واشنطن بوست : نتائج الانتخابات الفرنسية مقلقة وماكرون مدين لمن صوتوا لصالحه

قالت صحيفة “واشنطن بوست” أن العالم تجنب كارثة حقيقية بإعادة انتخاب إيمانويل ماكرون لأن خصمه مارين لوبان ذات الإيديولوجية اليمينية المتطرفة دعت إلى “التقارب الاستراتيجي” مع فلاديمير بوتين.

وحول نتائج الإنتخابات ذكرت الصحيفة أنه من المشجع أن فرنسا رفضت مرة أخرى اليمين المتطرف الذي عطل السياسة بشكل دائم في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

لكن من ناحية أخرى، صد الفرنسيون اليمين المتطرف من خلال إعادة انتخاب الرئيس الحالي وهذا يظهر تجديدا ضعيفا للوضع الراهن لمجرد عدم وجود بديل حقيقي، وبالتالي من الصعب القول إن هذه الانتخابات كانت انتصارا لحجة على أخرى.

واعتبر المصدر ذاته، فوز ماكرون بنسبة 59 مقابل 41 في المئة، فوزا حاسما بالتأكيد، ولكن أيضا فوز بهامش أقل من المرة الأخيرة التي تقابل فيها الاثنان قبل خمس سنوات.

ولكن حتى لو هزم اليمين المتطرف هزيمة ساحقة، فلا يزال هناك شيء مقلق للغاية بشأن النتيجة النهائية وفقا للصحيفة، فمن ناحية، سجلت مارين لوبان نتائج أفضل من أي وقت مضى، حيث فازت بنسبة 41 في المئة من الأصوات، إذ حصلت في المرة الأخيرة التي ترشحت فيها عام 2017 على 34 في المائة فقط، ويعني ذلك، أن الكثير من الناخبين يرونها مرشحة ذات مصداقية، واصفة ذلك بأنها “حقيقة مثيرة للغثيان”.

وفي خضم الحرب في أوكرانيا، وربما كان الصراع الأكثر أهمية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واجه الناخبون الفرنسيون أحد أفراد اليمين المتطرف الأوروبي بعد الحرب من خلال تعاطفها مع النازية، وإنكارها للهولوكوست، وقوميتها، واستبدادها، صحيح أنه لم ينتخبها الفرنسيون، لكنهم لم يرفضوها تماما بحسب المصدر.

“العائلة القومية هي الآن الخصم الرئيسي للرئيس ماكرون”، قالت لوبان في خطاب التنازل مضيفة “إنه تصويت تاريخي بالنسبة لنا”.

وسوف يصف حلفاء ماكرون نتائج يوم الأحد بأنها الوسط الليبرالي الذي يوقف تيار “الشعبوية”، وهي رواية مفرطة في التبسيط لا تتناسب تماما مع تعقيد هذه اللحظة.

سبب آخر يجعل نتائج الانتخابات مقلقة بحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” هو أنها لا تظهر سوى القليل في مواجهة الهاوية، وتشير التقديرات الأولية إلى أن معدل الامتناع عن التصويت يبلغ نحو 28%، بزيادة طفيفة عن مستواه في عام 2017، وإذا كان هذا صحيحا، فسيكون هذا أعلى رقم لجولة تصويت نهائية منذ عام 1969.

وهذا يعني أيضا أن ماكرون أعيد انتخابه بدعم من حوالي 38 في المائة فقط من إجمالي الناخبين المسجلين، مقارنة ب 43.6 في المائة حصل عليها في عام 2017.

وقال باتريك ويل، وهو مراقب حريص على المشهد السياسي الفرنسي وأستاذ في جامعة السوربون في باريس، الانتخابات البرلمانية المقبلة في يونيو ستكون صعبة بالنسبة لماكرون”.

إن إعادة انتخابه لا تبدو وكأنها انتصار نهائي لـ “الديمقراطية الليبرالية”، على الرغم من الميل المؤسف لمؤسسة سياسية “وسطية” إلى تنفير أفقر أفراد المجتمع والأقليات، وخاصة المسلمين، الذين يشكلون جزءا من عظمة فرنسا بحسب المصدر.

إن دعم العديد من هؤلاء الناخبين ماكرون بوضوح على الرغم من مخاوفهم هو دليل على التزامهم بالجمهورية الفرنسية ، وهو مدين لهم بهذا الدعم، ويبدو أنه يعرف ذلك من خلال ما قاله في خطاب أمام برج إيفل بعد فوزه “أعلم أن عددا من مواطنينا صوتوا لي ليس دعما للأفكار التي أحملها بل الوقوف في وجه أفكار اليمين المتطرف” مضيفا “هذا التصويت يلزمني للأعوام المقبلة” مؤكدا على ضرورة تقديم أجوبة للذين دفعهم الغضب للتصويت إلى خصمه.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *