مراكش.. الحصان الرابح للمملكة المغربية في تنظيم المحافل الدولية

لازالت المملكة المغربية تراهن على مدينة مراكش لتنظيم أي محفل عالمي، رهان جاء نتيجة الثقة في مدينة استطاعت أن تكون في موعد تنظيم مختلف التظاهرات العالمية بحنكة ومسؤولية، جعلت الإشادات تتقاطب على قدرة المملكة في تنظيم كبريات التظاهرات، تحت قيادة الملك محمد السادس.

مدينة التاريخ والتعايش

تعتبر مراكش عاصمة السياحة بالمغرب، بفضل مكوناتها الحضارية والتاريخية، الشاهدة على حقب دول سيطرت على طرق القوافل التجارية في عصور خلت، وبسطت نفذوها على مناطق بالقارة الأوروبية، مناطق لازالت شاهدة على مكانة وحضارة تلك الدول، بأحياء المدينة العتيقة، وبسور يناهز عمره تاريخ دول، بصومعة الكتبية الشامخة، وحدائق المنارة الخضراء، بالتصماميم الهندسية الجذابة لقصر الباهية، والعمق المعماري لقصر البديع، بنفحات تاريخية لساحة جامع الفنا، وبنية فندقية تعتبر الأكبر قاريا، مكونات وأخرى، جعلت مراكش في قلب الاستحقاقات العالمية، بالمدينة الحمراء، ساكنة في بهجة دائمة، شعارهم “التسامح والتعايش بين الأديان”، آلاف الاشخاص من مختلف الجنسيات والديانات قرروا الاستقرار بمراكش، بعد أن أغوتهم بسحرها، وسماحة ساكنتها.

مؤتمرات عالمية بمراكش البهية

تحتضن مراكش عشرات اللقاءات الوطنية والدولية سنويا، لكن هناك مؤتمرا ظلت في ذاكرة العالم، بفعل قرارت سنت بمدينة البهجة، والبداية بتأسيس منظمة التجارة العالمية عقب اتفافية مراكش في يناير 1995، خلفا للاتفاقية العامة للتعرفة والتجارة وأمانتها، حيث مكنت اتفاقية مراكش من توفير منتدى للمفاوضات، وتأسيس إدارة آليات لتسوية المنازعات.

حظيت مراكش بعدها بتنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ سنة 2001، الذي عرف مشاركة أزيد من 300 مندوب يمثلون 180 من بلدا، من مختلف القارات، حيث عكفوا على التوصل إلى اتفاق لترجمة المبادئ التي تبنتها قمة “بون”، للحد من انبعاث الغازات المسؤولة، عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وتحويلها إلى إجراءات عملية.

الحدث البارز “كوب22” أو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، المقام بمراكش سنة 2016، وهو الذي حظي بمشاركة أزيد من 190 رئيس دولة، بينهم 30 من رؤساء دول القارة السمراء، حدث عالمي استقطب ما يقارب 30 ألف مشارك، من بينهم 8000 شخصية من فعاليات المجتمع المدني، و1500 إعلامي وإعلامية، حيث شهدت القمة المناخية قرارات واقعية للحد من تأثير الاحتباس الحراري، وتوقيع بروتوكول اتفاقي لحماية المنظومة البيئية العالمية.

وقبل يومين، انتهت فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، لقاء عالمي عرف مشاركة 14 ألف مشارك يمثلون دول من مختلف القارات، بفعالية تنظيمية وترتيبات أمنية باهرة، مراكش كانت في موعد التظاهرة العالمية المنظمة من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري، بمدينة لقيت الإشادات من جل الحاضرين والمسؤولين الدوليين، منوهين باللحمة بين الملك والشعب، وتظافر مؤسسات الدولة للخروج من آثار فاجعة زلزال الحوز، مراكش لملمت جراحها في أسابيع، و تركت انطباعا للعالم، أن المغرب قوي بملكه وبشعبه ومؤسساته .

يمكن الجزم أن المغرب، أصبح معادلة صعبة قاريا وعالميا، في تنظيم وتأمين الملتقيات القارية والعالمية، ولعل نيله شرف احتضان “كان 2025″، وقبول ملفه المشترك لاحتضان كأس العالم 2030، وتصريح رئيس “الكاف”  أن  “كان 2025، سيكون أجمل نسخة بتاريخ المسابقة القارية”، ما هو إلا ذلك الانطباع الجيد والجاد، الذي تركه المغرب ومراكش خلال تنظيم المحافل الدولية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *