الدعم التربوي الرقمي.. هل تحاول وزارة بنموسى محاربة الاحتجاج بحصص الدعم؟

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن انطلاق الدعم التربوي الرقمي “عن بعد”، مجانا، للتلميذات والتلاميذ عبر المنصة الوطنية «TelmidTICE» والتطبيق الجوال المرتبط بها.

وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن مبادرة الدعم التربوي الرقمي تندرج، “في سياق مواصلة توظيف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وخاصة ما يتعلق بالدعم التربوي الموجه لمعالجة التعثرات الدراسية في حينها، وتعزيز التعلمات الأساس والكفايات اللازمة”.

ولم يستعبد فاعلون تربويون أن يكون الهدف من الدعم التربوي الرقمي، تعويض المتعلمين والمتعلمات في زمن التعلم الذي ضاع منهم، نتيجة إضرابات الأساتذة الرافضة للنظام الأساسي الجديد، والتي تستمر للأسبوع الخامس على التوالي.

وسجل بعض هؤلاء أنه في الوقت الذي كانت ينتظر أولياء التلاميذ ومعهم الأساتذة، تجاوب الوزارة مع المطالب المعبر عنها بما يضمن عودة التلاميذ إلى فصولهم الدراسية، قررت اللجوء إلى الدعم التربوي الرقمي الذي لن يكون في مستطاع شريحة واسعة من التلاميذ الاستفادة من محتوياته، وخصوصا بالمناطق النائية والصعبة.

واعتبرت هيئات مدنية تعنى بقضايا التربية والتعليم أن حالة الاحتقان بالساحة التعليمية تضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين تلاميذ القطاعين العام والخاص، وهذا ما يفسر، بحسبها، لجوء العديد من الآباء والأمهات إلى سحب أبنائهم من التعليم العمومي وتسجيلهم بإحدى المدارس الخصوصية، أو تسجيلهم بإحدى مراكز الدعم المؤدى عنها التي مددت من ساعات اشتغالها نظرا للإقبال الكبير عليها خلال الأسبوعين الأخيرين.

ويرى متابعون للشأن التعليمي أن الوزارة الوصية تعول كثيرا على الاقتطاعات التي ستطال أجور الأساتذة المضربين نهاية الشهر الجاري كوسيلة للضغط على نسبة كبيرة من الأساتذة بالتراجع عن خوض الإضرابات التي تعلن عنها تنسيقيات بالقطاع وتحظى بدعم نقابات ذات تمثيلية، محذرين في نفس الوقت من أن يؤدي قرار الخصم من الأجور في حال تم تطبيقه بداية من هذا الشهر إلى الرفع من حدة الاحتقان بالساحة التربوية عوض التقليص من نسبة الفئة المضربة عن العمل.

وبقرار مواصلة الاحتجاج إلى حين إسقاط النظام الجديد التي تصفه بـ”نظام المآسي”، تكون التنسيقيات الداعية إلى الاحتجاج، قد رفضت دعوات وجهت لها من طرف متضررين بشكل مباشر وغير مباشر من هذا الوضع بتعليق احتجاجاتها تعبيرا عن حسن نيتها في تعهد رئيس الحكومة بتلبية جزء من مطالبها خلال كلمة له بعد الاجتماع الأخير لأحزاب التحالف الحكومي.

جمال العبيد

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *