أمين الري كشفت مجلة “فوربس الأمريكية“، أن إفريقيا باتت “أرض الفرص”، وتبرز القارة أكثر من أي وقت مضى كأرض خصبة لأعمال نخبة ثرية من رواد الأعمال، كما يتضح من قائمة المليارديرات الأفارقة لعام 2024 التي أنشأتها المجلة، بمن فيهم عزيز أخنوش رئيس حكومة 8 شتنبر.
وأشارت المجلة أنه بالرغم من صعود عدد من رجال الأعمال للقمة، لكن مع ذلك، فقد تميز الوضع الأخير في إفريقيا بسلسلة من الظروف المعاكسة. التوترات الجيوسياسية الدولية، وارتفاع التضخم، وتدهور الأوضاع التمويلية في الأسواق، وانخفاض قيمة العملات المحلية مقارنة بالعملات الرئيسية، ورغم هذه الصعوبات، تمكن الاثرياء الإفريقيين الكبار من إثبات قدرتهك على البقاء في مكانتهم في قمة الهرم الرأسمالي.
واعتبرت المجلة أن عزيز أخنوش، هو أغنى رئيس حكومة في إفريقيا، بثروة تقدر بأكثر من مليار ونصف دولار.
صناعة الإسمنت تحقق الثراء
ويأتي في الرتبة الأولى قاريا في جانب الثراء، النيجيري أليكو دانكوط، بقرابة أربعة عشر مليار دولار.
ووصفت “فوربس” النيجيري بكونه، شخصية رمزية في عالم الأعمال وأغنى رجل في القارة، بحيث بنى رجل الأعمال النيجيري ثروته من خلال تأسيس أكبر تكتل صناعي في نيجيريا، مجموعة “دانجوت”.
وهي الشركة رائدة في صناعة الإسمنت في القارة الإفريقية، وتأسست الشركة في عشر دول أفريقية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية حوالي 50 مليون طن، وهذا الرقم يكفي لتحقيق أرباح مريحة: بالنسبة للسنة المالية 2022 وحدها، دفعت شركة تصنيع الأسمنت أكثر من 600 مليون دولار (548 مليون يورو) للنيجيري، المساهم الأكبر في الشركة بنسبة 85٪ من أسهم رأس المال.
وأشارت المجلة الأمريكية، أنه يمكن لمجموعة “دانجوت” أن تحقق إيراداتها السنوية – اليوم التي تصل إلى 4 مليارات دولار. دولار، أو ما يقرب من 3.6 مليار يورو – لتصل في النهاية إلى 30 مليار دولار (27 مليار يورو).
الثراء يصنع الثراء
أما في الرتبة الثانية إفريقيا، يأتي جوهان روبيرت، الجنوب إفريقي، بثروة تقدر بأكثر من عشرة ملايير دولار، حققها مع شركته “ريتشمونت” المتخصصة في الساعات وكذلك المجوهرات الفاخرة، وأيضا في المجال البنكي.
وولد يوهان روبرت ونشأ في مدينة ستيلينبوش الهادئة لزراعة النبيذ، بالقرب من “كيب تاون”، وهو وريث والده أنطون، الذي أسس مجموعة ريمغرو الجنوب أفريقية.
وبالإضافة إلى ريمغرو، أنشأ رجل الأعمال من أصل أفريقي أيضًا بنك Rand Merchant ومشغل Vodacom، والذي باعه لاحقًا لشركة Vodafone البريطانية.
ومع ذلك، يظل نجاحه الرئيسي في مجال الأعمال مرتبطًا بمجموعة ريتشمونت، التي تحتل المرتبة الثانية عالميًا في مجال الرفاهية (كارتييه، وفان كليف آند آربلز، وآي دبليو سي، وجيجر لوكولتر، وما إلى ذلك)، والتي يرأسها.
ومن خلال شركة Compagnie Financière Rupert، يسيطر يوهان روبرت على 10.18% من رأسمال الشركة التي دفعت له أكثر من 200 مليون فرنك سويسري كأرباح في عام 2022 (230 مليون دولار، أو 210 ملايين يورو). وهو مبلغ من شأنه أن يزيد من دخل رجل الأعمال الجنوب إفريقي، الذي يملك ثروة تتجاوز 10 مليارات دولار (10,1 دولار).
المحميات الطبيعية مصدر الغنى الفاحش
وفي المرتبة الثالثة، ليس إلا مواطن يوهان روبيرت، نيكي أوبن هيمر، بثروة تقترب من تسعة ونصف مليار دولار.
ووفقا لـ”فوربس” فقد باع نيكي أوبنهايمر، وريث سلالة “دي بيرز” المؤسسة، أسهمه في شركة تعدين وتجارة الماس الشهيرة في يوليو 2012 مقابل 5.1 مليار دولار (4.7 مليار يورو).
وكان هذا الحدث يُنظر إليه بعد ذلك على أنه نهاية حقبة الرأسمالية في جنوب إفريقيا، حيث كانت عائلة أوبنهايمر القوية على رأس الشركة منذ ما يقرب من قرن من الزمان.
ومع ذلك، يظل الملياردير الجنوب أفريقي شخصية أساسية في قطاع التعدين منذ أن تم شراء شركة De Beers من قبل شركة Anglo American، وهي مجموعة يعد نيكي أوبنهايمر هو نفسه مساهمًا رئيسيًا فيها، والتي أسسها والده وجده، إرنست أوبنهايمر.
بالإضافة إلى نجاحاته في ريادة الأعمال، يمتلك نيكي أوبنهايمر أيضًا مساحات هائلة من الأراضي المصنفة كمحميات طبيعية في جنوب إفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي، والتي يبلغ مجموعها 187 ألف هكتار.
آخر أبناء سويرس الأول في شمال إفريقيا
ناصف، آخر أبناء عائلة ساويرس القبطية الثرية للغاية، هو آخر الأبناء الثلاثة لعائلة ساويرس القبطية الثرية، وهو صاحب أصول تقدر بـ8.7 مليار دولار، وهو أكبر ثروة في شمال إفريقيا.
تم بناء بيضة العش الوفيرة أولاً في البناء، قبل أن يتم تقويتها بنجاح في الأسمنت، ولكن ليس ذلك فحسب.
وبالإضافة إلى حصة في شركة تصنيع الأسمنت LafargeHolcim، يمتلك رجل الأعمال بشكل خاص حصة تبلغ حوالي 6٪ في ماركة الملابس الرياضية Adidas، بينما هو مساهم في مجموعة Madison Square Garden Sports، المدرجة في بورصة نيويورك و مالك نيكس (الدوري الاميركي للمحترفين) ورينجرز (NHL).
لكن الأصل الرئيسي لرجل الأعمال المصري اليوم هو شركة OCI NV (المعروفة سابقًا باسم شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة)، وهي إحدى الشركات الرائدة عالميًا في إنتاج الأسمدة.
أول مليون دولار في سن الـ26
ثم ميك أدوموجا، والتي بلغت ثروته وفق لمنصة “فوربس” الأمريكية، ستة فاصل تسعة مليار دولار.
يعد مايك أدينوجا، الملقب من قبل زملائه النيجيريين Gold Digger، شخصية رئيسية في عالم الأعمال في بلده الأصلي (نيجيريا).
ولد عام 1953 في إبادان بولاية أويو، ورث منشرة الأسرة في السبعينيات بعد دراسته في الولايات المتحدة، وهي منصة انطلاق ستسمح له بجمع أول مليون دولار له في عمر 26 عامًا، والتي سيبني منها إمبراطورية تدر عائدات سنوية تبلغ عدة مليارات من الدولارات.
المجموعة التي يرأسها رجل الأعمال النيجيري موجودة اليوم في قطاعات مختلفة من النشاط، بدءًا من النفط (كونويل) إلى الخدمات المصرفية (بنك ستيرلنج) بما في ذلك كتلة الاتصالات غير المدرجة، جلوباكوم، التي كان لديها 55 مليون مشترك في نهاية عام 2022.
النيجيري الثري في عالم الموانئ
وتواصل نيجيريا الريادة الإفريقية في الثراء، حيث يأتي في الرتبة السادسة عبد الصمد رابويي، الذي بلغت ثروته خمسة ملايير فاصل تسعة دولار.
وكان على رأس مجموعة متنوعة تمتد من الصناعة الزراعية إلى الأسمنت، بما في ذلك العقارات والخدمات اللوجستية للموانئ، يعد مؤسس مجموعة BUA اليوم أحد أقوى الصناعيين في القارة.
وأصله من كانو (مثل مواطنه أليكو دانجوتي)، دخل رجل الأعمال هذا العمل في عام 1988.
ومنذ ذلك الحين، واصل النيجيري الطموح مضاعفة الصفقات الفائزة.
وكانت آخر عملية كبرى حتى الآن هي الحصول – في يونيو الماضي – على تسهيل ائتماني بقيمة 500 مليون دولار (460 مليون يورو)، منحته مؤسسة التمويل الدولية (IFC) والذي سيسمح لرئيس مجموعة BUA بتوسيع مشروع سوكوتو. مصنع الأسمنت (الشمال الغربي)، مما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بمقدار 6 ملايين طن سنوياً.
عائلة سويرس مواصلة في النجاح
نجيب سويرس، ابن رجل الأعمال أنسي ساويرس، هو الأكثر شهرة بين أشقائه الأثرياء، وشقيقيه ناصف وسميح هما رجلا أعمال ناجحان. بنى رجل الأعمال القبطي ثروته في مجال الاتصالات، عبر فرع شركة أوراسكوم للاتصالات، قبل الانطلاق في قطاع التعدين اعتبارًا من عام 2012.
ونجح بشكل ملحوظ: من خلال صندوقه الاستثماري المخصص، صندوق لا مانشا – الذي تبلغ قيمته 1.4 مليار دولار، أو 1.3 مليار يورو – بشكل ملحوظ. تسيطر على مجموعة الذهب الرائدة في غرب أفريقيا، إنديفور للتعدين.
نجاح تجاري يجب أن يضاف إليه تأثير سياسي كبير: أسس الملياردير المصري المعارض حزب المصريين الأحرار في أعقاب ثورة 2011، بينما قدم الدعم المالي للحركات المدنية التي أدت إلى إقالة الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013.
من المسؤولية الحكومية للثراء
رئيس مجموعة منصور العائلية وزير النقل المصري السابق، محمد منصور، يقود إمبراطورية تجارية ضخمة تأسست على يد والده عام 1952. تضم المجموعة نحو 60 ألف موظف، وتمتلك حقوق التوزيع الحصرية في مصر للعلامات التجارية الأمريكية البارزة مثل جنرال موتورز وكاتربيلر وماكدونالدز. يعد هذا الإنجاز ملفتاً في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، حيث تبلغ السكان حوالي 110 مليون نسمة. وقد ساهمت الأرباح السخية التي تحققها المجموعة في تحقيق ثروات هائلة لأفراد العائلة، مما جعلهم يمتلكون أصولاً بقيمة تتجاوز العشرة أرقام.
إخوة محمد، ياسين ويوسف، اللذان يمتلكان أسهما في المجموعة العائلية، يعتبران أيضاً من مليارديرات البلاد، مما يجسد قوة وتأثير العائلة في الساحة التجارية المصرية. ويدير لطفي، نجل محمد، شركة مان كابيتال، وهي الذراع الاستثمارية للأسهم الخاصة التابعة للمجموعة، مما يعكس استمرارية العائلة في الأعمال التجارية والاستثمارية عبر الأجيال.
أخنوش.. أغنى رئيس حكومة في إفريقيا
وفي الشأن المغربي، يأتي الميلياردير عزيز أخنوش في الرتبة الرابعة عشر إفريقيا، بثروة تقدر بمليار وسبعمئة مليون دولار.
ويترأس عزيز أخنوش، الذي كان وزيراً للفلاحة لأكثر من عقد، الحكومة المغربية منذ شتنبر 2021.
ويعتبر أخنوش من أثرياء المغرب، حيث يستمد ثروته من شركة مجموعة أكوا، وهي شركة قابضة تركز على توزيع المحروقات. تدير أكوا شركة Afriquia، الرائدة في توزيع الوقود بالمغرب، والتي تضم شبكة تزيد عن 500 محطة خدمة، وتعمل بنشاط على توسيع نشاطاتها في أماكن أخرى بالقارة.
ومن بين آخر العمليات التي قامت بها أكوا، شراء أنشطة TotalEnergies في موريتانيا في نوفمبر 2022 مقابل 185 مليون دولار، أو 169 مليون يورو، وهو ما يشمل 40 محطة في جميع أنحاء البلاد.
بالإضافة إلى دوره السياسي، يشارك عزيز أخنوش وزوجته سلوى الإدريسي أخنوش في إدارة مجموعة أكسال، الموزع الرائد للمنتجات الفاخرة في المغرب، مثل فندي، رالف لورين، ولا مارتينا. وبذلك، يعد الثنائي من “الأزواج الأقوياء” الرمزيين في المنطقة، وفقا لـ”فوربس”.
عثمان بنجلون.. ثراء البنوك
وفي الرتبة الخامسة عشر، يأتي عثمان بنجلون، الثري في جانب البنوك، وذلك بثروة تقدر بـ1,4 مليار دولار.
عثمان بن جلون، وريث إحدى العائلات الصناعية الثرية، اختار المسار المالي لبناء إمبراطوريته الخاصة. بفضل أصول تقدر قيمتها بحوالي 1.2 مليار دولار، يحتل بن جلون اليوم مكانة ثاني أغنى رجل في المغرب، وذلك كرئيس للمؤسسة المالية البارزة في إفريقيا، بنك إفريقيا، الذي سجل أرباحاً صافية بقيمة 2.3 مليار درهم في عام 2022، ما يعادل حوالي 231 مليون دولار أو 211 مليون يورو.
يعود نجاحه الريادي إلى جهود استمرت عقوداً من الزمن، واليوم يسعى لضمان استمراريته وتواجده في أوج النجاح. بعد إعادة هيكلة مجموعته في عام 2021، وتحولها إلى كيان عالمي جديد يُعرف بـ O Capital Group، الذي يضم جميع فروع الأعمال (من الخدمات المصرفية إلى النقل والتأمين والتقنيات الجديدة والزراعة والفنادق وغيرها)، يسعى بن جلون الآن إلى تعزيز مكانة بنك إفريقيا كواحد من القادة في مجال الخدمات المالية في القارة الأفريقية. ويرمي إلى ذلك من خلال توسيع نطاق وجوده إلى دول أخرى مثل نيجيريا ومصر.
وأشارت مجلة فوربس في تقريرها، أن “هذا الترتيب يستعرض ثروات المليارديرات الأفارقة الذين يقيمون في أفريقيا أو يقومون بنشاط رئيسي هناك، باستثناء بعض الحالات كمو إبراهيم، الذي يحمل الجنسية السودانية ولكنه مقيم في بريطانيا، ومحمد الفايد، المصري الجنسية والمقيم في لندن”.
وذكرت المجلة في هذا السياق، أن هناك “أيضاً ناثان كيرش الذي ترك موطنه في سوازيلاند ليحقق ثروته من شركة Jetro Holdings الأمريكية، والتي تنشط بشكل رئيسي في نيويورك. وبالمقابل، يتم تضمين سترايف ماسييوا، المواطن الزيمبابوي المقيم في لندن، في القائمة بسبب تركيزه الكبير على الأصول في أفريقيا، خاصة في مجال الاتصالات. بالنسبة للشركات المُدرجة، يتم حساب الحصص التي يمتلكها أعضاء القائمة استنادًا إلى أسعار الأسهم وأسعار الصرف في 8 يناير 2024. وبالنسبة للشركات غير المُدرجة، يتم حسابها بناءً على تقديرات الإيرادات أو الأرباح، مع تطبيق نسب السعر/المبيعات أو السعر/الأرباح السائدة في الشركات المُدرجة المماثلة”.
