زينب لحسيني.. قصة ملهمة لشابة على كرسي متحرك تحصل على إجازتين

يحتفل العالم، ومعه المغرب، يوم الثامن من مارس، كل سنة، باليوم العالمي للمرأة، وفي هكذا مناسبة، لا يمكن تجاوز إنجازات وتحديات من تعتبر نصف المجتمع، وتعمل على تربية النصف الآخر. وهنا، نستعرض قصة ملهمة لإحدى الفتيات، تجاوز صعوبة الحياة بعزيمة قوية.

قصة ملهمة

زينب لحسيني، من فتاة حزينة تتألم، بسبب عدم قدرتها على الوقوف والسير، وتسيطر على من رآها، مشاعر التعاطف، إلى شابة حاصلة على إجازتين، الأولى في القانون الخاص، والثانية في علم الاجتماع. بكرس متحرك، أصبح يشكل جزءا مهما في حياتها، استطاعت زينب أن تفرض نفسها داخل المجتمع.

في البداية، لم تكن ابنة فاس، ذات 26 سنة، راضية على وضعها، خصوصا وأن إعاقتها لم تكن بسبب حادث أو خطأ طبي، فهي التي استيقظت صباحا، لتجد نفسها بعد سنوات، غير قادرة على السير، أو حتى الوقوف بطريقة عادية.

تقول زينب لحسيني، في حديث مع ’’بلادنا24’’: ’’كنت أستند على الحائط في الشارع، بداية إصابتي بفيروس على مستوى الأرجل. لم أكن قادرة على المرور من أمام الناس، وأنا في تلك الحالة. كنت دائما ما أستعير من حالتي، وأشعر بنوع من الاحباط. تساؤلات كثيرة تلك التي كنت أطرحها عن نفسي بخصوصي مستقبلي’’.

الأمل عوض الألم

مزيحة عبارة “ألم”، واضعة مكانها “أمل”، وبإصرار قوي، رافعة شعار التحدي، ملوحة براية النجاح، كاسرة تلك الصورة النمطية عن ذوي الهمم، تواصل لحسيني ما بدأت، فهي التي تستيقظ كل صباح، منتظرة ظهور نتائج مباريات توظيف الأشخاص في وضعية إعاقة.

لم يكن الطريق أمام زينب سهلا، فهي تعتبر أن الاستهانة بها كفتاة في وضعية إعاقة، وكامرأة، دفعها إلى مضاعفة مجهوداتها، والرفع من منسوب أملها.

لا للاستسلام نعم للتحدي

تؤكد المتحدثة، على أنه في بعض الأحيان، يناتبها شعور الاستسلام، والتخلي عن كل ما بدأت، غير أن وجه أمها نجاة، والتضحيات التي قامت بها في حقها، ولعل حملها على ضهرها من أجل صعود السلالم، أبسطها، يشحنها بجرعة من التحدي الذي يدفعها إلى إكمال السير، وعدم الرجوع لنقطة الصفر.

وتقول زينب، إن التحديات التي تواجهها كثيرة ومتنوعة، غير أنها تؤمن بنفسها حق الإيمان، وبأن شغفها، وحلمها، في أن تحقق المزيد، لن يثنيها عن مواصلة الطريق، فمجرد رؤيتها لوجه أمها، أمر ينسيها للمجهودات التي تقوم بها لفرض نفسها.

غير آبهة بنظرة المجتمع لها، ونظرة التعاطف التي تراها في عيون جيرانها، تشدد زينب، على أن ’’مجتمعنا لن يتقبل الاختلاف الذي يميزنا عن غيرنا، كنساء أولا، ثم كشباب في وضعية إعاقة، فنحن لسنا كغيرنا، تحركنا نون النسوة، وتكسرنا ثاء التأنيث، ولا شيء آخر غير ذلك’’.

بين المرونة والقوة

بين المرونة والقوة، تستمد زينب طاقتها، لمواجهة مصاعب الحياة، من أمها وأبيها، من خلال شحنها بالإيجابية، ومساندتها على تجاوز الصعاب، وكسر نظرة المجتمع لها، واحترام نفسها، والتركيز على ذاتها، لتحقيق ما تريد.

وعن طموح الشابة، تقول ابنة العاصمة العلمية، إنها تريد أن تشتغل، وتفرض نفسها في المجتمع، وتكون مسؤولة عن نفسها،  ’’فوالديي لن يدوما له طويلا، رغم أنهما يوفران لي كل ما أريد’’، وفق تعبيرها.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *