معيار الإنتاج العلمي والمسار الجامعي وغيرها، وهو ما يمكن التأكد منه من خلال الملفات العلمية لعدد من الناجحين؛ فضلاً عن أن عدد أعضاء اللجنة مخالف للقرار الوزاري المنظم لمباريات توظيف الأساتذة الباحثين، إذ ضمت لجنة واحدة لجميع التخصصات”، تضيف نفس المصادر.
وفي باقي تفاصيل الخروقات الأخرى، قالت المصادر في حديثها مع “بلادنا24“، أنه تم “إلغاء تقديم أعمال المترشحين المنصوص في القرار ذاته، وتعويضه بتقديم في خمسة دقائق، بالإضافة للتركيز على أسئلة في الثقافة العامة لا علاقة لها بمجال التخصص وبمجال التمريض وتقنيات الصحة بشكل عام”، موضحة أن “أغلب المقابلات تتم في مدة زمنية لا تتجاوز 15 دقيقة للمترشح، وأن إعلان النتائج النهائية، تم دون توقيع أعضاء اللجنة ودون تخصصات المترشحين”.
ومن جانبها، قالت مصادر أخرى في اتصال هاتفي مع “بلادنا24“، أن “أبرز نموذج على الاختلالات التي شهدتها هذه المباراة، هو كل من مركز فاس والناظور، حيث تم الإعلان عن نتائج الانتقاء في اليوم نفسه، مما يثير تساؤلات عديدة حول مصداقية هذا الانتقاء”، متسائلة عن “هل من الطبيعي أن تقوم لجنة مكونة من شخص واحد فقط بتقييم 600 مرشح من مختلف التخصصات؟”، وعن “كيفية إجراء الاختيار المسبق لـ 600 مرشح من بين 2500 ملف تم استلامه بعد وقت قياسي؟”.
وخلصت المصادر ذاتها، إلى أن “عرض النتائج النهائية للامتحان الشفوي في نفس اليوم له تفسير منطقي واحد فقط: لقد تم بالفعل إعداد قوائم المرشحين المختارين مسبقًا وتم تنظيم هذه المقابلات الشفهية على شكل مسرحيات وتمثيليات واضحة”.
وفي السياق ذاته، فقد طالب المرشحون “المقصيون” السلطات المختصة بفتح تحقيق مفصل للوقوف على هذه الخروقات والاختلالات الجمة التي شابت هذه المباراة، مشيرين أنه يتجهون لمراسلة كل من مؤسسة وسيط المملكة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية لمعرفة مآلات تظلماتهم، وكذا الإجراءات والتدابير المتخذة إزاءها وتوصيات هذه الجهات بخصوص كل النقط والاختلالات المرتبطة بهذه “المسرحية”، حسب تعبيرهم.
