عيد الاستقلال.. محطة ملهمة للشعور الوطني للمغاربة

يخلد الشعب المغربي، اليوم السبت 18 نونبر، الذكرى الثامنة والستين لعيد الاستقلال، الذي يجسد انتصار إرادة العرش والشعب، والتحامهما الوثيق للدفاع عن وحدة الوطن وسيادته ومقدساته.

العهد الوثيق

ذكرى راسخة ومتجذرة في قلوب وعقول المغاربة، تشكل أبرز المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار المملكة المغربية. ملحمة تاريخية وطنية كبيرة، تحمل في طياتها العديد من الدلالات والدروس والعبر العميقة، عمق المملكة.

وتحل ذكرى عيد الاستقلال، ومعها تضحيات جسام، وأمجاد تاريخية خالدة، تبقى للتأمل والتدبر في كفاح وطني من أجل تحقيق الحرية والاستقلال، في سياق نضالي شامل ومتكامل، يشج أواصر العروة الوثقى بين العرش والشعب، ويعزز العهد الوثيق القائم بينهما.

تحصين وحدة الوطن

وفي هذا الشأن، يرى فؤاد مسرة، رئيس مركز تناظر للدراسات والأبحاث، أن هذه الذكرى تمثل “مناسبة لاستحضار مرامي ودلالات العبر المجيدة لهذا الحدث المشرق والجريء من تاريخ بلادنا الزاخر، للنسج على منوالها في تحصين وحدة الوطن وسيادته، وتحقيق تقدمه وازدهاره’’.

وأضاف مسرة، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن ذلك يؤدي إلى ’’استحضار مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، والدفاع عن المقدسات والثوابت الوطنية، وتحقيق الوحدة الترابية، وتَمَلُّك روح التضحية والشعور الوطني العارم، وإذكاء الوعي بالمسؤولية الوطنية، المتجسد في التعاقد الوثيق بين العرش والشعب الذي ألهم مختلف شرائح المجتمع في كل مناطق وربوع المملكة، للوقوف صفا واحدا دفاعا عن الحرية والاستقلال، ووضعِ حد لعهد الحجر والحماية والظلم والاستعمار، وتذكر عودة الملك محمد الخامس، وأسرته من المنفى، وإعلانه مباشرة عن استقلال المغرب، وانتهاء نظام الوصاية والحماية الفرنسية، وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، وعن الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، والشروع في بناء المغرب المستقل’’.

محطة مفصلية

ويشر المتحدث ذاته إلى، كون هذه الذكرى، “ينظر إليها كمحطة مفصلية في تاريخ المغرب المعاصر، إذ بفعل العمل والإنجازات التي تحققت، خصوصا بعد المسيرة الخضراء التي مكنتنا من استرجاع جزءا كبيرا من أراضينا المحتلة، تم الانكباب على تكريس دولة المؤسسات وترسيخ الديمقراطية وبناء المواطنة الحقة”.

ويسجل أن “العمل على توطيد أبعاد جديدة للسيادة الوطنية، كما أكد على ذلك الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان سنة 2021، تشمل بالإضافة إلى الأبعاد الوطنية والوحدوية والترابية للسيادة، مقومات جديدة، من قبيل تمنيع السيادة الاقتصادية والسيادة المالية؛ ونهج سياسة وطنية لدعم الإنتاج الوطني، ومنحه الأفضلية الوطنية والجهوية، والسيادة الطاقية، والسيادة الصناعية، والسيادة الصحية، وتحصين السيادة الغذائية، والسيادة المائية، والسيادة الرقمية، وتقوية التماسك الاجتماعي، وروح الانتماء للوطن”.

تقوية روابط الانتماء

ويعتبر رئيس مركز تناظر للدراسات والأبحاث، أن هذه الأشياء “ستعطي زخما للبعد الهوياتي للمغاربة، عبر تقوية روابط الانتماء إلى الوطن، وتعزيز منظومة القيم ومقومات الهوية المغربية بتنوع مكوناتها وروافدها، والعمل على تطوير المضامين باللغات الرسمية، العربية والأمازيغية”.

ويرى فؤاد مسرة، أن العمل على تفعيل وترجمة أوراش الإصلاح التي أطلقها الملك، وتنفيذ مخرجات النموذج التنموي الجديد، وإرساء التعاقدات المجتمعية الضرورية، “كفيلة بإحداث التحولات، وخلق الانفراجات الاجتماعية للتنفيس على المواطنين، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وفيما بين الأجيال، وتقوية الطبقة الوسطى، والنهوض بأوضاع الطبقات الفقيرة والهشة”.

ويعتبر تخليد المغاربة لهذه الذكرى، بمشاعر الاعتزاز والافتخار والإكبار، تعبيرا عن وعي عميق ونضج كبير، ذلك أن الشعوب لا يمكنها تحقيق طموحاتها إلا من خلال دراسة وتأمل تاريخها، ومقاربة لحظاته، واستخلاص العبر من مختلف محطاته، واستلهام كل الأهداف النبيلة والغايات السامية التي كافح من أجلها الآباء والرواد، لإذكاء التعبئة الشاملة، وزرع روح المواطنة لدى الأجيال المقبلة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *