بلادنا24 أثار تحليل بعض القنوات الجزائرية، لواقعة خروج منتخب بلادهم من الدور الأول من منافسات كأس إفريقيا المقامة بالكوت ديفوار، بعد خسارة أمام منتخب موريتانيا، وتعادلين أمام كل من أنغولا وبوركينا فاسو، (أثار) موجة سخرية بين نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى المبررات “غير المنطقية” التي قدمها بعض المحللين، كما وصفوها.
فمنذ إقصاء أبناء المدرب جمال بلماضي من هذه البطولة، عجت القنوات التلفزية الجزائرية بمن يقدمون بصفة محللين رياضيين، إلا أن تفسير أسباب خروج “ثعالب الصحراء” من “الكان”، كما يقدمونها، تطرح أكثر من علامة استفهام.
قصص من الخيال
أحد هؤلاء، قال داخل استوديو تحليلي، إن التحكيم في بطولة كأس إفريقيا، كان ضد المنتخب الجزائري، مرجحا أن هذا الأمر تقف وراه إسرائيل. فيما ذهب زميله كان بجواره، بعيدا، بالقول حرفيا، إن منتخب كرة القدم “يدفع ثمن مواقف الدولة الجزائرية المشرفة في اتجاه القضية الفلسطينية”، ما أدخل مقدم البرنامج في حالة ذهول.
إلى جانب هذا، أقحم العديد من المحللين الجزائريين، المغرب، والمسؤولين المغاربة، في واقعة إقصاء المنتخب الجزائري من البطولة، إذ أطلقوا أصواتهم لقصص خيالية لا يصدقها عاقل، من قبيل أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، أغرق الاتحاد الإفريقي للعبة، بالمال، من أجل إسقاط منتخب بلادهم.
كما حمل هؤلاء المحللون، حقدا كبيرا تجاه المنتخب الوطني، معربين مباشرة على القنوات الجزائرية، عن تمنياتهم بإقصاء أبناء وليد الركراكي من الدور الأول. يضاف إلى هذا، إعلانهم المباشر بتشجيعهم لجميع المنتخبات التي واجهت “أسود الأطلس”، بداية بتنزانيا، مرورا بالكونغو الديمقراطية وزامبيا، وصولا إلى جنوب إفريقيا في دور ثمن النهائي.
حقد كبير على المغرب
“يلعبو مع والو نسيبورتي لوالو”، هكذا علق محلل رياضي على إحدى القنوات الجزائرية، بعدما سأله مقدم البرنامج عن توقعاته لمباراة المنتخب الوطني ضد الكونغو الديمقراطية، برسم منافسات الدور الأول من بطولة كأس إفريقيا، معلنا أمام الملأ عن تمنياته بفوز الأخير على المغرب.
وعلى طول الأيام الماضية، أصبحت مقاطع فيديو هذه الفئة، مادة دسمة للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استغرب النشطاء من إطلاق هؤلاء، العنان، لتبريرات لا يقبلها العقل والمنطق، وأن تمر عبر قنوات تلفزية، متسائلين، “هل هؤلاء في كامل قواهم العقلية؟”.
وفي هذا السياق، علق أحد نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، قائلا: “لقد حاولوا إقحام موضوع فلسطين في إقصاء منتخب بلادهم من بطولة كأس إفريقيا من الدور الأول، في الوقت الذي تأهل فيه منتخب فلسطين لدور ثمن نهائي بطولة كأس آسيا المقامة بقطر”. وعلق آخر على نفس الموضوع، مردفا: “كرة القدم مجرد رياضة كباقي الرياضات، تلعب في 90 أو 120 دقيقة وتنتهي، لا فلسطين ولا إسرائيل يقفان وراء إقصاء المنتخب الجزائري. الإقصاء جاء بتفوق منتخب موريتانيا بكل بساطة”.
فيما علق آخر على موضوع إقحام المغرب في تحليل القنوات الجزائرية، بالقول: “نصيحة للإخوة العقلاء من الجزائريين، لقد أصبح فوزي لقجع على لسان أشباه المحللين منكم، صباح مساء، لكن خير ما تأخذونه عن الرجل، هي الطفرة التي خلقها داخل المنظومة الكروية المغربية، حتى أصبح منتخب بلاده يصل المربع الذهبي لبطولة كأس العالم”.
