عيد الفطر.. عادات وتقاليد مترسخة تعكس معاني لحمة العائلة

بعد شهر من الصيام والتعبد في رمضان، استقبل المسلمون حول العالم، مناسبة عيد الفطر، بأجواء احتفالية خاصة. فعلى الرغم من اختلاف طقوس إحيائه نسبيا من بلد إلى أخر، إلا أن حمولته الدينية والاجتماعية، توحد هذه الدول، كونه فرصة لتجمع العائلات، وتبادل التهاني، والإكثار من الصدقات لزيادة الثواب والأجر.

وبهذه المناسبة، تحرص الأسر المغربية، كلما حل عيد الفطر، أو كما يسمى بـ”العيد الصغير”، على ترسيخ عدد من العادات والتقاليد العريقة، المتوارثة أبا عن جد، تشمل ما هو روحاني واجتماعي.

ويعتبر إقبال المصلين على المساجد في صباح العيد، رجال، وشباب، وحتى الأطفال، وحضور الحلويات المتنوعة على موائد الإفطار، مع الاقبال على الأزياء التقليدية، أحد أهم العوامل التي تميز عيد الفطر عند جل الأسر المغربية.

الإقبال على المصليات

يسارع المواطنين صبيحة عيد الفطر، للالتحاق بالصلاة، مكبرين كما أمروا، في مشهد روحاني، يبرز الخلفية الدينية التي يتمتع بها الشعب المغربي. حيث يفضل أغلب الناس، الالتحاق بالمساجد، ليعيشوا أجواء روحية مفعمة بمعاني التلاحم والتضامن والأخوة.

عبد الوهاب (57 عاما)، أكد في حديثه مع “بلادنا24“، أنه، وعلى غرار كل سنة، يعمد على أخذ أطفاله الاثنين معه إلى المسجد، كل ليلة، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، بالإضافة إلى صلاة عيد الفطر، للاستئناس بالأجواء الإيمانية التي تتمتع بها هذه المناسبات، وذلك لزرع الإيمان في نفوس أبنائه الصغار، وإحاطتهم بتعاليم الدين الإسلامي.

تجمع الأحباب والأقارب

يشكل عيد الفطر، مناسبة لزرع الفرحة والمودة بين المسلمين عامة، والأسر خاصة، حيث يظل فرصة لالتقاط الأنفاس من ثقل الحياة والأيام، والتجمع مع الأحباء، وهذا ما تقدم عليه العائلات خلال هذه المناسبة، من خلال تكثيف الزيارات في اليوم الثاني من “العيد صغير”، لرؤية الأقارب، وتذكر من غابوا منهم بالدعاء والكلام الطيب.

وفي هذا الشأن، أفاد المحلل الاجتماعي، أبو بكر حركات، أنه من خصائص الأعياد، والمناسبات الدينية، “التراحم، وتبادل الزيارة، التي تساعد على إشعاع الدفء الأسري، من خلال تبادل المشاعر والعواطف، التي تظل حبيسة النفوس لفترة طويلة، كما أنها فرصة لزرع الحب في نفوس الأطفال، وتعويدهم على هذه الأجواء، لحمل مشعل صلة الرحم في المستقبل”.

وأكد أبو بكر حركات، في تصريح لـ”بلادنا24“، على أن “مثل هذه المناسبات، تشعر الأشخاص بالانتماء، ومعرفة أهمية الأسرة واللمة العائلية، التي يتقاسم معها العديد من الذكريات الطفولية”. مشيراً إلى أن “الجالية المغربية المقيمة بالخارج تفضل إحياء طقوس عيد الفطر والأضحى في المغرب وسط الأحباب، بتقاليد مختلفة تنفرد بها المملكة المغربية عن غيرها من الدول”.

حلويات وأكلات شعبية

يشكل عيد الفطر للأمهات، مناسبة لاقتناء ما يحتاجونه لإعداد ما لذ وطاب من الحلويات الشعبية، كـ”الغريْبة”، و”الفقاص”، و”كعب الغزال”، وشراء المكسرات بمختلف أنواعها، وغيرها من المستلزمات الضرورية لهذه المناسبة الدينية، لتزيين موائدهن. إذ تنتعش تجارة الحلويات ومستلزمات إعدادها، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

وبالإضافة إلى هذا، لا تخلو موائد الأسر المغربية عند أول فطور صباحي بعد شهر من الصيام، من تشكيلة عدد من الفطائر والمعجنات، كـ”المسمن”، و”البغرير”، و”الحرشة”، والتي لا يستقيم حضورها على المائدة، دون إرفاقها بالشاي بالنعناع، حيث يفطر أفراد العائلة مجتمعين، وتظل المائدة طوال الصباح ممدودة لاستقبال المهنئين والزوار.

الأزياء والمجوهرات التقليدية

وإلى جانب الحلويات، والأكلات الشعبية، لا تكتمل فرحة العيد لدى عدد كبير من المواطنين، خصوصا الأطفال الصغار، من دون شراء لباس تقليدي خاص بعيد الفطر، حيث تعرف تجارة الملابس التقليدية، نشاطا كبيرا. فعلى غرار أسواق مدينة فاس، تعرف المحلات الخاصة ببيع الملابس في عدد من مدن المملكة، إقبالا ملحوظا.

وبحسب ما عاينته “بلادنا24” خلال جولة داخل محلات المدينة القديمة للعاصمة العلمية فاس، فقد ارتفع الإقبال على خياطة الملابس التقليدية الخاصة بالنساء والرجال والأطفال، والتي تعرض تصاميم متنوعة، وبألوان مختلفة.

عبد الكريم، صاحب محل لبيع الملابس التقليدية بالمدينة القديمة لفاس، قال في تصريح لـ”بلادنا24“، إن تجارة الملابس، خصوصا التقليدية منها، تعرف إقبالا كبيراً خلال المناسبات الدينية. مشيراً إلى أنه مع اقتراب الأعياد الدينية، يرغب الزبناء في شراء “الجلابة”، و”الجبادور”، و”البلغة”، لارتدائها في هذا اليوم، وهو تقليد متوارث أبا عن جد، ما يزيد من زيادة صناعة هذه الملابس، والحفاظ على مكانتها أمام أفخم الماركات العالمية”، وفق وصفه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *