كيفية صلاة الجماعة في البيت.. تعرف عليها بالتفصيل

لصلاة الجامعة فضل عظيم حثتنا السيرة النبوية على محاولة الحصول عليه والبقاء على فضله تطلعا للتقرب من الله تعالى، والإنضمام لصفوف المصلين في بيوت الله، وفي المقابل قد يجد العديد من المسلمين بعض الملابسات والتساؤلات التي تخص كيفية صلاة الجماعة في البيت في حال تعذر الذهاب للمساجد، لذلك سنفصل في الموضوع بأذلة وبراهين شرعية في هذا المقال.

صلاة الجماعة وفضلها

صلاة الجماعة هي أحد أكثر العبادات التي يأخذ عليها المسلم الأجر والحسنات الكثيرة، فهي واحدة من أهم العبادات التي يحث عليها المسلمون، حيث تعتبر صلاة الجماعة أكثر تفضيلًا وفضيلةً من صلاة الفرد، وذلك لما فيها من تعزيز للتواصل الاجتماعي والروابط المجتمعية بين المسلمين.

في صلاة الجماعة، يقوم عدد من المسلمين بأداء الصلاة معًا تحت إمام واحد يقود الصلاة ويتلو القرآن الكريم، وتؤدى صلاة الجماعة في المساجد، كما ويمكن في بعض الحالات أداؤها في الأماكن العامة أو المنازل عند تجمع المسلمين.

وبالتالي يمكن القول على أن لصلاة الجماعة فوائد عديدة، نذكر منها على سبيل المثال التالي:

  1. تعزيز الوحدة والتكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث يلتقون معًا في المسجد لأداء الصلاة.
  2. تحفيز المسلم على الحضور المنتظم إلى المسجد وأداء الصلوات في وقتها، مما يعزز الانتماء والتزامه بالدين.
  3. تحفيز المسلم على تحسين صفاته وأخلاقه، حيث يكون الانضمام إلى الجماعة فرصة لتعلم التواضع والتآلف والتسامح والاحترام المتبادل.
  4. زيادة الرغبة في قراءة القرآن والمشاركة في أنشطة دينية أخرى برفقة المسلمين الآخرين.

وهكذا، فتعتبر صلاة الجماعة فرضًا مؤكدًا على المسلمين البالغين، ويشجع الإسلام بشدة على أدائها لكل الصلوات الخمس: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، حيث يعتبر يوم الجمعة فرض واجب لصلاة الجماعة في المسجد وأدائها في هذا اليوم يُعتبر واجبًا على المسلمين الرجال البالغين.

كيفية أداء صلاة الجماعة في المنزل

قد تأتي بعض الظروف والإكراهات القاهرة التي تفرض على المسلم ضرورة البقاء في المنزل أو عدم القدرة على الخروج خارج المنزل بسبب مرض أو أي عذر يأخد بعين الحسبان، ويلزم المسلم أداء صلواته في المنزل، لذلك قد يتجه العديد من المصلين لإقامة صلاة الجماعة في البيت وسط العائلة.

ولعل أكثر الصلوات التي تؤدى بشكل جماعي في بيوت الله، نجد صلاة الجمعة الخاصة في الظهر، حيث يحج الجميع للمساجد صفوفا متساوية لأداء هذه العبادة التي تبث في صدور المؤمنين التآلف والرحمة والمحبة، لكن كما قلنا سابقا قد تأتي ظروف تمنع البعض من الذهاب للمساجد، ليضطر بهذا المصلي من أداء صلاة الجماعة في المنزل.

وفي هذا السياق، أعلن مركز الأزهر عبر صفحته الرسمية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أن صلاة الجمعة لا تجتمع في المنزل، حتى لو كان عدد المصلين كثيراً.

وأشار المركز إلى أنه يُستحب إقامة صلاة الجمعة في البيت، حيث يمكن للرجل أن يُصلِّي جماعة مع أفراد عائلته من الذكور والإناث، وإذا صلى الرجل مع زوجته جماعة، فتقف الزوجة خلفه، وإذا كان للرجل أولاد ذكور وزوجة، فإن الولد يصلي عن يمينه والزوجة تصلي خلفهم في صف آخر خلف الذكور.

وتُصلى السنن من الظهر الرواتب على وجهها المعلوم قبل الصلاة وبعدها، ويُشرع القنوت (الدعاء) بعد الرفع من ركوع آخر ركعة من صلاة الظهر، تضرعاً إلى الله سبحانه ليرفع عنا وعن العالمين البلاء.

وأكد المركز أن من كان حريصاً على أداء صلاة الجمعة قبل ذلك ولكن الظروف الراهنة تمنعه من أدائها في المسجد، فإن له أجرها كاملاً إذا صلى في بيته ظهراً، استناداً إلى حديث سيدنا رسول الله ﷺ: “إذا مَرِضَ العَبْدُ أو سافر، كُتِبَ له”، والله وحده المعلم.

صلاة المسلم في منزله لها أجر مثل صلاة المسجد إذا كان يصلي في المنزل بسبب عذر مشروع، حيث ورد عن النبي ﷺ أنه قال: “إِذَا كَانَ الْعَبْدُ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، فَشَغَلَهُ عَنْهُ مَرَضٌ أَوْ سَفَرٌ، كُتِبَ لَهُ كَصَالِحِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مُقِيمٌ”.

وقد كان رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يؤدي صلاة الجماعة منذ أن وجبت الصلاة وحتى وفاته، كما كان يحثُّ أصحابه على الصلاة جماعة، فالصلاة تعني باللغة الدعاء وقد يُفسر بأنها التّعظيم، وأما في الاصطلاح الديني فهي سلسلة من الأفعال والأقوال، تُفتَتَح بالتكبير وتُختم بالتسليم، مع وجود نية وشروط محددة، حيث تتم صلاة الجماعة بتواجد مجموعة من المصلين، وقد تكون بين اثنين من المصلين أيضًا.

صلاة الجماعة عند الرجل في البيت

وفي التساؤل عن طريقة أداء صلاة الجماعة للرجل، فعليه أن يقف متقدمًا عن المأمومين ولا يجوز لأحد من المأمومين التقدم عليه، ومن المهم أن يتابع المأموم الإمام في جميع حركاته دون سبق أو تأخير كبير.

وفي الصلاة الجهرية والسرية، يجب على المأموم قراءة سورة الفاتحة خلف الإمام، وأما في الصلاة السرية فإنه يكتفي بقراءة سورة قصيرة خلف الإمام.

وتلك هي بعض الضوابط الدينية لأداء صلاة الجماعة في المنزل، وتعتمد الممارسة الصحيحة على اتباع تعاليم الدين وفهمها بشكل صحيح. لذلك، يُنصح دائمًا بالتوجه للمؤسسات الدينية المعتمدة للحصول على إرشادات دقيقة ومحدثة حول صلاة الجمعة في البيت.

عند أداء الصلاة الجماعية، وأثناء الركوع والسجود وقراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية، يقرأ المأموم مثل ما يقرأه في الصلاة المنفردة، ولكن بعد الرفع من الركوع، يختلف القول قليلاً، حيث يقول “ربنا ولك الحمد” بدلاً من “سمع الله لمن حمده”، لأن الإمام يقول القسم الأول والمأمومون يكملون القسم الثاني.

في حال حدوث سهو خلال الصلاة للمأموم، فإنه ليس عليه سجود سهو، لأن الإمام يتحمل الخطأ عنه، ولكن إذا حدث سهو من الإمام، فإنه هو من يقوم بأداء سجود السهو، حيث يفضل أن لا تكون المسافة بين الإمام والمأمومين كبيرة جدًا حتى يستطيعوا رؤيته، ويُحظر وجود حاجز مادي بينهم مثل جدار.

صلاة الجماعة عند المرأة في البيت

وفيما يخص صلاة الجماعة للمرأة، فتتم بنفس طريقة صلاة الجماعة للرجل باستثناء أن المرأة لا تقف في المقدمة بين المأمومين وإنما تقف بينهم، حيث يُفضل ذلك حفاظًا على الستر والحشمة.

وفي هذا السياق، يجب على المرأة الإمام عدم رفع صوتها في الصلاة الجهرية وأن تؤديها بنفس الطريقة لبقية الصلوات الأخرى، كما ولا يجوز للمرأة أداء أذان الصلاة أو إقامتها في صلاة الجماعة، وكذلك في الصلاة المنفردة.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *