مجلس بوعياش يخلد “8 مارس” بعرض مساهمات المرأة في مسار الإنصاف والمصالحة

نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تخليدا لليوم العالمي للمرأة، والذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة، لقاء حول مساهمات المرأة المغربية في مسار الحقيقة والإنصاف والمصالحة، اليوم الجمعة، بمقر المجلس بالرباط.

وشهد هذا اللقاء، الذي حضره عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والسفراء، تقديم شهادات ضحايا سابقات، وعائلات ذوي الحقوق، ومتابعات لأشغال هيئة الإنصاف والمصالحة. بالإضافة إلى زيارة لمعرض الصور الخاص بتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، والذي وثق مساهمات المرأة المغربية، وعرض كتابات نسائية حول أدب السجون، وتقديم لوحات تشكيلية، وفقرات فنية من إبداع شابات وشباب، بما فيهم أشخاص في وضعية إعاقة.

photo d

الضامن لتماسك المجتمع

وفي كلمة لها بهذه المناسبة، قالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، إن “مكانة المرأة ودورها في مسار العدالة الإنتقالية، ليس فقط بصفتها كضحية، وإنما كفاعلة داخل المجتمع”. مشيرة إلى أن المرأة “عكست وأثرت بشكل كبير في التحولات المجتمعية، خصوصا على النحو الديموقراطي وحقوق الإنسان”.

وأكدت بوعياش في تصريح لـ”بلادنا24“، على أن “حقوق المرأة داخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان هوية مغربية، ومكون من مكونات الهوية المغربية المعتدلة والمنفتحة والمتضامنة كذلك، كونها الأساس لضمان تماسك مجتمع يحفظ ويضمن كرامة نسائه وفتياته، في كل التحولات والتغيرات”.

amina bouaaiach

وشددت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على “ضرورة حفض وحماية حقوق المرأة، بما يضمن لها الكرامة الإنسانية، لتوفر الأجوبة في تماسكنا لهذه التحولات التي تحدث داخل المجتمع”.

مواكبة الاعتقال السياسي

بدورها، اعتبرت فاطنة البويه، الكاتبة والفاعلة الحقوقية، والمعتقلة السياسية السابقة، أن “المرأة لعبت دورا أساسيا في مواكبة الاعتقال السياسي، سواء كزوجة، أو كأخت، أو مناضلة”. مشيرة إلى أن “النساء الذين كانو يتوفرون على مشروع سياسي، حاولوا الانخراط في مسلسل التغيير والمقاومة، من أجل مجتمع أفضل، داخل دولة الحق والقانون”.

fatna

وأشارت فاطنة البويه، في تصريح لـ”بلادنا24“، إلى أن “هناك مجموعة من النساء المغربيات، في فترات زمنية مختلفة، وعلى الرغم من عدم توفرهن على صفة المقاومة، أو الحقوقية، إلا أنهن استطعن إلى جانب الرجال المناضلين، في تغيير الأوضاع الحقوقية داخل المجتمع، وذلك من خلال انخراطها وسكوتها وصمتها”. مضيفة أن عدد من النساء “ساعدن أزواجهن على الهروب بفضل صمتهن فقط”.

المساهمة في العدالة الانتقالية

من جانبها، أوضحت لطيفة جبابدي، عضوة سابقة في هيئة الإنصاف والمصالحة، أن “مساهمة المرأة في العدالة الانتقالية، والمسار الحقوقي في المغرب، تعود إلى سنوات السبعينيات، إذ شكلن قوة أساسية، وحركة عائلات المعتقلين السياسيين، قبل نشأة الجمعيات الحقوقية داخل البلاد، وتعبأن بشكل منقطع النظير، على كل الواجهات، وباستخدام كل الوسائل، رغم أن أغلبهن لم يكن يغادرن منازلهن”.

وسجلت جبابدي، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “شجاعة النساء المحاربات، كشفت مصير المعتقلين السياسيين داخل السجون، من أجل العدالة، والمحاكمة العادلة، لكافة المعتقلين، للاعتراف بحقوقهم الأساسية والمشروعة”. مضيفة أنهن “واصلن حضورهن في هذا الاتجاه. إلى أن جاءت هيئة الإنصاف والمصالحة، والتي كان لهن فيها دورا محوريا، من خلال المشاركة في اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي في كل أشغال الهيئة، سواء من خلال التحرياتأ أو جبر الضرر، أو جلسات الاستماع العمومية، وغيرها”.

latifaaa

وأكدت الناشطة الحقوقية، أن الهيئة “وقفت على حقيقة أساسية، مفادها أن بعض النساء، شكلن مثالا لضحايا كان مسكوت عن معاناتهن منذ سنوات الرصاص، والانتهاكات الجسيمة التي عرفها المغرب في تلك المرحلة”. مشددة على أن “هذه المعانات، كانت ذات أبعاد مضاعفة، تتجلى في التعذيب، والاعتداء، والاغتصاب، وسلب كرامتهن وحقوقهن”.

وللنهوض بحقوق النساء داخل المغرب، تضيف المتحدثة، “عملت هيئة الإنصاف والمصالحة، بداية، بتسليط الضوء على معانات النساء، ومساعدتهن على الجهر بها، في وقت كان التصريح بالعنف علنا يخيف أغلب الضحايا، بالإضافة إلى جبر الضرر، وتعويضهن، كما قامت بإدخال جريمة الاغتصاب في خانة الانتهاك القائم الذات، وغيرها من القضايا التي تصب في مصلحة النساء، لضمان حقوقهن في الحاضر والمستقبل”.

ليس فقط للاحتفال

وإلى جانب الشخصيات الحقوقية والسياسية، عرف هذا اللقاء حضور عدد من الفنانين والفنانات، من بينهم بشرى أهريش، التي عبرت عن سعادتها بدعوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في اليوم العالمي للمرأة، الموافق للثامن من مارس من كل عام.

bouchra

وأشارت أهريش، في تصريح لـ”بلادنا24“، إلى أنها تلقت العديد من الدعوات لحضور حفلات للاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، إلا أنها فضلت الحضور للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، “للاطلاع على قصص نساء وحكايات تخصهن، وتخص مسارهن البطولي، بعد معانات طويلة من الظلم والعنف”.

وأوضحت الفنانة، أن “الثامن من مارس، ليس فقط للاحتفال، وإنما لتذكير العالم والمغاربة، بمكانة المرأة طيلة 365 يوما متواصلة، ومساهمتهن في صنع مغرب جديد، ينبني على الديمقراطية، وتربية جيل مليئ بالطموحات والأمل”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *