فرح الفاسي لـ”بلادنا24″: يصعب على النساء في مجتمعنا إبراز ذواتهن في عالم الفن (حوار)

يمكن القول بأن الساحة الفنية المغربية، رهان كبير، ومجال واسع مليء بالتحديات في حياة المرأة، خاصة وإن كانت سيدة بيت، وجب عليها الموازنة بين العمل وعائلتها. فهن بشكل عام، مثال يقتدى به في العزيمة والإصرار والنجاح الكبير.

وكثيرة هي النماذج والقصص الملهمة لنساء المغرب، لذلك تأتي مناسبة اليوم العالمي للمرأة كل سنة، لتعود قصص هؤلاء النساء للواجهة.

وفي هذا الإطار، تسير الفنانة فرح الفاسي، بخطى ثابتة، وتركز كل سنة على مسارها الفني، وحياتها العائلية. وفي هذا الحوار، نتعرف على أبرز التحديات التي تعيشها كامرأة في عالم الفن وتفاصيل أخرى.

حدثينا عن أبرز التحديات التي تواجهينها وأنت تشتغلين في عالم الفن؟

يمكن القول إنه تواجدنا في مجتمع يصعب فيه إبراز الذات في عالم الفن بالنسبة للنساء، وبالتالي فهو تحدي كبير جدا. ففكرة إقناع المجتمع بضرورة احترام المرأة، وتقديرها، هو الآخر أمر صعب، ويحتاج لجهد كبير.

في نظرك، كيف يمكن للمرأة التغلب على هذه التحديات ومواجهتها؟

لتستطيع المرأة، وأي شخص آخر، التغلب على مثل هذه الصعوبات أو التحديات، أنا شخصيا أجد أن الحل الأنسب، هو الإيمان بالموهبة، والثقة في النفس. هذه بالنسبة لي وصفة النجاح والاستمرار في عالم الفن، والعيش بسلام.

من وجهة نظري الخاصة، أرى أن المرأة هي من تستطيع أن تفرض على محيطها كيفية عيش حياتها، بالرغم من وقوعنا، في بعض الأحيان، في مواقف مع أشخاص، أو في أماكن تفرضها ضرورة العمل مع أشخاص سلبيين. لذلك، يجب هنا أن تكون المرأة “هيوكة”، أي قاهرة النرجسي، وقاهرة أي محيط سلبي، سيؤثر على مسار عملها أو عيش حياتها بشكل عام.

كيف يمكنك الموازنة بين العمل والبيت؟

أرى أن المرأة المغربية ما شاء الله عليها حديدية، لكن في بعض الأحيان، قد نقع في فخ التقصير الجزئي في إحدى الجوانب من الحياة. وهذه بالنسبة لي ضريبة النجاح في بعض الأحيان، لذلك أنا أحاول أن أوازن بين حياتي الشخصية والمهنية قدر الإمكان، تهربا من حصول تأثير واضح قد يؤثر على أي شخص محيط بي، على رأسهم العائلة الصغيرة، بما فيها الزوج، والأبناء، وحتى الأقارب، والوالدين.

ما هي نصيحتك لمن يرغبن في دخول عالم الفن؟

نصيحتي لكل من تفكر في دخول عالم الفن، مثلما نصحتني أنا الفنانة الكبيرة فاطمة خير في بداياتي الأولى، أستحضر جليا اليوم الذي أمسكت فيه يدي، وقالت لي: “كيفما أنت محتاجة لهاد العمل، حتى الآخر يحتاجك”. بما معناه، لا يجب على المرأة أن تقلل من شأنها مهما حصل، أو أن تضغط على نفسها، أو حتى أن تحني رأسها لشخص من، للحصول على عمل، أو دور معين. أنت تؤدين واجبك، وكما أنت محتاجة لهذا العمل، كل من المخرج والمنتج محتاجون إليك.

ما هي أكثر شخصية جسدتها وأثرت فيك بطريقة كبيرة أو تعاطفتي معها؟

في الحقيقة، كل الشخصيات التي أقوم بتجسيدها، تترك في أثر معين، ولكن هناك بعض الشخصيات التي تشعر بقربها منك بطريقة غريبة، أو حتى تلك التي تكون تتشابه تفاصيلها مع تجارب شخصية سبق وأن مررت بها. لذلك فور تجسيدي لها أشعر بأنها أصبحت تنتمي إلي، وهي جزء مني.

صراحة، لا أستطيع التحديد، لأنني أحب كل أدواري، وكلها قريبة مني.

ما هي رسالتك للمرأة المغربية؟

أنا أرى المرأة المغربية بطلة بكل المقاييس، سواء كانت فلاحة، أو موظفة، أو أستاذة.. وفي كل المجالات، لأنها بكل بساطة تتحمل مختلف أعباء الحياة، من تربية الأطفال، إلى القيام بأمور البيت، إلى البحث عن تحقيق الذات، وأرى فيها أمي، وأختي، ونفسي.

بالنسبة لي، أرى أن على المرأة المغربية أن تكون فخورة بنفسها، ودائما مرفوعة الرأس. لا يجب على المرأة أن تقلل من شأنها أبدا. والحمد الله المرأة المغربية في وطنها محترمة ومشرفة ومقدرة تشعر بالفخر في بلادها، وهذا بالضبط ما يجب أن تعيشه حتى خارج الوطن بين عامة نساء الشعوب الأخرى.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *