“الترمضينة”.. تبرئة شهر الصيام وسبل عديدة للسيطرة

بالرغم من أن شهر رمضان الكريم يزخر بالفوائد الروحية والصحية، إلا أننا نشهد كذلك سلوكيات من توتر وانفعال الزائد خلال هذا الشهر، وهي ظاهرة تسمى لدى المغابة بـ”الترميضنة”، التي تكتسب اسمها من شهر رمضان المبارك، وتنعكس في سلوك عنيف وعدواني.

وتتعد تمظهراتها لدى عدد من الصائمين بين انفلات الأعصاب، وفقدان السيطرة على النفس، ويربطها المغاربة بأثر الصوم والإمساك عن التدخين.

انفعال متواصل

في هذا الصدد، أوضحت بشرى المرابطي أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، بأنه في “سائر الأيام الكل يسمح لنفسه بأن يتصرف بانفعال، الذي يصبح حالة عامة فلا يثير اهتمامنا”.

وأضافت بشرى المرابطي في تصريح لـ”بلادنا24” أنه “خلال شهر رمضان، يلتزم الصائم بالانضباط وعدم التلفط بكلام السوء والتسامح والتجاوز، تطبيقا لكلام الله عز وجل، الوارد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية”.

في الصدد ذاته، أشارت ذات المتحدثة إلى أنه “في الأيام العادية وخارج رمضان، الكل يسمح لنفسه بمساحة من القلق، خاصة أثناء السياقة التي يتوتر فيها المرء أكثر من مرة في اليوم، بسبب ضغط الوقت، سواء مع الراجين أو السائقين”. موضحة أنه “حينما يأتي رمضان ونلتزم جميعا بالقيم الرمضانية، تأخذ تلك السلوكيات على قلتها اهتمامنا وانتباهنا ونعتبرها حالة عامة”.

أسباب شخصية ومجتمعية

وفي حديثها عن أسباب “الترمضينة”، أوضحت الأخصائية النفسية أنها “مرتبطة بثلاثة أسباب كبرى، أولها التعاطي للمخدرات والتوقف عن هذه المادة خلال النهار، ما ينتج لدى المتعاطين للمخدرات، اختلال توازن بعض النواقل العصبية في المخ ما يؤدي إلى توليد الشعور بالقلق والإصابة بالأرق وتقلب المزاج، الذي مرده إلى الرغبة الشديدة في التعاطي للمخدرات”. مشيرة إلى أن التوتر والانفعال يرتفع بنسبة أكبر في حالة التعاطي للمخدرات الصلبة”.

في ذات السياق، عزت المرابطي “الترمضينة” أيضا إلى “بعض الأمراض العضوية، التي لديها ارتباط قوي بالقلق، على رأسها مرض القلب والصداع النصفي واضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي المزمن وكذا الغدد الكظرية فرط نشاط الغدة الدرقية ومرض السكري وسوء التغذية”.

من جهة أخرى، أوضحت ذات المتحدثة أن “شهر رمضان يحدث تغييرا في دورة النوم، وما ينتج عنه من قلة النوم، وذلك بسبب ضرورة الاستيقاظ لتناول السحور والصلاة، ومن ثم العودة للنوم من جديد، إضافة إلى صعوبة النوم باكرا”.

إلى ذلك، لفتت الخبيرة في علم النفس الاجتماعي إلى أن “قلة النوم تدخل صاحبها في الضيق من جهة والكئابة من جهة أخرى، وتحدث لديه سرعة الغضب وانفعال التي قد تكون شديدة لدى البعض، نظرا إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول في الجسم، وهو هرمون الإجهاد الذي يزيد هو الآخر من الشعور التوتر والقلق”.

سبل السيطرة

في ردها على سؤال كيفية السيطرة على الانفعالات في شهر رمضان، الأخصائية النفسية أكدت على “ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ليلا، والقيلولة أثناء النهار، لما تعطيه للصائم من قدرة وطاقة للاستعداد لما تبقى من النهار”. لافتة إلى “أهمية ممارسة تمارين “اليوغا” وتمارين الاسترخاء، وكذا رياضة الجري والمشي قبيل الإفطار”.

في نفس السياق، شددت المرابطي على “ضرورة تناول مكملات غذائية خاصة المغنيسيوم، لكونه يخفف التوتر ويساعد على النوم والاسترخاء”. مؤكدة على أهمية تناول مشروبات مهدئة وطبيعة مثل “اللويزة والبابونج واليانسون وغيرها”.

في ختام تصريحها، نصحت الباحثة في علم النفس الاجتماعي “بعدم التسوق في أوقات الذورة وتفادي أماكن الازدحام، التي تعد بؤر الانفعال والتوتر الالزامي، بالإضافة إلى الالتزام ببرنامج يومي رمضاني خفيف، مثل التراويح وقراءة القرآن والاستماع لجلسات الذكر سواء في البيت أو في المسجد، بحيث تساعد على تقدير الذات”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *