الجفاف واقتراب شهر رمضان يثيران مخاوف ارتفاع أسعار التمور في الأسواق

مع اقتراب شهر رمضان، يتزايد الطلب على التمور، ويسارع المستهلك لشراء هذه الفاكهة الجافة التي يعتبر وجودها أمرا ضروريا وأساسيا في كل مائدة مغربية عند الإفطار، ما يجعله أكثر المنتوجات المرغوبة خلال هذا الوقت من السنة.

ويصنف المغاربة من بين أكبر مستهلكي التمور في العالم، حيث يبلغ استهلاك الفرد السنوي حوالي 7 كيلوغرامات من التمور، مقابل كيلوغرام واحد في المتوسط ​​العالمي.

وكما هو الحال بالنسبة لبقية القطاع الزراعي الوطني، يتأثر إنتاج التمور بشكل كبير بالجفاف، مما يثير تساؤلات حول توفر التمور بالأسواق المغربية، كما يخلق مخاوف عديدة لدى المستهلك من ارتفاع سعرها.

تأثير الجفاف وارتفاع الأسعار

وفي هذا الصدد، يقول رشيد، أحد بائعي التمور والفواكه الجافة بالتقسيط بمدينة الدار البيضاء، إن ’’أسعار التمور عرفت ارتفاعا طفيفا، مقارنة مع السنة الماضية، والتي قبلها، سواء التمور المستوردة أو المحلية’’.

وأضاف البائع، في حديث مع ’’بلادنا24’’، أن ’’تأثير الجفاف كان واضحا، فكمية التمور التي تتواجد بالأسواق المغربية هذه السنة، قليلة بالمقارنة مع السنة الماضية، مما يدفع البائع إلى الزيادة في تسعيرة سلعه’’.

وبخصوص أثمنة التمور المغربية، سجل المتحدث ذاته، أنها ’’تتراوح مابين 20 درهما و140 درها للكيلوغرام الواحد، بزيادة تقدر بحوالي درهمين في الكيلوغرام’’.

وعن أنواع التمور المغربية التي يفضل المواطنون اقتنائها، قال رشيد، إن الزبون يشتري ’’بوفقوس’’، و’’بوستحمي’’، و’’الجيهل’’، نظرا لـ”جودتها، وأثمنتها التي تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن”. مشيرا إلى أن ’’أسعار التمور تختلف باختلاف أنواعها’’، مؤكدا على أن ’’النوع الجيد، كتمر المجهول، يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 140 درهما’’.

وكان في بعض الواحات، لانخفاض مستوى التساقطات المطرية، تأثير كبير على إنتاج التمور، رغم أن هذا المحصول قادر على تحمل الجفاف وقلة الأمطار، إلا أنه يحتاج إلى ري مستمر.

توقعات بزيادة في الإنتاج

وحسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن الإنتاج المتوقع من التمور للموسم الفلاحي 2023/2024، يقدر بحوالي 115 ألف طن، أي بارتفاع يقدر بـ6,5 في المائة، مقارنة بإنتاج الموسم الفلاحي 2022/2023، الذي بلغ 108 ألف طن.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن جهة درعة تافيلالت، تظل المنتج الرئيسي لنخيل التمر، إذ تساهم بأكثر من 79 بالمائة من الإنتاج الوطني للتمور، بما مجموعه 91 ألف طن. فيما تساهم الجهات الأخرى للملكة، كسوس ماسة،  والعيون الساقية الحمراء، بنسبة 21 بالمائة من الإنتاج، بكمية تقدر بـ24 ألف طن.

يشار إلى أن التمور، ورغم مكانتها الأساسية بالموائد المغربية خلال شهر رمضان، ورغم تواجدها على طول السنة بالأسواق، غير أنها تعتبر من المواد الغذائية الموسمية، خاصة لدى سكان المدن، حيث ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات، مثل الخطوبة، والزواج، وعشوراء، ورمضان.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *