إبراهيم دياز.. من رحم “التهميش” إلى النجومية في ريال مدريد (بورتريه)

توجد دائما في عالم كرة القدم، مقولة “من رحم التهميش.. تولد المواهب”. هذه الكلمات، تنطبق حرفيا على اللاعب ذو الأصول المغربية، إبراهيم دياز، الذي أثار إعجاب أغلب متابعي الكرة العالمية خلال الفترة الماضية، بسبب ما يقدمه هذا الموسم، رفقة فريقه ريال مدريد الإسباني. لذلك سنحاول المرور على أبرز المحطات التي طبعت مسيرة دياز الكروية.

إقليم الأندلس.. الشمعة الأولى

ولد إبراهيم دياز في 3 غشت سنة 1999، في مدينة مالقا، من أب ذو أصول سورية، وأم إسبانية. لكن أصوله المغربية تعود حسب تقارير إعلامية، إلى جده، الذي هاجر من المغرب صوب إسبانيا.

بداية إبراهيم الفعلية مع عالم كرة القدم، كانت مع فريق صغار نادي مالقا، لكنه لم يعمر طويلا، بسبب إمكانياته المتميزة. ليلفت نظر نادي مانشستر سيتي، الذي ضمه إلى صفوفه في سنة 2014.

واستطاع دياز التدرج في الفئات السنية للفريق الإنجليزي، حتى وصل للفريق الأول. غير أنه لم يحظى بالفرصة لكي يبرز قدراته الكروية، ليبدأ تفكيره حول البحث عن وجهة جديدة.

دخول “البرنابيو” من بابه الواسع

وفي ظل عدم منح بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، الفرصة لدياز، للعب في الفريق الأول، فضل اللاعب خوض تجربة جديدة، والكل حينها توقع أنه سينتقل إلى نادي أقل من الفريق الإنجليزي. لكن المفاجأة حدثت، عندما تواصل ريال مدريد مع محيط اللاعب، الذي لم يتردد في قبول العرض.

لينتقل إبراهيم دياز إلى صفوف “النادي الملكي”، في السادس من يناير عام 2019، في صفقة قدرت حينها بحوالي 17 مليون أورو. لكن هذه المرة، واجهته صعوبة أخرى، هي فرض إمكانياته أمام النجوم الذي يضمهم الفريق. لم يلعب دياز كثيرا مع “المرينغي”، لذلك فإنه لم يفكر كثيرا، فورا حاول إيجاد فريق يضمن له لعب عدد دقائق أكثر.

ميلان.. نقطة التحول

كان انتقال إبراهيم دياز إلى نادي ميلان الإيطالي، بمثابة قبلة الحياة للاعب الذي عانى من “التهميش” خلال تجربتيه السابقتين، لذلك حاول إظهار كل قدراته. وهذا ما حصل، فخلال موسمه الأول مع “الروسونيري”، استطاع أن يثبت جماهير الميلان، أنه لاعب بمواصفات كبيرة.

وبما أن دياز كان معارا من ريال مدريد إلى ميلان، فإن الأخير أصر على تجديد الإعارة لمدة موسمين، استطاع من خلالها أن يكون أحد نجوم الفريق، ويقودهم لتحقيق لقب الدوري الإيطالي موسم 2022/2021.

العودة المستحقة

عاد دياز إلى ريال مدريد في الصيف الماضي، حيث قرر “النادي الملكي”، استعادة لاعبه، مرة أخرى، على الرغم من أن ميلان كان يرغب في شراء نهائي لعقد إبراهيم، لكن رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، رفض هذا الأمر في أكثر من مناسبة.

وفي بداية الموسم، لم تكن تمنح للدياز الفرصة لكي يشارك أساسيا في الفريق، وكان المدرب كارلو أنشيلوتي، يمنحه دقائق قليلة. لكن ذلك لم يحبط عزيمة إبراهيم، الذي انتظر إلى غاية حصوله على الفرصة، وعندما أصبح يلعب بشكل أكثر، بات يسجل الأهداف في لقاءات صعبة، ويقدم تمريرات حاسمة، ليكون أحد القطع الأساسية في تشكيلة الريال هذا الموسم، رفقة فينسيوس، ورودريغو، آخرون.

بين المغرب وإسبانيا.. لمن سيكون الاختيار؟

لعل الجدل خلال الفترة الماضية بشأن مستقبل إبراهيم دياز الدولي، بين من يرجع إمكانية تمثيله منتخب إسبانيا، بسبب اقتراب نهائيات كأس أوروبا، وبين من يقول إنه قريب من الانضمام لمعسكر المنتخب الوطني، بعد جلسات جمعت اللاعب، بالجامعة الملكية لكرة القدم. لكن لحدود كتابة هذه الأسطر، لازال مستقبل إبراهيم الدولي غامضا، وربما قد يتضح خلال الأشهر القادمة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *