عيد الأضحى أمام أصوات الإلغاء.. تدمير للاقتصاد الوطني ومس بـ”قدسية” المغاربة

تتصاعد الأصوات المطالبة بإلغاء الاحتفال بعيد الأضحى لهذا العام، هذا الطقس الديني، الذي كلما اقترب موعده، إلا وعادت المطالب الموسمية الداعية للتخلي عنه، خصوصا مع جدل استيراد الأضاحي، وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، وتضرر القدرة الشرائية للمواطنين.

مطالب تتجد بشكل موسمي، والمواطن أصبح غير قادر على الاقتراض الاستهلاكي، وتحمل التبعات والعواقب المالية لذلك. كما تزداد مخاوف من عدم القدرة على شراء خروف العيد، رغم أن المغرب لجأ في السنوات الأخيرة، نتيجة توالي سنوات الجفاف، وتأثيرها على القطاع الفلاحي، إلى استيراد رؤوس الأغنام، لتلبية الطلب المتوقع قبل موعد عيد الأضحى.

ويرى خبراء اقتصاديون، أن قرار إلغاء عيد الأضحى، لا يمكن للمغرب أن يطرحه، لما له من تبعات سلبية كبيرة على الاقتصاد الوطني، بحيث قد تصل إلى حد تدميره.

تدمير للاقتصاد الوطني

وفي هذا الصدد، قال علي الغنبوري، المحلل الاقتصادي، إنه ’’في حالة تم اعتماد هذا القرار، سيؤدي ذلك إلى تدمير القطاع الفلاحي، وتكبد الفلاح خسائر جد كبيرة’’.

وأوضح الغنبوري، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’لهذا القرار تأثير كبير على القطاع الفلاحي’’. مضيفا: ’’الفلاح يعاني كثيرا جراء الجفاف، وينتظر بفارغ الصبر حلول عيد الأضحى، من أجل الانتعاش، وتعويض ما تكبده من خسائر طيلة الموسم الفلاحي، ويأتي هذا القرار ليقوم بقتل الفلاح الذي عان طيلة السنة’’.

وأكد الخبير الاقتصادي، على أن ’’تأثير إلغاء عيد الأضحى، أو العيد الكبير، كما يطلق عليه، على العالم القروي جد قوي، ماسينعكس سلبا على العالم الحضري، حيث ستنتشر العديد من الظواهر الاجتماعية، مثل الهجرة، والتسول، وغيرها من الظواهر الأخرى’’.

وأضاف المتحدث ذاته، أن ’’القدرة الشرائية للمواطن المغربي شيء، وتحطيم الاقتصاد الوطني، وخلق أزمة خانقة بالعالم القروي، شيء آخر’’. مسجلا أنه ’’على الحكومة أن تعمل على خلق نوع من الاستقرار، من خلال دعم الفلاح، وتوفير رؤوس الأغنام لتلبية الطلب المتوقع، وليس العكس’’.

وفي حالة تم اعتماد هذا القرار، قال علي الغنبوري، إن ’’الدولة ستكون مطالبة بتقديم تعويضات مالية جد كبير للفلاح، من أجل تجاوز محنته’’.

قدسية مهمة لدى المغاربة

ومن جهته، قال محسن بنزاكور، المختص في علم النفس الاجتماعي، إن ’’لعيد الأضحى، أو العيد الكبير، قدسية كبيرة لدى المغاربة، وتمثلا اجتماعيا، من الصعب تجاوزه، لذلك من الصعب أن يتقبل المواطن المغربي فكرة إلغاء هذه الشعيرة الدينية، والاحتفال الذي يجعلهم يتجاوزون الشعور بالحرمان، خصوصا مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، وضعف قدرتهم الشرائية’’.

وأكد بنزاكور في تصريح لـ’’بلادنا24’’، على أن ’’المطالبة بإلغاء عيد الأضحى، بحد ذاتها، تخفي الرغبة في مقابل الإمكانيات’’. مضيفا ’’تلك الرغبة المكسرة أمام غلاء المعيشة، وأمام ارتفاع اللحوم’’.

وأشار المتحدث، إلى أن ’’عيد الأضحى ليس شعيرة دينية، ولا ركنا من أركان الإسلام فحسب، فقد تحول إلى طقس مجتمعي وثقافي، واحتفال أسري لا بد منه، اعتاد عليه المغاربة’’. موردا أن ’’الدين لا يلزم المسلم بشراء الأضحية، في حالة عدم القدرة على فعل ذلك، فالملك يقوم بالذبح عن كافة المغاربة’’. معتبرا أن ’’الجانب الاجتماعي أكثر من الجانب الديني في هذه المسألة، ما يدفع الناس إلى الاقتراض وشراء خروف العيد’’.

واعتبر المحلل الاجتماعي، أن ’’العيد الكبير، بمثابة فرصة لرؤس الأموال، والشركات الكبرى، من أجل الربح أكثر’’. مبرزا أنه ’’يخلق ضغطا رهيبا على الفئات الهشة في المجتمع المغربي’’.

سنة مؤكدة وليست فريضة

من جانبه، يعتبر بدر الدين الحميدي، أستاذ بكلية الشريعة بفاس، أن ’’موقف الشريعة الاسلامية من عيد الأضحى واضح، بحيث أن الانفاق يتسع بقدر اتساع الغنى عند المنفق، أي أن الإسلام لا يكلف المسلم ما لا طاقة له به’’.

وأضاف أستاذ الشريعة، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’الاسلام لا يلزم المكلفين بما لايستطعون القيام به من التكاليف، بحيث أن المشقة تجلب التيسير، وكذلك من قواعده المقررة، أن الأمر إذا ضاق اتسع، والحرج مرفوع في الشريعة’’. معتبرا أنه ’’لا ينبغي للملكلف أن يدخل على نفسه مشقة لا يستطيع القيام بمقتضياتها فيما يتعلق بشراء الأضحية’’.

وأكد الحميدي، على أن ’’قضية الأضحية في حديت الفقهاء، نجد أن ذلك مؤسس في كتاب الله ورسوله، كما أن المسلمون أجمعوا على مشروعية الأضحية’’.

ومن حيث حكمها، قال المتحدث ذاته، إن ’’حكمها المشهور في المذهب الملكي، أنها سنة مؤكدة، بمعنى ليست واجبة وجوب الفرائض، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج، الذي يتركها لا يأثم بتركها، ولكن لا ينبغي التسهل في تركها، لأنها سنة من شعائر الدين، القادر عليها عليه أن يحييها، وغير القادر عليها ليس عليه حرج’’.

وأوضح بدر الدين الحميدي، أن ’’الشروط منها أن يكون المكلف قادرا عليها من الناحية المالية، وأن لا تشحف بماله، يعني إذا كان ثمنها سيدخل عليه ضيقا خلال السنة، لا يجب ذلك، كما أن هذه الأضحية كما تقرر على الفقهاء من العبادات المالية التي واجبة على من لديه المال’’.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *