يبدو أن الجزائر، ومن خلال خطوتها المتمثلة في إحداث تكتل مغاربي، دون المغرب، تنوي عزل المملكة عن محيطها المغاربي، محاولة بذلك تقسيم المنطقة.

ومن الواضح أن الرئيس عبد المجيد تبون، ومن خلال تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها لتلفزيون الجزائري، يوم 31 مارس المنصرم، يحاول الهروب إلى الأمام، أمام مسؤوليات بلاده الأخلاقية، في إفشال مشروع المغرب العربي.

وعبر تبون عن طموحاته في إنشاء هيكل سياسي جديد في المنطقة المغاربية، ليأتي بديلا لاتحاد المغرب العربي الذي أسسته كل من تونس والجزائر وموريتانيا وليبيا والجزائر، إلى جانب المغرب، قبل عقود، ساعيا إلى إعادة هذا التكتل، لكن دون وجود المغرب.

تكتل اقتصادي إقليمي بدون المغرب

’’الجزائر تحلم بتكتل اقتصادي إقليمي بدون المغرب’’، ’’الجزائر تحاول إحياء المغرب العربي دون المغرب’’، عناوين تربعت على عروش أولى صفحات الجرائد الفرنسية. ففي مقال تحليلي عنونته صحيفة ’’لوبوان’’، بـ’’الجزائر تعزيز الانقسام المغاربي’’، أكدت الصحيفة من خلاله، على أن ’’كتلة الجزائر وتونس وطرابلس الجديدة، تحاول إحياء المغرب العربي المنقسم بشكل متزايد’’.

وأضافت الصحيفة الفرنسة، أن ذلك جاء على هامش القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، التي انعقدت خلال شهر مارس بالجزائر، وشارك فيها الرئيسان الجزائري والتونسي، بالإضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.

وأشارت ’’لوبوان’’، إلى أنه “وفي مواجهة هذا الانسداد، تبدو الجزائر وتونس مستعدتين للعب دور قيادي في إعادة إطلاق هذه المنظمة الإقليمية’’.

وأشار المصدر السالف ذكره، أن ’’تأسيس اتحاد المغرب العربي في مراكش سنة 1989، كان يهدف حينها إلى أن يكون منظمة سياسية واقتصادية تجمع بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا، غير أن التوترات بين دول معينة، تسبب في إجهاض المشروع’’.

إحياء المغرب العربي دون المغرب

من جهتها، قالت صحيفة ’’جون أفريك’’ الفرنسية، إنه ’’في الوقت الذي كان فيه اتحاد المغرب العربي يعاني من الشلل منذ سنوات بسبب التوترات بين أعضائه، فإن الرئيس الجزائري يعمل مع نظيريه الليبي والتونسي على إنشاء منظمة إقليمية جديدة’’.

وأشارت ’’جون أفريك’’، إلى أن ’’عبد المجيد تبون، في مقابلة أجراها مع التلفزيون الجزائري، عبر عن رغبة ثلاث دول مغاربية في إنشاء منظمة إقليمية’’.

وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن ’’الرئيس الجزائري، أكد على أن المشروع لن يحل محل اتحاد المغرب العربي. وينبغي أن يكون بمثابة عرض موقف مشترك للدول الأعضاء’’. مبرزة أنه ’’سيتم إنشاء الكتلة الجديدة بدون المغرب الذي يحتفظ بعلاقات متوترة مع الجزائر’’.