حميد نجاح.. قصة نجاح تلونت بروح الأدب وحب المسرح

توفي اليوم الأربعاء، الموافق لتاريخ 28 فبراير 2024، الفنان المسرحي، والسينمائي، حميد نجاح، في منزله بمدينة الدار البيضاء، بعد معاناة طويلة مع مرض ألم به لأشهر طويلة، عن عمر يناهز 75 عامًا.

دخل الراحل حميد نجاح، في أيامه الأخيرة، قسم العناية المركزة، بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة المرض، ومضاعفات التقدم في السن. ليرحل ويخلف وراءه مسارا طويلا وحافلا.

حب المسرح والشاشة منذ الطفولة

وُلِدَ حميد نجاح في تاريخ 27 مارس 1949 في مدينة الدار البيضاء، حيث مضى حياته بعمر صغير وهو فنان متعدد المواهب. تألق في العديد من المجالات، أبرزها، التمثيل، والإخراج، وتنفيذ الديكور المسرحي.

ومنذ عام 1967، اكتسب حميد نجاح خبرة واسعة في المجال المسرحي، حيث عمل على تشخيص النصوص، وإخراج المسرحيات. كما استفاد من تدريبات مسرحية في المعمورة بالرباط في عام 1970، وحتى في فرنسا.

لطالما أولى الراحل اهتماما خاصا بكل ما يتعلق بالدراسة والتكوين الفني داخل المغرب وخارجه. إذ برز لأول مرة في الساحة الفنية بأسلوبه الأنيق، وشخصيته القوية.

ملامح بريئة وشخصية ثورية

لعل أبرز ما ميز الفنان حميد نجاح، عن باقي الفنانين الرواد في المغرب، ملامحه التي يعتبرها الكثيرون بـ”البريئة”، والتي مكنته من التميز، وتقديم الكثير من الشخصيات المركبة، بين كل من الخير والشر، في مسلسلات وأعمال تتنوع بين الدراما والكوميديا.

عرف الراحل بشخصيته الهادئة والبسيطة منذ اكتساحه الشاشة الصغيرة، حيث يظل من رواد الفن المغربي الذين بقوا طوال حياتهم بعيدين عن المشاكل والصراعات والخلافات، خاصة مع زملائه الفنانين، ومختلف مكونات الجسم الفني.

واستطاع نجاح أن يلفت انتباه الجمهور منذ بداياته الأولى، بحبه واهتمامه بالحصول على فرص أكثر للاشتغال في الأعمال ذات الطابع التاريخي. حيث تمكن قيد حياته من النجاح في كثير من الشخصيات التي قدمها في مجموعة من المسلسلات التي تحكي عن تاريخ المغرب في حقب مختلفة.

مسار فني حافل بالإنجازات

وعن مساره الفني، وأبرز الإنتاجات التي قدمها لجمهوره، فقد شارك حميد نجاح في عدة أعمال سينمائية، بدءًا من منتصف السبعينيات، منها “أحداث بلا دلالة” لمصطفى الدرقاوي عام 1974، و”حلاق درب الفقراء” للراحل محمد الركاب عام 1982، و”الزفت” للطيب الصديقي عام 1984، بالإضافة إلى أدواره في الأعمال التلفزيونية والمسرحية.

هذا، وكون الراحل حميد نجاح، قاعدة جماهيرية كبيرة، بعدما اشتهر وتميز عن أقرانه بالرسم والجداريات، التي لطالما كانت متنفسه الأول، لطرح إبداعات مخيلته على أرض الواقع.

وغير هذا، كانت القصائد الشعرية باللغة الفرنسية، واحدة من أكثر الأنشطة التي يقوم بها، بعيدا عن زخم إنتاجاته الفنية.

نهاية متعثرة وتهميش لوح في أفق مساره الفني

في السنوات القليلة الماضية، لم يستطع حميد نجاح، كالعديد من الرواد في الساحة الفنية، البقاء حاضرا في الشاشة الصغيرة، حيث اقتصرت سنواته الأخيرة في تجسيد أدوار ثانوية، غالبيتها في الأعمال التاريخية، خاصة وأن حالته الصحية لوحت بتعبه الشديد.

وبالرغم من كل هذا، ظل الفنان قيد حياته، يحاول البقاء صامدا، بالاشتغال مع فرق عديدة، على مجموعة من المسرحيات التي استقبلت نسب مهمة من الجمهور، وشاركت في مهرجانات عديدة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *