سكينة تسود السودان حاليا حالة من النزاع المستمر لمدة تسعة أشهر، حيث يستمر التصعيد في الصراع القائم بين رئيس الجيش، الجنرال البرهان، وزعيم القوات الشبه عسكرية، الجنرال حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، منذ 15 أبريل 2023.
الاشتباكات مستمرة في التصاعد، وتمتد إلى ولايات جديدة مثل الخرطوم، دارفور، كردفان، الجزيرة، وأخيرا ولاية النيل الأبيض، حيث قامت قوات الجيش بقصف مواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
لأسابيع، حاولت “إيغاد” التوسط في اللقاء وجهاً لوجه بين الجنرال البرهان والجنرال هميدتي لتحديد وقف إطلاق النار. بالرغم من الموافقة الأولية على الحوار، دخلت الفصائل الحربية في مواقف متباعدة الآن. فقد فشل الاجتماع المخطط عند نهاية ديسمبر عندما انسحب هميدتي، الذي عاد من جولة دبلوماسية في ست دول إفريقية، في اللحظة الأخيرة. هذه المرة، هو الجنرال البرهان الذي ألغى مشاركته، مصرًا على إجراء اجتماع تمهيدي ومستنكرًا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لهميدتي.
يشيرالباحث السوداني المتخصص في حل النزاعات، سليمان بالدو، إلى أنه لا يبدو أن هناك أي حلا دبلوماسيًا على الأفق، حيث تحولت الاعتقادات الأولية لكل طرفين في الفوز السريع إلى صراع سلطوي مستمر.
في حين يتردد الدعم السريع بالسيطرة على دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة والآن النيل الأبيض، يشتد الصراع الآن في سنار. في هذه الأثناء، يحتفظ الجيش بسيطرته على المناطق الشمالية والشرقية وأجزاء من المناطق الجنوبية.
بينما يتردد الجنرال البرهان في اللقاء مع منافسه، يعزز الجنرال حميدتي بنشاط اتصالاته الدولية، معززًا مكانته في نظر المجتمع الدولي، كما لفت إلى ذلك دبلوماسي كندي سابق. تظل الوضعية حرجة، مع تلاشي الأمل في تحقيق تقدم دبلوماسي وسط النزاع المستمر والتعقيدات الجيوسياسية.
