منتج “كبي أتاي” يكشف لـ”بلادنا24″ تفاصيل وحقائق العمل المثير للجدل (حوار)

بعدما حققت أغنية “كبي أتاي” نجاحا في وقت قياسي، حيث وصلت لأربعة ملايين مشاهدة على “اليوتيوب”، كما ظلت محافظة على “الطوندونس المغربي” في مطلع أسبوعها الثالث، خلفت في الوقت ذاته جدلا واسعا بين من أحب الأغنية بأكملها، وبين من أعجب فقط بإيقاعها الذي يزاوج بين الراب والثقافة الأمازيغية المغربية المتمثلة في “أحيدوس” دون كلماتها التي وصفها البعض بـ”الرديئة واللاأخلاقية”.

وبعد مقال سابق لـ بلادنا24“، حول أغنية “كبي أتاي”، الذي تمت الإشارة فيه إلى مطالبة البعض بتدخل النيابة العامة، لردع المغني الذي نطق بكلمات وعبارات وصفت بأنها “دون المستوى”، وتمس فئة القاصرات والمرأة المغربية بصفة مباشرة، تم التواصل مع منتج الأغنية الفنان هشام حجاني من قبل “بلادنا24“، الذي أوضح في حوار حصري للجريدة، ملابسات بخصوص هذا العمل “الفني”، كما كشف حقائق تلك العبارات والكلمات الخادشة بالحياء التي أغضبت المغاربة، وعلاقته بكل من مغني الراب “YOUSS45” و”Men Grave”، اللذان أديا أغنية “كبي أتاي”.

من هو هشام حجاني؟

هشام حجاني هو فنان تشكيلي في الأصل، من الأطلس المغربي، ومقيم بالديار الإيطالية، مغني وكاتب كلمات ومخرج لأفلام قصيرة، حيث كانت بدايتي في الإخراج خلال مشاركتي في المهرجان الوطني للفيلم القصير، بأول فيلم أمازيغي مدته 12 دقيقة سنة 2010 وحصلت من خلاله على الجائزة الثانية، كما أقوم بكتابة السيناريوهات، بخلاصة فنان شامل.

كيف تعرفت على “YOUSS45″؟

بعدما سبق لي وتعاملت مع مجموعة من الفنانين في الراب المغربي كـ”3ORWA” على سبيل المثال لا الحصر، على مستوى “ARTWORK” والشاب ريان في الراي، وأصبح اسمي معروفا شيئا ما ويتكرر في الوسط الفني، كان يوسف (YOUSS45) قد تواصل معي عبر تطبيق “أنستغرام”، وطلب مني العمل معه في “طراك” اسمه “Road To Hell”، وهنا عرفت بأن ظروفه المادية ضعيفة جدا، حيث قمت بعمل “ART” الذي طلبه مني مجانا ولم أتقاضى أي مقابل، ومنذ ذلك الوقت ونحن على تواصل، وبعدها تصفحت قناة اليوتيوب الخاصة به، ورأيت بعضا من أغانيه وأعماله القديمة، وعرفت أنه فعلا موهبة تستحق أن تخرج للعلن ويتعرف عليه جمهور واسع ويصل للعالمية لما لا، حيث لم يكن ينقصه سوى أن يأخذ أحد بيده.

وهنا قررت أن أساعد يوسف بجميع الإمكانيات، “باش نخرجو من قبرو”، لأنه كان “ميت فنيا”، ونزلت للمغرب على أساس أن أقوم بتوجيهه والشد بيديه، وأن أدخل معه غمار الإنتاج.

من صاحب فكرة “كبي أتاي”؟

في الوقت الذي نزلت فيه للمغرب والتقيت بيوسف، صرحت له بتوجهي الفني والموسيقي، وقلت له “حنا عندنا ثقافة مغربية غنية جدا وخاصنا نديرو واحد المزج بين ثقافة الراب والثقافة المغربية”، وأخبرته أنني سأعمل معه على إنتاج “ألبوم يشمل من كل شيء شوية”، بداية بأحيدوس بحكم أني من أبناء الأطلس، مرورا بالركادة، والجبلي، والدقة المراكشية، حيث كانت فكرتي أن أقوم بإخراج كل ما هو جديد في الراب الذي لم يتعود الجمهور سماعه، وكل ذلك في إطار الأغاني التي من الممكن أن تدخل البيوت وتسمعها الأسرة المغربية بأكملها من دون أي حرج (..).

ومنه، فإن فكرة أغنية “كبي أتاي”، هي بطبيعة الحال فكرتي لكن فقط على المستوى الموسيقى والإيقاع والمزج بين الراب والثقافة الأمازيغية لمنطقة الأطلس والمعروفة بـ”أحيدوس”، والدليل على ذلك هو الفيديو الذي قمت بتنزيله على قناتي حينما التقيت بيوسف وقمت بإسماعه جزءا من الإيقاع الموسيقي لفكرة “كبي أتاي”، والذي لقي تجاوبا أبهرني من قبل يوسف، حيث قام بالغناء بشكل ارتجالي وعفوي، الشيء الذي شجعني أكثر على العمل معه، حيث قمت بإخباره على الفور أن هذا النوع من الـ “style” والإيقاع  يليق به وسينجح وسيلقى تجاوبا كبيرا لدى فئة كبيرة من الجمهور المغربي داخل وخارج الوطن.

من قام بكتابة كلمات “كبي أتاي” وهل أنت راض على أداء “Men Grave”؟

أولا أنا لم أتعامل مع “Men Grave”، ولا أعرفه أصلا، وأغنية “كبي أتاي” كانت عملا مقترحا على “YOUSS45″ لوحده، وكان من المفترض أن يقوم بأدائها لوحده، حيث اتفقت معه على أساس أن يقوم بكتابة كلمات مناسبة للإيقاع وأن يحتفظ برمزية الثقافة الأمازيغية وروح الفن داخل الأغنية، فإذا بي أتفاجئ به، حينما قدم للتسجيل رفقة ما يسمى بـ” Men Grave”، وحاول إقناعي بجميع الطرق أن أتركه معه في هذه الأغنية على أساس أن له جماهير تعرفه وأن دخوله معه في الأغنية سيزيد من نجاحها، إلى آخره من محاولات الإقناع، وحين سماعي لأول مرة لكلمات الأغنية من قبل “Men Grave”، لم تعجبني بتاتا ورفضت الموضوع، إلا أن يوسف حاول إقناعي مرة أخرى بكون أن تلك الكلمات هي فقط تقرب من الواقع وأنها مناسبة إلى غيره من المبررات التي فرضت علي، بحكم أنني كنت مجبرا على إتمام العمل وإنهائه في وقت محدد، وكنت قد بدأت في خسارة مبالغ مالية أولية فلم تكن لدي فرصة للتراجع، حيث وجدت نفسي أمام الأمر الواقع الذي انصعت له.

أنا حاليا أعترف في هذه الأغنية بالإيقاع والمزج بين الراب و”أحيدوس”، وبما “غناه يوسف”، ولست راضيا بتاتا على تلك الكلمات التي جاءت على لسان “Men Grave” ولا حتى على طريقة الأداء التي قدمها الأخير.

كنت أتمنى لو استمع يوسف لتوجيهاتي، وأدى الأغنية لوحده وبكلمات راقية لا تمس بالحياء، كانت ستحصد نجاحا أكبر مما هي عليه الآن، حيث كانت ستروق للجمهور المغربي كافة كبيرا وصغيرا ولم أكن لأحرج من نجاحها الحالي (يا فرحة ما تمت)، لكن مع الأسف يوسف اختار أن يستمع لمن لا يحب مصلحته.

كيف هي علاقتك حاليا مع “YOUSS45” وهل قمتم بعمل فني آخر؟

صراحة لم تعد تربطني أية علاقة بـ”YOUSS45″، وذلك بسبب ما قام به في أغنية “كبي أتاي”، حيث لم يحترم توجهي ولم يقم بما اتفقنا عليه، زيادة على أنني حاولت تجاوز الأمر آن ذاك، وقمت باقتراح أغنية أخرى عليه وهي “زهواني” التي تم إصدارها قبل يومين على قناتي في “اليوتيوب”، وهي الأغنية التي حاولت أن أقف عليها هذه المرة، وتعاونت فيها مع يوسف من ناحية الكتابة واللحن والإيقاع وكل شيء، وهي بمثابة مصالحة بيني وبين الجمهور المغربي، الذي تفاعل معها بإيجابية.

كما أن يوسف أتقن أغنية “زهواني”، وأنا فخور بعملي معه في هذه الأغنية، حيث كانت ستكون مجرد بداية لكثير من الأعمال الفنية التي كنت أتمنى أن تخرج للواقع معه، إلا أنه اختار أن يكمل طريقه لوحده حينما فرضت عليه إتمام العمل معي بصفة قانونية.

هل هناك أعمال فنية قادمة؟

نعم هناك أعمال فنية مستقبلية؛ أشتغل عليها رفقة 3 فنانين في مجال الراب، حيث نعمل على “ألبوم” عبارة عن ديو ثلاثي، سيتم من خلاله تتمة الأفكار السابقة التي بدأتها مع يوسف، والكامنة في دمج الراب والموسيقى التراثية المغربية الأصيلة.

ما رأيك في “الراب” المغربي؟

أرى أن الراب في المغرب أصبح نمطيا؛ حيث يمكن أن تتغير الكلمات والايقاع إلا أن “الريتم” يبقى هو نفسه يتكرر، لا يوجد أي تجديد إلا قلة قليلة التي تحاول ان تعطي شيئا مغايرا.

رسالتك للفنانين الشباب في مجال “الراب”؟

أتمنى من الفنانين الشباب أن يحاولوا إعطاء روح جديدة ونقية للموسيقى، إذا أرادوا ان يتقدموا ويصلوا الى مراتب مبهرة.

كما أن رسالتي للفنانين الصاعدين ألا يحاولوا تتبع نفس خطوات الفنانين السابقين، حيث ينبغي عليهم ألا يتصنعوا وأن يكونوا هم انفسهم ويضعون بصمتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوة ليست في قول كلمات نابية او دون المستوى؛ بل تكمن في الاختيار الصحيح للعبارات التي تجعل للأغنية روحا تستطيع الوصول من خلالها لأكبر عدد من الفئات المجتمعية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *