“Joan is Awful”.. المستقبل القريب المخيف لصناع السينما وخصوصيات البشر

تتزايد المخاوف عبر العالم من استلاء الذكاء الاصطناعي على عدة وظائف واستبداله بالبشر للقيام بمهام متنوعة، خصوصا مع تطوره السريع في الآونة الأخيرة، والذي أصبح كابوسا للعديدين. لكن هل فكرت يوما أن يؤثر الذكاء الاصطناعي أيضا على حياة البشر العاديين وتدميرها وعرض الأسرار والخصوصيات للعلن بموافقة مخادعة من المعنيين بالأمر؟.

الحلقة الأولى لسلسلة “بلاك ميرور” “Black Mirrorّ” التي حملت اسم “Joan Is Awful” “جوان إنسانة بشعة”، من إخراج ألي بانكيو، وبطولة آني مورفي وسلمى حايك، تتحدث حول المستقبل القريب المحتمل والمخيف للصناعة السينمائية وصناعها، وهي ليست انعكاسا لمخاوفهم فقط، بل أيضا كابوس جميع الناس العاديين الذين يمكن أن تتعرض خصوصياتهم إلى الاستغلال والعرض أم العموم.

قصة Joan Is Awful

“Joan Is Awful” هي قصة امرأة تتفاجأ بأن سلسلة على منصة الأفلام “Streamberry” تعرض قصة حياتها بكل تفاصيلها الدقيقة، وكانت المفاجأة الأكبر أن التفاصيل المعروضة عاشتها خلال نفس اليوم، الأمر الذي تسبب لها بمشاكل مع محيطها منذ عرض الحلقة الأولى، وكان العمل ينقل بالتفاصيل كل تحركاتها وكلامها.

تدرك جوان أن كل ما تقوم به من أفعال جيدة وسيئة يتم دمجها في سيرة ذاتية تعرض بشكل يومي على منصة الأفلام، وتقوم بدورها سلمى حايك التي كانت تضع نفس تسريحات شعرها وملابسها، فيما كانت تصور الأحداث بنفس الأماكن التي تعيش فيها  كل أحداث حياتها.

وبالرغم من أن جوان تحاول اللجوء إلى القانون من أجل إيقاف بث تفاصيل حياتها وعرض خصوصياتها أمام العموم، إلا أنها تفشل في ذلك لسبب واحد، وهو أنها أعطت موافقتها الإلكترونية لمنصة الأفلام التي تعرض سيرة حياتها عندما أنشأت حسابها هناك للمرة الأولى. وهنا يسلط العمل الضوء على مخاطر الموافقة على بعض الرسائل الالكترونية التي تظهر أمامنا بشكل يومي من المواقع الالكترونية والتطبيقات بدون قراءة محتواها، لما يمكن أن تتضمن من مخاطر على خصوصيتنا، أو مخاطر أخرى لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الراهن.

الذكاء الاصطناعي يهدد أيضا الممثلين

طرح العمل “Joan Is Awful” صورة موضحة لما يمكن أن يتعرض له صناع السينما في هوليوود بصفة خاصة، وبكافة أنحاء العالم بصفة عامة، في حال تم الاعتماد فعلا على الذكاء الصناعي لإنتاج الأعمال السينمائية.

وفي الوقت الذي انضم ممثلو هوليود إلى كتاب السيناريو في احتجاجاتهم ضد انخفاض رواتبهم، وبدأ اعتماد شركات الإنتاج على الذكاء الاصطناعي في كتابة الأعمال السينمائية، أظهر هذا العمل أن الخطر يطال أيضا الممثلين الذي سيحل الذكاء الاصطناعي محلهم بشكل كلي تقريبا.

فبعد فشل جوان من إيقاف السلسلة التي تبث كل تفاصيل حياتها، قررت التوجه إلى سلمى حايك التي تقوم بدورها لتطلب منها التوقف عن تصوير هذا العمل، لتتفاجأ أن سلمى حايك أيضا متورطة في هذه السلسلة، بعد أن استعارت الجهة المنتجة وجهها، مثلما استعارت وجه كل الممثلين المتواجدين في العمل.

وبما أن سلمى حايك تتوقع أن يكون العمل مثل باقي أعمالها السينمائية السابقة من حيث الإخراج والأداء، إلا أن أنها صدمت بتصرفات غير لائقة صادرة من جوان، كانت تظهر سلمى في السلسلة أنها هي من تقوم بها، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يهدد مسيرتها المهنية وأيضا حياتها الشخصية، ومن هنا انطلق التعاون بين الممثلة وجوان من أجل إيقاف العمل الذي أصبح يضر كلا الطرفين.

وقال أحد أعضاء نقابة الكتاب بهوليوود لـ”Deadline”، إن الممثلين بهوليوود يروا أن فيلم “Joan Is Awful” من سلسلة “Black Mirror”، هو فيلم وثائقي عن المستقبل، حيث يتم بيع صورهم واستخدامها بأي طريقة يريدها المنتجون والاستوديوهات.

التفسير المنطقي للأحداث والمخيف للمستقبل

يفسر هذا الجزء من الحلقة، بطريقة علمية، كيف يمكن أن يتم كتابة عمل ما وتصويره وتوضيبه وخلق موقع تصويري في نفس اليوم واللحظة، بأن كل شيء يتم عبر تقنيات متطورة من الذكاء الاصطناعي الذي يقوم في بادئ الأمر بتتبع الشخص من خلال كاميرا وميكروفون الهاتف من أجل جمع كل المعلومات عنه، ثم يتم تحويل كل كلامه وتحركاته إلى فيديو على شكل فيلم يقوم بأداء الأدوار فيه ممثلين حقيقيين فقط من ناحية الصورة.

هذه العمليات المتكاملة تسمح بإنتاج فيلم في ثواني بدل أيام وأشهر وأحيانا سنوات من العمل، مما يقلل من الوقت والجهد اللازمين لإنتاج أعمال سينمائية، ويتيح إمكانية تقديم محتوى سينمائي أسرع وبتكلفة أقل.

وعلى عكس الحلقات الأولى من المواسم الأولى للسلسلة الأمريكية، فهذه الحلقة تبدو أقرب إلى الواقع، نظرا لما نعيشه الآن من التطور الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي، وأبعد من الخيال العلمي، بالرغم لو  أنها طرحت للمشاهدة قبل عشر سنوات أو أكثر فعندها كانت ستصنف ضمن خانة الخيال العلمي بالتأكيد، بدل من أن يراها المهنييون وثائقي عن المستقبل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *