صحيفة إسبانية: الجزائر تجمد علاقاتها مع إسبانيا بعد زيارة سانشيز للرباط

أوردت صحيفة “الإنديبيندينتي” في تقرير لها، أن “الجهود الدبلوماسية الأخيرة لتحسين العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، تم تقويضها بسرعة”، مما أدى بحسبها، “إلى محو أشهر من التقدم في 7 أيام فقط”.

وقد أدت الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى المغرب، التي التقى فيها بالملك محمد السادس وأعرب عن دعمه للمشاريع التي تتمحور حول إقليم الصحراء المغربية، إلى توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، وفقا لتقرير صحيفة “الإنديبيندينتي”.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه على الرغم من الإشارات الإيجابية الأخيرة، بما في ذلك عودة السفير الجزائري إلى مدريد واستئناف التجارة والرحلات الجوية بين البلدين، فإن الجزائر تعتبر الآن أي محاولات للتقرب من مدريد “عقيمة”، مبرزا في الوقت ذاته، أن “الزيارة السريعة إلى الرباط، إلى جانب بيان العائلة المالكة الإسبانية الذي يؤيد المشاريع المتعلقة بالصحراء المغربية، تركت الجزائر في حالة خيبة أمل”. ورجح المصدر ذاته، أن الجزائر “غير مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات، وحذرت من توقع أي هدايا دبلوماسية”.

كما أبدت العاصمة الجزائرية الجزائر في البداية، تضيف “الإندبندنتي”، “تفاؤلا بشأن فصل جديد محتمل في العلاقات مع إسبانيا بعد الأزمة الناجمة عن اصطفاف إسبانيا مع موقف المغرب بشأن نزاع الصحراء المغربية قبل عامين”، مفسرة أنه “ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك تأييد بيدرو سانشيز لمخطط الحكم الذاتي المغربية خلال مؤتمر صحفي في الرباط، أدت إلى فقدان الثقة في الحكومة الإسبانية”.

وقالت الصحيفة الإسبانية، إن “المسؤولون الجزائريين يشعرون بالخيانة، خاصة بعد التصريحات الإيجابية للرئيس عبد المجيد تبون حول عودة إسبانيا إلى الإجماع الأوروبي بشأن قضية الصحراء خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة”. لافتة إلى أن “فشل سانشيز في الاعتراف بالتحول في نزاع الصحراء والزيارة اللاحقة للمغرب، أدى إلى تأجيج الاستياء في الجزائر”.

وأدى إلغاء رحلة وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى الجزائر، بحسب ما ورد في التقرير، بسبب الخلافات حول جدول الأعمال وتجنب الوزير التطرق إلى قضية الصحراء، إلى “مزيد من التوتر في العلاقات”، مشيرا إلى أن “الجزائر، تعتبر الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسبانية بمثابة خيانة ثانية، مما يغلق الباب أمام أي تحسن في العلاقات الثنائية”.

ويشكك مراقبون في الجزائر العاصمة في فهم إسبانيا لموقف الجزائر ومبادئها، معبرين بحسب المصدر نفسه، عن إحباطهم مما يعتبرونه “دعما إسبانيا الثابت للمغرب”، مشيراً إلى أنه “قد أدى المأزق إلى شعور “بالسلام البارد” في العلاقات الإسبانية الجزائرية، مع نفاد صبر الجزائريين”.

“ومع بقاء إسبانيا في تحالفها مع المغرب، فقدت الجزائر الأمل في تنشيط معاهدة الصداقة وحسن الجوار، فضلا عن رفع الحظر المفروض على الصادرات الإسبانية”، تضيف الصحيفة الإسبانية في تقريرها، موضحة أن “البعض يتكهن بأن المغرب قد يكون لديه معلومات مساومة ضد أعضاء الحكومة الإسبانية، مما يساهم في دعم إسبانيا الثابت للمصالح المغربية”.

وخلصت “الإندبندنتي” في ختام تقريرها، إلى أن “الزيارات غير المتوقعة وسيئة التنسيق التي قام بها المسؤولون الإسبان لم تؤد إلا إلى صب الزيت على النار، مما أدى إلى تفاقم التوترات وزيادة تعقيد الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين الجزائر وإسبانيا”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *