معاد بودينة عاد حزب “فوكس” المحسوب على اليمين المتطرف الإسباني، لإحياء سياسة العداء السياسي لكل ما هو مغربي، وذلك وسط دينامية الشراكة غير المسبوقة التي تعرفها كل من الرباط ومدريد. وفضلاً عن إقحامه للمغرب في خطابه السياسي تارة من بوابة ثغري سبتة ومليلة المحتلتين، وتارة أخرى من بوابة الهجرة غير النظامية أو صفقات تسلح الجيش المغربي، عمد الحزب “الناشز” هذه المرة لمهاجمة المغرب عن طريق مدخل منتجاته الفلاحية.
مناسبة هذا القول هو مطالبة المجموعة البرلمانية لحزب “فوكس” في برلمان الكناري، رسميًا بـ”الإغلاق المؤقت للحدود مع المغرب”، مدعية أن ذلك له علاقة بما يتعلق بـ”استيراد البضائع ذات الجودة المتدنية إلى إسبانيا”. وزاعمة أنه “تأكيدا على ضرورة قيام السلطات الكناريية بسن ضمانات صحية صارمة، يأتي النداء ردا على حادثتين وقعتا مؤخرا تتعلقان بالكشف عن الفراولة الملوثة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) القادمة من المغرب”، حسب تعبيره.
وأكد المتحدث الرسمي باسم “فوكس” في برلمان جزر الكناري، نيكاسيو جالفان، على ما اعتبر أنها “الأهمية القصوى لحماية إنتاج جزر الكناري وسكانها”، قائلاً: “إن أولويتنا القصوى تكمن في حماية مصالح جزر الكناري ومواطنيها”. متابعاً ادعائه مستطردا: “إننا نواجه سلسلة من الظروف الخطيرة التي تتطلب موقفًا حكوميًا واضحًا ضد الضعف الذي نتعرض له بسبب اللوائح الأوروبية”.
وفي ما قالت إنها “إجراء استباقي للتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها الأرخبيل من خلال نقاط التفتيش الحدودية”، قدمت مجموعة الحزب اليميني البرلمانية، “استفسارات على المستوى الوطني إلى الكونغرس هذا الشهر”. داعية في هذا الصدد “هذه التحقيقات إلى تعليق الواردات من ميناء طرفاية إلى حين وضع الضوابط الكافية في نظيره “بويرتو ديل روزاريو”. مشدداً على أنه “خلال هذه الفترة المؤقتة، تظل ضرورة منع مثل هذه الاتصالات ذات أهمية قصوى لحماية صحة المستهلكين الكناريين”.
وقالت مجموعة حزب “فوكس” أنها ستطلب “توضيحًا من الكونغرس فيما يتعلق بالجدول الزمني المتوقع لإنشاء مركز تفتيش حدودي في ميناء “بويرتو ديل روزاريو”، والذي ينتظر حاليًا الحصول على إذن من مكتب الغذاء والطب البيطري التابع للمفوضية الأوروبية”.
وفي ضوء ما زعمت أنها “الأحداث الأخيرة التي تؤكد ضعف هذه المشاريع التجارية التي تنطوي على منتجات غذائية”، أكدت مجموعة “فوكس”، على ما اعتبرتها “الضرورة الملحة لهذا الإجراء الوقائي المقترح، والذي تفاقم بسبب المخاوف من المنافسة غير العادلة”، حسب تعبيره.
