بعد اعترافها بمغربية العيون.. وزارة الثقافة الإسبانية تضمد جراح البوليساريو

وسط دينامية الشراكة غير المسبوقة التي تشهدها الرباط ومدريد، تحاول جبهة البوليساريو الانفصالية وحاضنتها الجزائر، جنباً إلى جنب مع لوبيات وأحزاب إسبانية معادية للمغرب، عرقلة سير هذه الشراكة وإعادة العلاقات بين البلدين إلى نقطة الصفر، وذلك بمجهودات وضغوط حثيثة تظهر للعلن من فينة إلى أخرى.

مناسبة هذا القول، هو رد مكتوب لوزارة الثقافة الإسبانية، التي يترأسها الوزير إرنست أورتاسون، المتحدث الرسمي باسم ائتلاف “سومار” اليساري الراديكالي، شريك الحزب الاشتراكي العمالي في الحكومة الحالية، عن استفسار للسيناتور ماريا كارمن دا سيلفا مينديز، عضوة مجلس الشيوخ عن حزب “الكتلة القومية الجاليكية”، حول تصنيف الوزارة الإسبانية، في إحدى منشوراتها بالجريدة الرسمية، لمدينة العيون، كمدينة مغربية، وهو ما عزز آنذاك، الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية.

وجاء في رد الوزارة الإسبانية، الموجه حصراً إلى السيناتورة مينديز: “لقد أُبلغت حضرتك أن هناك التزامًا حازمًا بأن هذا الوضع لن يحدث مرة أخرى”، مشيرة إلى أنها قد أبلغت ممثل البوليساريو في إسبانيا، شخصياً، بهذا الأمر، إلا أنها تتمسك برفضها إصدار “تعديل” لمنشورها في الجريدة الرسمية، تلبية لطلب الحقوقيين المعاديين للمغرب وجبهة البوليساريو، بدعوى الوقت الذي انقضى منذ نشر المنشور في الجريدة الإسبانية الرسمية.

وتعود تفاصيل هذا الموضوع إلى شهر فبراير الماضي، حينما أعادت صحيفة “إل إنديبندينتي” الإسبانية، نشر وثيقة نُشرت في الجريدة الرسمية الإسبانية، وتداولتها بغضب وسائل إعلام موالية لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، تفيد بأن مدينة العيون توجد في المغرب، بحسب ما جاء في الوثيقة، التي تتعلق بصفقة عمومية لإنجاز أشغال تجديد المدرسة الإسبانية “السلام” الكائنة في هذه المدينة، وهي كبرى مدن الأقاليم الصحراوية.

وجرى طرح مشروع المناقصة البالغة قيمتها 60.500 أورو، في مارس من سنة 2023، أي بعد عام واحد من رسالة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، للملك محمد السادس، التي أعلن فيها لأول مرة دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، الخطوة التي أنهت أزمة دبلوماسية معقدة بين البلدين استمرت لنحو سنة، غير أن الأهم هو ما جاء في الإعلان الصادر بتاريخ 29 غشت 2023، عن وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، تحت رقم 24.653، عند الإعلان عن العرض الفائز، حيث أشارت بشكل صريح إلى أن الأمر يتعلق بالمؤسسة التعليمية “السلام” الموجودة بمدينة العيون في المغرب، ما يعني اعترافا واضحا بأن المنطقة جزء من السيادة الترابية المغربية.

وكشفت الصحيفة الإسبانية المعروفة بعدائها للمغرب ودعمها المتكرر للأطروحة الإنفصالية التي تتبناها جبهة البوليساريو، أن الأمر حدث قبل ذلك بشكل آخر، حين نشرت الجريدة الرسمية الإسبانية إعلانا صادرا عن وزارة أخرى، هي وزارة التربية والتعليم، وجاء فيه أنها “تدير 11 مركزا تابعا للدولة الإسبانية، وهي المراكز المنتشرة في مدن الحسيمة والناظور وتطوان وطنجة والعرائش والرباط والدار البيضاء والعيون”.

ويشار إلى أن ائتلاف “سومار” الذي ينتمي إليه وزير الثقافة الإسباني صاحب الرد المكتوب، بزعامة يولاندا دياز، التي عُرفت طيلة الفترة التي سبقت الانتخابات العامة بإسبانيا بدعمها لأطروحة “تقرير المصير” بالصحراء المغربية، كان قد تخلى في وثيقة اتفاق رسمي لتشكيل حكومة مع الحزب الذي يقوده بيدرو سانشيز عن دعم “البوليساريو”، وهو ما أظهر بشكل واضح خيبة لـ”جمهورية المخيمات” تجلت على لسان ممثلها في إسبانيا الذي انتقد الائتلاف اليساري الإسباني “سومار” بسبب ما وصفها بـ”الفرصة التاريخية التي أضاعها، بعدم تضمين اتفاق تشكيل الحكومة مع الحزب الاشتراكي العمالي “العودة إلى الموقف التقليدي في ما يتعلق بالصحراء”، أي سحب تأييد مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *