البطولة الوطنية في زمن “الاحتراف”.. حضرت المشاكل وغابت كرة القدم

تعيش البطولة الوطنية الاحترافية، خاصة في قسمها الأول، العديد من التخطبات، والإشكاليات، التي تعيق مسارها نحو التطور، وتسقطها في مستقنع يصعب الخروج منه في المستقبل، وذلك بالرغم من دخول ما سمي بـ”الاحتراف” عامه الثاني عشر.

لذلك، سنحاول في هذا التقرير، التقرب من أبزر المعيقات التي تحول دون بلوغ البطولة لمقارعة الدوريات القوية خلال الفترة الحالية.

إغلاق الملاعب

لعل أهم الإشكاليات التي واجهتها العصبة الوطنية الاحترافية خلال الموسم الحالي، هو غلق الملاعب الكبرى، مثل المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، والمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وكذلك الملعب الكبير بطنجة، وانظم بعدها الملعب الكبير بفاس، بسبب الاستعدادات الجارية لتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2025.

وباستثناء فريق المغرب الفاسي، فإن فرق الوداد الرياضي، واتحاد طنجة، والجيش الملكي، والرجاء الرياضي، لعبوا معظم مبارياتهم هذا الموسم، خارج ميدانهم. والمعضلة الكبرى أنهم حرموا من الحضور الجماهيري الغفير الذي يزين مدرجات. هذا الأمر، انعكس كذلك على الجانب المادي لهذه الأندية.

لكن، يبقى الفريق الأكثر تضررا من هذه المسألة، هو اتحاد طنجة، لأنه منذ بداية الموسم، لم يستقبل أي مقابلة على ملعبه، وبحضور جماهيره.

كما أن الجيش الملكي، لم يستقبل أي مباراة منذ بداية الموسم على أرضية ميدانه. لكنه استفاد في مباريات عدة من حضور أغلب جماهيره، خاصة عندما أصبح يستقبل مبارياته على أرضية الملعب البلدي بالقنيطرة، القريب من الرباط، وهو ما سهل تنقل جماهير الفريق بأعداد محترمة لمؤازرته.

إقالة المدربين

تعتبر مسألة إقالة الأندية الوطنية لمدربيها قبل نهاية الموسم الكروي، من الأشياء التي تعود الجمهور المتابع لمنافسات البطولة الاحترافية، رؤيتها في المواسم الأخيرة. ولعل هذا الموسم لم يكن استثناء لهذه القاعدة، حيث كان أول فريق يتخلى عن مدربه هو اتحاد طنجة، عندما أقال هلال الطير، بعد مباراة واحدة، ليتعاقد مع عمر نحجي، ثم بعدها أقيل الأخير، ليعود مرة أخرى هلال الطير على رأس العارضة الفنية للفريق الطنجي.

ثم أعقبها فريق يوسفية برشيد، من خلال إقالة مدربه محمد الغيسر. وأولمبيك آسفي الذي انفصل عن المدرب التونسي منير شبيل، وعوضه بالإطار الوطني زكرياء عبوب. و كذلك الوداد الرياضي، الذي فك ارتباطه بالمدرب عادل رمزي، ثم تعاقد مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي. وعلى نفس النهج سار شباب السوالم، الذي عوض رحيل بوشعيب لمباركي، بالمدرب الوطني محمد بنشريفة.

وبقاعدة “إذا همت هانت”، أقال فريق نهضة بركان، مدربه أمين الكرمة، وعوضه بالتونسي معين الشعباني. ونهضة الزمامرة الذي عوض رحيل عزيز كركاش، بزميله محمد أمين بنهاشم. وأيضا شباب المحمدية، الذي تخلى عن مدربه رشيد روكي، ويخلفه عبد الكريم الزياتي. قم المغرب التطواني، الذي أقال محمد العلوي الإسماعيلي، وقع اختياره على المدرب الجديد القديم، عبد اللطيف جريندو.

إضراب اللاعبين عن خوض التداريب

العديد من الأندية اضطر لاعبوها لمقاطعة التداريب هذا الموسم، على سبيل المثال، فريق اتحاد طنجة، الذي استمر إضراب لاعبيه لعدة أيام. نفس المعطى بالنسبة للاعبي شباب المحمدية، وكذلك المغرب الفاسي مؤخرا، ويوسفية برشيد في وقت سابق، وحسنية أكادير عندما كان يتواجد حينها الرئيس السابق أمين الضور.

وهذا المعطى كان عاملا مؤثرا على لاعبي هذه الفرق، خاصة في الجانب البدني، وكذلك النتائج المحققة خلال الموسم الحالي. فمعظم الفرق التي عانت من هذا الجانب، تتواجد حاليا في مراكز متأخرة، أو مراتب قريبة من شبح الهبوط إلى القسم الثاني.

لاعبون يطالبون بمستحقاتهم المالية بعد المغادرة

أزمة مستحقات اللاعبين، العالقة في ذمة فرقهم، هي ظاهرة متعارف عليها في الكرة الوطنية. لكن هذا الموسم شاهدنا العديد من اللاعبين الذين لجأوا للمطالبة بمستحقاتهم المالية بعد المغادرة، والدخول في دوامة من النزاعات، غالبا ما تنتهي عند المحكمة الرياضية، المعروفة بـ”الطاس”، خصوصا اللاعبين الأجانب.

وهذه المسألة خلقت إشكالية كبيرة داخل العديد من الأندية، وهي المنع من القيام بالانتدابات خلال فترة الميركاتو، سواء الصيفي أو الشتوي. حيث تمنع العصبة الاحترافية على أي نادي، سواء في القسم الأول، أو الثاني، إجراء انتدابات، حتى يقوم بتسوية أوضاعه المالية مع اللاعبين الذين غادروا الفريق.

وعانت أندية مولودية وجدة، حسنية أكادير، والمغرب التطواني، من هذا الجانب. وهناك فرق طالت فترة منعهم من الانتدابات، مثل شباب المحمدية، التي بلغت مدة سنة ونصف، اقتصر خلالها على اعتماده طيلة هذه الفترة على لاعبي فريق الأمل.

التحكيم 

أصبح التحكيم المغربي في الآونة الأخيرة، أمر مزجع للعصبة الاحترافية، برئاسة عبد السلام بلقشور، الذي اعترف خلال آخر خرجاته الإعلامية، أنه غير راضي عن التحكيم.

ويبقى المثير في هذا الملف، هو كثرة التخبط في البيت الداخلي للصافرة المغربية، حيث قبل أيام قليلة، أعلن عبد الرحيم المتمني، استقالته من رئاسة اللجنة المركزية للتحكيم. وصرح بأن سبب تقديمه للاستقالة، هو اختلاف في التوجهات على مستوى الاشتغال، وكذلك تضارب المصالح، مضيفا أن الظروف لم تعد مواتية للاشتغال.

ولعل ما زاد الأمور تعقيدا، هو ذكر بعض المصادر، أن الجامعة الملكية لكرة القدم، فتحت تحقيقا في ملف تلاعب ورشوة تحكيمية خلال إحدى مباريات القسم الوطني الأول، خلال الموسم الكروي الماضي.

كما عبرت العديد من الفرق، عن امتعاضها من التحكيم، لعل آخرها فرق الرجاء الرياضي، ويوسفية برشيد، واتحاد طنجة، والوداد الرياضي، خصوصا في حالات تظهرها الكاميرا بكل وضوح أنها حالات مشبوهة، في حين لا يعرف علاقة غرفة الفار بحكم الساحة.

ضيق برمجة المباريات 

العديد من الفرق المتواجدة في البطولة الوطنية، اشتكت من برمجة عدة مباريات في وقت زمني قصير. وهذا الأمر أغضب مدربين كثر لأندية القسم الأول. وآخر تصريح بهذا الخصوص، لمدرب مولودية وجدة، فوزي جمال، عندما قال في تصريح صحفي قبل أيام، “هذا لي كيدير البرمجة معمرو لعبو الكورة.. واش بغاو يساليو البطولة فالشهر الجاي؟”.

وكذلك، مدرب حسنية أكادير، عبد الهادي السكيتيوي، الذي صرح بأن فريقه يتعرض لـ”إجحاف” بخصوص لعبه دائما أول المقابلات، دون الأخذ بعين الاعتبار، أن الفريق السوسي يقطع مسافات طويلة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *