طقوس الأعراس المغربية تتخطى الحدود.. والعرس الجزائري بنكهة مغربية خالصة

تخطت طقوس الأعراس المغربية كل الحدود الجغرافية، بالقفطان المغربي، والعمارية، والزغاريد والأغاني الشعبية، فأصبحت العروس الجزائرية تحتفل بنفسها وبيوم زفافها، بتقاليد المملكة المغربية العريقة تلك التقاليد التي تخطت الحدود الوطنية، واكتسحت مناسبات وحفالات الجارة الشرقية التي نسبت لها كل ماهو مغربي أصيل.

أصبح القفطان المغربي، أحد العناصر الرئيسة في الزي الجزائري، أما ’’العمارية’’ المغربية فتجدها هي الأخرى ضمن مظاهر احتفالات الأزواج بقاعات الأفراح الجزائرية.

عرس جزائري بنكهة مغربية

صارت العروس الجزائرية اليوم، تطل على المدعوين، وهي محمولة على أكتاف شبان يرتدون الزي التقليدي المغربي، مثل الجلباب والسلهام ويضعون فوق رؤوسهم الطربوش المغربي الأحمر المعروف بالطربوش ’’الفاسي’’، ويطوفون بها وسط الزغاريد والأهازيج، على إيقاعات غنائية مغربية شعبية راقصة.

وأصبحت الجزائر اليوم، التي لا تريد أن تعترف بأن كل مايتضمنه العرس الجزائري، مغربي الأصل، تتوفر على محلات متخصصة في تجهيز حفلات العرائس على الطريقة المغربية، حيث توفر مزينات العرائس أو ’’النكافة’’، أو ما تسمى بـ’’المشاطة’’ باللهجة الجزائرية، كل ما تحتاجه العروس لزينتها ليلة عرسها من حلي وملابس تقليدية مغربية، وباقي تجهيزات ’’العمارية’’ المغربية.

ويبدو أن الأعراس الجزائرية، تجردت من هويتها، وتخلت عن ثقافتها، وأصبحت تخترق وتقلد طقوس وتقاليد الأعراس المغربية، لتصبح نسخة من من المغرب والمغاربة.

حماية الموروث المغربي أمر أساسي

وفي هذا السياق يرى أسامة البارودي طالب باحث في علم الاجتماع، أن ’’ما يدفع الجارة الشرقية للتقليد الأعمى، لطقوس العرس المغربي، هو عدم حفظ وتسجيل هذا الموروث كثراث لا مادي’’.

وأضاف البارودي في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’انتشار الطقوس المغربية بالجزائر راجع بالأساس، إلى القرب الجغرافي، بحيث كان المغاربة سابقا يقومون بمحاولة نشر ثقافتنا العريقة، بمجموعة من البلدان التي تعد الجزائر واحدة منها من خلال افتتاحهم محلات لتزين العرائس، غير أن هذا الأمر لا يمكنه أن يعطي الحق للجارة الشرقية في أن تستولي على تقاليد بلد آخر، وتنسب ذلك لها، عليها أن تحافظ على هوتها وثقافتها وتترك هوية وثقافة المغرب في سبيل حالها’’.

وأكد الباحث، على أن ’’المغرب بلد عريق، وتاريخه الطويل شاهد على عراقته’’، معتبرا أنه ’’لا الجزائر ولا دولة أخرى قادرة على تجريده من عراقته وأصالته’’.

واعتبر المتحدث ذاته، أن ’’مغاربة العالم، واحتفالهم بالقفطان المغربي، خلال المناسبات التي يتواجدون بها، نشر للهوية والثقافة المغربية، ودليل على تشبث أبناء هذا الوطن بهويتهم وثقافتهم الأم’’.

وأكد البارودي، أن ’’ما أصبحنا نشاهده من خلال مقاطع الفيديو التي تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، حول احتفالات أبناء الجارة الشرقية بالطقوس المغربية، ونسبهم كل تلك الأشياء للجزائر، أمر إن دل على شيء، فهو يدل على عدم تشبث هذا البلد بثقافته الأصلية، ومحاولته التجرد منها، والسطو على ثقافة بلد جار’’.

وخلص المتحدث إلى أن ’’شروط حماية هذا التراث والموروث المغربي، مرتبطة برؤية سياسية تجعل من اليقظة الثقافية إحدى ركائزها الأساسية’’.

وكانت غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق، قد تقدمت قبل أيام قليلة من الآن، بعريضة لدى المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة اليونيسكو، ضد ترشيح الزليج والقفطان المغربي، ضمن التراث اللامادي الجزائري.

وجاءت هذه العريضة، بسبب رغبة الجزائر في تقديم ملف الترشيح، الزليج والقفطان المغربيين، كتراث اللامادي ضمن اللائحة التمثلية، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *