سكينة أكد الإعلان العسكري الإسرائيلي أن أكثر من 11,000 صاروخ قد أطلقت من قطاع غزة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ بداية عدوان أنظمة الدفاع الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر.
تعتبر الصواريخ سلاحًا حيويًا لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولفصائل المقاومة الأخرى ضد الاحتلال.
تستخدم إسرائيل ثلاثة أنظمة متكاملة للدفاع الجوي للتصدي لهذه الصواريخ، وهي القبة الحديدية، ونظام السهم (David’s Sling)، ومطلق السهم (David’s Sling Launcher). تخدم هذه الأنظمة أغراضًا متنوعة، بما في ذلك اعتراض الصواريخ ذات المدى القصير والمتوسط والطويل.
العبء المالي لهذه الأنظمة الدفاعية على خزينة إسرائيل هو ضخم، وسيتناول هذا التقرير التكاليف المرتبطة بهذه الأنظمة.
القبة الحديدية الإسرائيلية
تستخدم إسرائيل نظام “القبة الحديدية”، المعروفة باسم “كيبات بارزيل” بالعبرية، لاعتراض الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية ردًا على الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
القبة الحديدية هي شبكة من البطاريات تستخدم رادارات لاكتشاف الصواريخ ذات المدى القصير واعتراضها. تتألف كل بطارية من 3 أو 4 مطلقات تحمل 20 صاروخًا من نوع تمير، يتحكم فيها رادار يوجه مسار الصاروخ، وفقًا لشركة رايثيون، العملاقة الأمريكية في مجال الدفاع والتي تتعاون مع شركة رافائيل الإسرائيلية في إنتاج النظام.
في حين أن العدد الدقيق لبطاريات القبة الحديدية المنتشرة حاليًا غير معلن عنه من قبل الجيش الإسرائيلي، كانت إسرائيل تملك، حسبما أعلن في عام 2021، 10 بطاريات موزعة في جميع أنحاء البلاد. وتستطيع كل بطارية الدفاع عن منطقة تغطي 60 ميلاً مربعًا (155 كيلومترًا مربعًا)، وفقًا لرايثيون.
التكلفة المالية للقبة الحديدية
تظل التكلفة الإجمالية لتطوير وتصنيع ونشر وصيانة نظام القبة الحديدية غير معلنة، ولكن يُرجى التوقع أن تكون في مستويات مليارات الدولارات، وفقًا لما أشارت إليه Axios.
تُقدر تكلفة إنتاج بطارية كاملة بحوالي 100 مليون دولار، وتكلفة كل صاروخ اعتراضي تقدر بحوالي 50,000 دولار، وذلك وفقًا لتقديرات من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
كانت الولايات المتحدة قد خصصت ما يقرب من 10 مليارات دولار لأنظمة دفاع الصواريخ الإسرائيلية، بما في ذلك حوالي 3 مليارات دولار للقبة الحديدية، وفقًا للخدمة البحثية في الكونغرس الأمريكي.
قد قامت الولايات المتحدة بالاستثمار الكبير في هذا النظام، حيث ساهمت في تمويل تطويره وتغطية التكاليف أثناء فترات النزاع.
من جهته، أعلن الرئيس جو بايدن مؤخرًا عن خطط لطلب 14.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل، والتي ستشمل جزءًا كبيرًا منها لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي والصاروخية، بما في ذلك القبة الحديدية. وأشار بايدن أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة المساعدة العسكرية الإضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ المعترضة لإعادة تعبئة القبة الحديدية.
أفاد الجيش الإسرائيلي بأن حوالي 11,000 صاروخ وطائرة بدون طيار قد تم إطلاقها نحو إسرائيل من غزة وجبهات أخرى منذ 7 أكتوبر. عند مراعاة تكاليف التشغيل، بما في ذلك النقل والتحميل والشخصيات والصيانة، ستزيد التكلفة الإجمالية بشكل كبير.
يجدر بالذكر أن تكلفة صاروخ واحد أطلقته حماس تقدر بحوالي 600 دولار، مما يجعل صواريخ القبة الحديدية للاعتراض تكلف حوالي 100 مرة أكثر.
نظام السهم (David’s Sling)
نظام دفاع الصواريخ “السهم”، الذي تم إنتاجه بواسطة شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بالتعاون مع وكالة الدفاع عن الصواريخ الأمريكية، يشكل الطبقة العليا في أنظمة الدفاع الجوي المتعددة المستخدمة في إسرائيل. يركز هذا النظام على اعتراض التهديدات الصاروخية ذات المدى المتوسط إلى الطويل، ويتألف من نوعين من المعترضات، السهم 2 والسهم 3.
فيما يتعلق بتكلفة نظام السهم (David’s Sling)، تقدر تكلفة صواريخ الاعتراض للنظامين السهم 1 والسهم 2 بحوالي 1.5 مليون دولار و2 مليون دولار على التوالي. وتظل الجوانب المالية المتعلقة بنظام السهم، ومنها تكاليف التطوير والإنتاج والنشر، غير معلنة.
