“الواد الحار” يخترق أحياء سكنية بتازة.. وفعاليات تحذر من “كارثة بيئية”

وجهت ساكنة حي القدس 3، مجموعة 7، بمدينة تازة، شكاية إلى كل من الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وزير التجهيز والماء، عامل إقليم تازة، مدير وكالة الحوض المائي لسبو، ومدير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتازة، فضلاً عن رئيس المجلس الجماعي، من أجل رفع الضرر الناتج عن ضخ نفايات الواد الحار لتجزئة أمين، بمجرى “وادي جعونة” الذي يخترق المجموعة المذكورة.

وتمت الإشارة ضمن المراسلة التي توصلت “بلادنا24” بنسخة منها، إلى “عودة مشكل تدفق مياه الواد الحار من قنوات الصرف الصحي نحو وادي جعونة، من إحدى التجزئات المتواجدة بالناحية الشرقية للمدينة، والذي كان موضوع شكاية مماثلة في شهر مارس 2023. حيث توقف بعدها هذا التدفق، لكن بعد مرور زهاء السنة من ذلك، تم فتح هذه القنوات من جديد لتوجيه مخلفاتها نحو الوادي المذكور”.

ونتج، عن هذا السلوك، يضيف المصدر، “انبعاث الروائح الكريهة”. مبرزاً أن “من شأنه الإسهام في انتشار البعوض والحشرات، خاصة وأننا على أبواب فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة”. مشيراً إلى أن “هذا التدفق يشكل خطراً وتهديدا حقيقيا لصحة الساكنة المجاورة والبيئة، علما أن الوادي كان مجرى لمياء الأمطار فقط”.

The valley

وفي الصدد ذاته، التمست الساكنة المتضررة، من المسؤولين المعنيين، المُوجهة لهم المراسلة، العمل على “التدخل العاجل لتوقيف هذا التدفق والحيلولة دون إعادة إفراغ هذه المياه العادمة بالوادي المذكور مستقبلًا”. مشيرين إلى أن “تدفقها يمكن أن يتسبب في تلوث البيئة والفرشة المائية ويهدد الساكنة المجاورة بعدم الاستقرار، وأيضا بظهور أمراض خطيرة قد تصيب الأطفال وكبار السن”. مطالبين بـ”فتح تحقيق للوصول إلى الأسباب التي تدفع إلى فتح هذه القنوات نحو الوادي ومحاسبة المتسببين في ذلك”، مرفقين مراسلتهم بلائحة توقيعات للمتضررين.

واعتبرت الساكنة ذاتها، خلال تواصلها مع “بلادنا24“، أنها تعاني الويلات من تدفقات هذا الوادي، وذلك لما ينتج عنه من انبعاثات لروائح كريهة تجعل البقاء في المنطقة لا يطاق، فضلاً عن توفير تدفقات المياه العادمة، لبيئة مناسبة تتكاثر فيها مختلف أنواع الحشرات والأمراض، وهو ما يهدد بكارثة بيئية واجتماعية خطيرة إذا لم يتم التدخل، وحل الأمر في القريب العاجل.

واستطردت المصادر عينها، موضحة أن “الذين قاموا بهذا الفعل الشنيع، مهما كانت الدوافع والأسباب، لم يفكروا جيدا في حجم الضرر البيئي الذي يمكن أن يحدث”. منبهين في السياق ذاته، إلى أن “الجهات المسؤولة يجب أن توقف هذه المجزرة البيئية التي تتهدد النظام البيولوجي، وتقلق راحة الساكنة المجاورة لوادي جعونة”.

وشددت الساكنة المتضررة، على أن تحول وادي جعونة إلى مصب رئيسي يستقبل مياه الصرف الصحي (الواد الحار)،  يعتبر “أمراً غير مقبول بالمرة، خصوصاً وأنه تكرر بعد توقفه لمدة سنة، مما يدل على عدم اكتراث الواقفين وراءه، لمعاناة الساكنة المتضررة، التي تحولت حياتهم اليومية إلى جحيم لايطاق”. مطالبين في هذا الصدد، الجهات المعنية، بـ”وضع حدّ لمعاناتهم، مع فتح بحث استعجالي لتحديد الواقفين وراءه ومحاسبتهم”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *