حمضي: المغرب بلد رائد في اللقاحات.. والتلقيح يحمي من الإصابة بالسرطانات

يخلد المغرب، على غرار باقي دول العالم، الأسبوع الوطني للتلقيح، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 22 و26 أبريل الحالي، تحت شعار ’’أطفالنا كانبغيوهم.. بالتلقيح نحميوهم’’، حيث يعكس الاحتفاء بهذا الأسبوع الأهمية التي يكتسيها التلقيح في حماية وتعزيز الصحة العامة.

ويهدف هذا الأسبوع إلى تحسيس الساكنة ومختلف الفاعلين بأهمية تلقيح الأطفال كتدخل فعال للوقاية من الأمراض المعدية والخطيرة والتي تشمل بعض أنواع السرطانات، وكذا ترسيخ دور التلقيح في تفادي مضاعفات هذه الأمراض التي قد تكون مميتة، كما يروم التذكير بضرورة احترام مواعيد تلقي الجرعات المحددة في الجدول الوطني للتلقيح.

المغرب بلد رائد في اللقاحات

وفي هذا السياق، يرى الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن ’’الخبراء في العالم يؤكدون على أنه ليس هناك تدخل في تاريخ البشرية التي أقيم يحسن من ظروف البشرية وصحتها أفضل من التلقيح والماء الصالح للشرب، جميع الاكتشافات الأخرى لم تصل إلى هذا المستوى سواء الأدوية أو التحاليل’’.

وأكد حمضي في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’التلقيح ظهر قبل 200 سنة، ولدينا حاليا فقط التلقيح ضد 30 مرض في العالم، وهناك حاليا لقاح آخر في صدد الدراسات، مقبلين على اكتشافات جديدة في اللقاحات يمكنها أن تقضي على أمراض عديدة’’.

وأضاف الطبيب، كون ’’المغرب بلد رائد في اللقاحات فهو يلقح أكثر من 96 في المائة من أطفاله ضد الأمراض، فالمغرب يفوق الدول المتقدمة في عملية التلقيح’’.

وقال الطبيب، أن ’’المغرب نموذجا يحتدى به في التلقيح’’، مضيفا أن ’’هناك التزام سياسي في التلقيح بالمغرب، ما جعل المغرب يخفض عدد وفيات الأطفال أقل من 5 سنوات، من خلال العديد من الأشياء التي يعد التلقيح أبرزها شلل الأطفال الذي لم تسجل فيه المملكة منذ سنة 1987 أي إصابة، علما أنه خلال ثمانينيات القرن الماضي، كان عدد كبير من الناس أصيبوا بالشلل والديفتيريا والجذري’’.

واعتبر الباحث في النظم الصحية، أن ’’التلقيح يحمي 4 مليون شخص سنويا’’، مشيرا إلى أن ’’تلقي التلقيح بعد كوفيد انخفض معدله، حيث كان من الضروري تدارك النقص القائم في التلقيح والتأكيد للعالم على أهمية التلقيح، ونركر الآباء والمهنيين الصحيين أيضا، بأن التلقيح شيء عظيم في حياة البشرية’’.

وخلص الطبيب إلى أن ’’التلقيح يحمينا من عدد كبير من السرطانات والعاهات والإعاقات، بحيث أن التلقيح استثمار مهم بحيث أن دولار واحد في التلقيح يعود علينا  بـ مابين 16 و44 دولار كعائد صحي واقتصادي، التلقيح كله فوائد من جميع النواحي يجب التشبث به وتطويه وتشجيعه’’.

الجدول الوطني للتلقيح

وتمكن المغرب بفضل رعاية الملك محمد السادس، من ضمان ولوج الأطفال لـ12 لقاح بشكل آمن، فعال ومجاني بجميع ربوع المملكة. حيث يتم إدراج هذه اللقاحات في الجدول الوطني للتلقيح وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية واللجنة الوطنية العلمية والتقنية الاستشارية للتلقيح.

كما يعتبر هذا الحدث فرصة سانحة لتعبئة كل من المتدخلين والمجتمع المدني وكذا مهنيي الصحة، وجميع الشركاء من أجل الانخراط في هذا الحدث، إذ باشرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في نفس السياق وبتعاون مع منظمة “اليونيسف”، إنجاز مجموعة من الدعامات التواصلية التي سيتم إطلاقها على المستويين الوطني والجهوي، حتى يتسنى وصول الرسائل التحسيسية لجميع الفئات وتحقيق الأهداف المتوخاة من هذا الحدث.

وبالرغم من إحراز المغرب تقدم كبير في مجال التلقيح ضد الأمراض المستهدفة، التي كانت مسؤولة في السابق عن ارتفاع معدلات المراضة والوفيات لدى الأطفال أقل من خمس سنوات، وذلك بفضل الجهود المبذولة في إطار البرنامج الوطني للتلقيح، إلا أنه من الضروري الحفاظ على المكتسبات وكذا على نسبة تغطية عالية للتلقيح ضد الأمراض المستهدفة لمواجهة التحديات ومواصلة حماية صحة أطفالنا.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *