معاد بودينة قادت معلومات استخباراتية دقيقة، وفرتها عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مؤخراً، قوات الحرس المدني الإسباني، إلى اعتراض قارب هوائي انطلق من المغرب، على متنه شحنة مهمة من مخدر “الشيرا”، أثناء محاولته تفريغ حمولته على طول ساحل تاكورونتي، بجزيرة تينيريفي، التابعة لأرخبيل الكناري.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن التنبيه الذي أصدرته المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بشأن وصول وشيك لقارب هوائي من المغرب، محملًا بشحنة غير قانونية، أدى إلى تشديد إجراءات المراقبة الأمنية على طول ساحل تينيريفي. مشيراً إلى أنه ردًا على هذه المعلومات الاستخبارية، تم تنفيذ عملية مراقبة متخصصة، في حوالي الساعة 04:00 من صباح الأربعاء الماضي.
وأوضح المصدر ذاته، أن عملية المراقبة الأمنية التي نفذتها عناصر الحرس المدني، أسفرت عن توقيف سبعة أشخاص في منتزه “ميسا ديل مار” في تاكورونتي، وذلك أثناء قيامهم بنقل طرود من قارب متوقف إلى شاحنة. مبرزاً أن من بين الأفراد المعتقلين، خمسة متورطين بشكل مباشر في نقل المخدرات، بينما الاثنان الآخران يعملان كقبطانين للقارب.
وقد أسفرت هذه العملية الأمنية النوعية، عن حجز ما مجموعه طن و715 كيلوغرام من مخدر “الشيرا”، معبأة بإحكام في 47 حزمة، فضلاً عن مصادرة عناصر الحرس المدني، للقارب الهوائي، والشاحنة، وهاتفًا يعمل عبر الأقمار الصناعية، وأجهزة محمولة، وجهاز ملاحة “GPS”.
وذكر المصدر ذاته، أن العملية الأمنية المذكورة، تم تنفيذها بشكل مشترك بين وحدات أمنية مختلفة، على رأسها الوحدة الأساسية للشرطة القضائية (UOPJ)، ودوريات أمن المواطنين، ووحدات المالية والحدود، والخدمة البحرية الإقليمية، بدعم من خدمات العمليات المركزية (COS) التابعة لقيادة “سانتا كروز دي تينيريفي”. لافتا إلى أن الأفراد المقبوض عليهم، تم تقديمهم أمام محكمة لاغونا، حيث تم حبسهم احتياطيًا بتهم تتعلق بجرائم ضد الصحة العامة.
وعلى صعيد آخر، فإن الاعتراض الناجح لهذه الشحنة الكبيرة من المخدرات، يعكس دون شك فعالية دينامية التعاون الدولي بين السلطات المغربية والإسبانية، في منع عمليات التهريب الدولي للمخدرات. حيث يعد هذا الجهد المشترك، بمثابة شهادة على التزام البلدين الوطيد، في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وحماية الصحة العامة، والأمن العمومي.
