دعم مغربية الصحراء.. محلل سياسي: هذه مميزات العلاقات المغربية الغابونية المتينة

جدد رئيس الجمعية الوطنية الانتقالية بجمهورية الغابون، جان فرانسوا ندونغو، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، التأكيد على موقف بلاده الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة ولمغربية الصحراء.

وجاء هذا التأكيد، خلال لقاء جمع ندونغو، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، على رأس وفد من أعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية، مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

علاقة ممتدة في الزمان

وتعليقا على الموضوع، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن “دولة الغابون عرفت انتقالا في السلطة، بعد إقالة الرئيس السابق، وتعويضه بالرئيس الجديد، لهذا يحاول النظام الجديد أن يؤكد موقفه الثابت للوحدة الترابية، ولمغربية الصحراء، وأن هذا الموقف لم يتغير بتغير الرئيس، الذي لطالما عرف بقرابته من النظام المغربي”. مؤكدا على أن “هذه الزيارة تعكس التأكيد على الموقف الثابت للقضية، التي تعتبر من أولويات السياسة الخارجية للمغرب، والقضية الوطنية الأولى له”.

وفي خضم حديثه عن ما يميز العلاقات المغربية الغابونية، التي دائما توصف بأنها متجذرة وتاريخية وخاصة، أبرز شقير، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “العلاقات بين نظام بونغو، والنظام الملكي، هي علاقة شبه شخصية بين الملك الراحل الحسن الثاني، والرئيس الغابوني السابق، وبين الملك محمد السادس”. لافتا إلى أن “الكل يتذكر بأن من سمى الرئيس السابق عمر، هو الملك الحسن الثاني، وما يؤكد أكثر متانة هذه العلاقات، هي قضاء علي بونغو فترة نقاهة بالمغرب بعد تعرضه لوعكة صحية”.

وأوضح المتحدث، أنه بالإضافة إلى أن هذه “العلاقة التاريخية التي جمعت النظامين لأكثر من 5 أو 6 عقود، عرف البلدين بعلاقات التعاون الاقتصادي الممتدة هي أيضا لعقود، خصوصا وأن هناك شركات، بالإضافة إلى مؤسسات مغربية، تتواجد بشكل كبير في الغابون”.

تراكم سياسي وروحي وتاريخي

وفي الصدد ذاته، أشار المحلل السياسي، إلى أن “هذه العلاقات، هي التي تفسر دائما تحالف النظامين، والمواقف التي ظلت ثابتة طيلة هذه العقود. والنظام الجديد الذي يعد استمرارية علاقات البلدين في هذا السياق”. هذه العلاقات، يضيف أنها “لم تعرف أي مشاكل ولا قطيعة، بالرغم من إقالة الرئيس الغابوني السابق، لأن التراكم السياسي والروحي والتاريخي والاقتصادي، دعم هذه العلاقات”.

وردا على سؤال حول كيفية تأسيس المغرب للعلاقات المتينة التي تجمع الرباط وليبرفيل، التي يراها الكثيرون في الشأن السياسي، نموذجا يحتذى به في التعاون جنوب – جنوب، والتعاون الإفريقي، أبرز محمد شقير في تصريحه، أن “هذه العلاقة ثمرة للمبادئ الأساسية التي يرتكز عليها المغرب في سياسته الخارجية، والقائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، من جهة، وتأكيد المغرب على أن العلاقات، خاصة الإفريقية، تتأسس على مبدأ رابح – رابح، من جهة أخرى”.

من جهة أخرى، أوضح شقير، أن “الأولوية المعطاة لجنوب – جنوب، والتي أكد عليها الملك محمد السادس، تقوم بالأساس على عدم استغلال هذه العلاقات للتأكيد أو للبحث فقط على المصلحة، وإنما العلاقات تتم من خلال ما يربح الطرف الآخر، وما يمكن أن يقوي هذه العلاقات كذلك”. معتبرا أن “هذه المبادئ، سواء على الصعيد السياسي، أو على صعيد السياسة الخارجية، أو حتى على الصعيد الاقتصادي، جعلت سياسة المغرب نموذجا خاصا يحتذى به في التعامل، ليس فقط مع الغابون، وإنما حتى مع باقي دول إفريقيا الغربية”.

تميز مغربي في بناء العلاقات

وأردف ذات المتحدث، أن “هذا ما يفسر عدم تعليق العلاقات، ووقوع المغرب في مشاكل، خصوصا مع دول الغرب الإفريقي”. وزاد أن “فرنسا إذا كانت طبيعة علاقاتها أدت إلى أن قطيعة بينها وبين هذه الدول، فإن المغرب على العكس، حافظ ويحافظ دائما على هذه العلاقات، وهذا ما يميزه عن العلاقات التي يقيمها النظام الجزائري مع باقي الدول”.

وفي ختام تصريحه، لفت محمد شقير، المحلل السياسي، إلى أن “حرص المغرب في التعامل مع علاقات جنوب – جنوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وكذا مسالة رابح – رابح، هي التي جعلت من العلاقات المغربية الغابونية نموذجا”. هذه الأخيرة، يؤكد “شجعت دول أخرى على التعامل مع المغرب، وهذا ما تؤكده الزيارات الأخيرة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *