اشتراك الأسر في أضحية العيد.. بين إكراهات الواقع ومقاصد الشريعة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تزداد الأسئلة المتعلقلة بشروط اختيار أضحية العيد، وتصبح الأخيرة سببا في حدوث جدل كبير. ذلك الجدل المتعلق بنوع المضحى به، وجواز اشتراك أزيد من أسرة فقيرة في خروف واحد، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، والتضخم، الذي يعيش على وقع المغرب في السنوات الأخيرة، ما أصبح يدفع العديد من الأسر، إلى البحث عن طرق بسيطة وغير مكلفة، لتأدية الشعيرة الدينية، دون اللجوء للاقتراض.

لا اشتراك في الأضحية

وفي هذا السياق، أكد بدر الدين الحميدي، أستاذ الشريعة بكلية الشريعة بفاس، على أنه “لا يجوز في المذهب المالكي الاشتراك في الأضحية، أو ثمنها، أو لحمها، أو أجرها وثوابها”. مضيفا أنه “على رب كل أسرة شراء أضحية العيد من ماله الخاص، ويضحي بها عن أهله وبيته، ويشرك أسرته معه في الأجر والثواب”.

وقال الحميدي، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “يشترك رب هذه الأسرة مع رب أسرة أخرى، أضحية واحدة، ويشتركون في الأجر والثواب واللحم، فهذا أمر لا يجوز، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بأضحيتين، الأولى عن نفسه وعن أهل بيته، والثانية عن من لم يضحي من أمته. وهذا ليس تشريك في اللحم، بل هو تشريك في الثواب والبركة، وهو جائز، والأصل في هذا التشريك في المذهب المالكي، ما روي عن النبي صل الله عليه وسلم،  أنه ذبح شاتا، وقال هذا عني وعن من لم يضحي من أمتي، وهذا تشريك في الثواب”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه “قد يقول قائل، كون الرجل يضحي بأضحية واحدة، أو ببقرة واحدة عن نفسه أو عن أهل بيته، فهذا تشريك. نعم هذا تشريك، ولكنه تشريك في الثواب والبركة، فالرجل الذي يشتري عن نفسه وعن أهله أضحية واحدة ويضحي بها عن نفسه وأهل بيته، فهذا  ليس فيه تشريك،في البركة والثواب، ولا حرج في أن يشتركوا أهل بيته معه في الأكل”. معتبرا أنه “لا يجوز للرجل أن يشرك معه جيرانه، وليس هم من قرابته، ولا من لا يسكونون معه في بيت واحد في أضحية العيد”.

الالتزام بالهدي النبوي

وعن اشتراك الناس في البقرة خلال العيد، أبرز بدر الدين الحميدي، أن “الرجل في أهله، وليس فيه دليل على أن هذا التشريك جرى على الأجانب، أي بين أفراد من أسرتين، أو ثلاثة أسر، وهذا أمر جائز”.

وأكد أستاذ الشريعة، على أن “المذاهب الأخرى، مثل الحنفي، والشافعي، أجازت الاشتراك في الثمن واللحم والأجر، عكس المذهب المالكي”. معتبرا أنه “على الناس اليوم أن يقوموا بهذه الشريعة في ضوء جملة من الملاحظات، حيث يجب الالتزام بالهدي النبوي في الأضحية، بحيث يأكلون منها، ويهدون منها، ولا ينبغي للناس أن يخرجو الأضحية من معانيها الشرعية إلى التباهي”.

واعتبر أنه “على الأغنياء أن يتقوا الله في الفقراء، ويتوقفوا عن نشر صور أضحيتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، من أجل عدم التباهي، وإلحاق الضرر بالفقراء، الذين أصبحوا يقترضون من أجل شراء خروف العيد”. مشددا في الوقت ذاته، على أنه “يجوز أن يضحي شخص عن الأسر الفقيرة، ويهدي لهم أجرها وثوابها”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *