ماهي رسالة الجزائر من استقبال “بن بطوش” تزامنا وإحاطة مجلس الأمن حول الصحراء المغربية؟

تعاملت السلطات الجزائرية، بمنطق الاستعلاء، مع الإحاطة التي سيقدمها مبعوث الأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستيفان دي ميستورا، أمام مجلس الأمن، بشأن آخر مستجدات النزاع حول الصحراء المغربية. الأمر الذي جعل رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، يقوم باستقبال زعيم الجمهورية الانفصالية الوهمية، إبراهيم غالي، بقصر المرادية، أمس الثلاثاء.

أقنعة مختلفة

وفي هذا الصدد، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن “هناك ملاحظة شكلية حول الموضوع بما يرتبط بهذا الاستقبال”. قبل أن يضيف: “هذا يذكرني بمرة، عنما عاد ما يسمى بزعيم الجبهة الانفصالية من إسبانيا، أثناء تفجيره أزمة بين المغرب وإسبانيا، واستقبله تبون في أحد مستشفيات الجزائر، وقال له بالحرف (أنت في بلدك)، ولم يقل له أنت في بلدك الثاني، وهذا يذكرني بذلك، لأنه صحيح أن كليهما في بلد واحد، ومن بلد واحد، ولا يحتاج الأمر إلى بروتكولات، وإلى بلاغ، وإلى ما يسمى بوكالة رسمية، وغير ذلك”.

وأضاف الخبير في العلاقات المغربية الجزائرية، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “كل هذا الذي حدث، هو حدث في بلد واحد، وفي دولة واحدة، وبأقنعة مختلفة. هذا يمثل دور رئيس الجمهورية، والآخر يمثل دور مستقبل رئيس الجمهورية، ولا نعرف الحكمة من ذلك، وهذا سفير لدى هذه الدولة، والآخر سفير لدى دولة أخرى، وهما في نفس المكان يجتمعان لكي يتدارسا موضوعا واحدا، وهو معاكسة الحق المشروع والتاريخي للمغرب في أقاليمه الجنوبية”.

وتابع المتحدث، أن “لا شيء يمكن أن يبدد قناعة المغاربة عموما، والعالم الذي لديه بصيرة، بأن كل ما يقع من طرف هذا النظام السياسي، يدخل في خانة معاكسة المغرب، ومحاولة تقسيمه وتقزيمه، وليس أي شيء آخر”.

رفض المفاوضات

ولفت الخبير في العلاقات الدولية، إلى أنه “على مستوى الموضوع، يحاول الثنائي، من خلال هذا الاستقبال، أن يوجها خطابا للأمم المتحدة، في إطار ما تمت مناقشته بخصوص قضية الصحراء المغربية، أنه ليس هناك استعداد من طرف الجزائر بأن تذهب في اتجاه المفاوضات”.

وأكد خالد الشيات، على أنها “تريد إرسال رسالة مفادها، أن الجزائر مصرة على موقفها الذي تسميه بتقرير المصير”. مشيرا إلى أن “هذه رسالة موجهة للأمم المتحدة، وإلى محبي وداعمي السلم العالمي، ومحاولة بائسة للضغط في هذا الاتجاه، والذي لن يكون له أي تأثير على المسارات التي أصبحت الآن تصل الأمم المتحدة، في إطار حل سياسي متفاوض حوله، وقابل للتنزيل بين الأطراف. وغير ذلك، فهذا فقط تمديد للصراع، ومحاولة جره إلى مستويات غير سلمية”.

حركات بهلوانية

ومن جانبه، قال عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “هذا الاستقبال الذي قام به الرئيس القريب أن تنتهي ولايته، والذي ربما لن يعاد انتخابه رئيسا للجمهورية العسكرية الجزائرية، لابن بطوش، وبالتزامن مع إحاطة مجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، وتقديم عرض للأمين العام للأمم المتحدة، على أساس هذه الإحاطة، فيه بعض الحركات البهلوانية التي تريد من خلالها الجزائر أن تلفت الأنظار، والحال على أنها لن تلفت الأنظار، وإنما تمثل أمام أمام مرأى ومسمع الجميع أنها طرف في النزاع”.

وأضاف الخبير الدولي، أن هذا الاستقبال، “فيه إشارة على أن الجزائر طرف في النزاع، عكس ما تسوق له عبر مجموعة من التوجهات. وهناك إشارة أخرى واضحة أن عطاف يسابق الزمان من أجل محاولة التأثير حسب مخيلته على الإحاطة، وعلى الدول التي تجاوزت الطرح الجزائري، حتى على المستوى الأممي، فيها إشارة على أن الرجلان يريدان أن يلفتا النظر للمنتظم الدولي، ليؤكدا على أنهما حاضران إلى جبهة انفصالية إرهابية”.

وأكد الوردي، على أن “الجزائر تدعم بطريقة مباشرة، الإرهاب والانفصال، أمام مرأى ومسمع الجميع، وتؤكد على أن هذا الإرهاب حاضر فوق أراضيها، الا وهي منطقة تندوف السليبة”.

وخلص المتحدث، إلى أنه “يتأكد من خلال مجموعة من الخرجات غير المحسوبة للرجلين، سواء تعلق الأمر ببن بطوش أو تبون، ما فتئ يؤكدان على أنهما لا يفهمان في الإحاطة ولا فحواها، ولا يفهمان المغزى الذي تؤثث من خلاله المنظومة الدولية على أساس الإحاطة من أجل التأطير القانوني لهذا النزاع المفتعل الذي وصل إلى نهايته”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *