إلغاء زيارة ألباريس للجزائر.. محلل سياسي: الجارة الشرقية تعيش في تخبط وعزلة

بشكل مفاجئ ودون تبرير، أعلن عن تأجيل زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الجزائر والتي كانت مقررة أمس الاثنين.

وكان من المتوقع أن تطوي زيارة ألباريس إلى الجزائر صفحة الأزمة الديبلوماسية القائمة بين البلدين بشكل نهائي، وتعيد العلاقات الإقتصادية من جديد، كما كان من المرتقب أن تعمل على إذابة الجليد، بعد قرابة عامين من أزمة ديبلوماسية اندلعت بين الجارتين الشرقية والشمالية للمملكة المغربية، إثر تقارب مدريد والرباط، وإعلان إسبانيا دعمها خطة المغرب لمنح الصحراء حكما ذاتيا.

وكانت الجزائر هي التي بدأت النزاع مع إسبانيا بعد استدعائها سفيرها في مدريد للتشاور، كما جمدت معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة مع إسبانيا سنة 2002، واتخذت مجموعة من الإجراءات لعرقلة التجارة معها، قبل أن يعلن عبد المجيد تبون عن رفضه عودة السفير الجزائري إلى مدريد.

المغرب تحكمه علاقة الجوار

وفي هذا الشأن، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن ’’المغرب تحكمه علاقة الجوار، فمن الشمال إسبانيا ومن الشرق الجزائر’’.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لـ’’بلادنا24’’،  أنه ’’عندما نتأمل في حوار للملك المغربي الراحل الحسن الثاني حيث قال: لا نريد للعالم أن يعترف بمغربية الصحراء فنحن في صحرائنا، لكن نريد من العالم أن يعرف من هو الجار الذي حشره الله بجوارنا’’.

وأكد صبري أن ’’الملك محمد السادس، أشار بشكل صريح وواضح أن الجوار استراتيجي، حيث يجب أن تكون لنا علاقات جيدة وطبيعية مع الجزائر’’.

وسجل المتحدث ذاته، أنه ’’منذ سنوات من الآن، والجزائر تقوم بشراء اعترافات وهمية وعديدة، ذهبت كلها في مهب الرياح، وعادت الكثير من الدول إلى صوابها، الأمر الذي أثار سعار الجزائر، قبل أن يزيد الاعتراف العالمي والصريح للجارة الشمالية إسبانيا بمخطط الحكم الذاتي ومغربية الصحراء، من ذلك، خاصة بعد الورطة التي تسبب فيها بعض المسؤولين الإسبان خصوصا بعد استقبالهم زعيم الجبهة الإنفصالية ببلادهم، قبل أن تعود إسبانيا إلى صوابها’’.

وأشار صبريي، إلى ’’البلاغ المشترك الذي، تم إصداره بعد زيارة بيديو سانشيز إلى المغرب، ولقائه بملك المملكة،  حيث قال أن العلاقات الإسبانية مقبلة على تحولات مفصلية’’.

الجزائر تعيش تخبطا وعزلة

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن ’’الجزائر دخلت في مشاكل ديبلوماسية مع العديد من الدول الإفريقية، حيث لم يعد أحد يثق فيها’’، مشيرا إلى أنه ’’حتى فرنسا شريكتها التقليدي دخلت معها في نزاعات ومشاكل ديبلوماسية عديدة’’، مضيفا ’’اليوم هناك قاعدة تحكم العلاقات الجزائرية’’.

وأشار المتحدث أنه ’’اليوم أينما ذهب أي مسؤول مغربي تبعه مسؤول جزائري، هذا ما يدل على التخبط والعزلة الذي تعيشه هذه البلاد’’.

وعن قرار إسبانيا، أكد صبري أنه ’’قرار سيادي، والدليل هو إلغاء الزيارة التي كانت مبرمجة اليوم، بسبب أن الجزائر كان اعتبرت أن قرارات إسبانيا ستتغير، غير أنها لم تحصل على بصيص أمل في تغير هذا القرار’’.

وشدد المتحدث ذاته، أن ’’العلاقات المغربية اليوم، هي علاقات تعاونية مع كافة الاستثمارات والمجالات والبلدان’’، مضيفا أن ’’الجزائر اليوم لا هي ظلت في مالي، ولا هي استطاعت أن تنضم إلى مبادرة الأطلسي، خصوصا بعد رؤيتها العديد من الدول الإفريقية التي دخلت إلى المبادرة رغم عدم إطلالها على المحيط الأطلسي’’، معتبرا أن ’’الجزائر اليوم أصبح أمامها حل وحيد وهو طرد المرتزقة من أراضيها، ما من شأنه أن يجعله تعود إلى المبادرة شأنها من شأن باقي الدول الأخرى، غير ذلك فهي واهمة أو تسوق الوهم’’، مشيرا إلى أنه حتى على ’’مستوى الجار الموريتاني لاحظنا كيف أرادت الجزائر أن تؤسس بعض المواقف الموريتانية غير أن موريتانية لم تؤثر فيها الجزائر بشيء’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *