هل يؤشر عودة “الرش” على فشل مقاربة إيواء الكلاب الضالة؟

لم يضع المأوى المخصص للكلاب الضالة، الذي تشرف عليه إحدى فعاليات المجتمع المدني بإقليم تازة، حدا للقتل بأعيرة نارية تسمى بـ”الرش”، كحل كان معمولا به لفترة طويلة، تفاعلا مع شكايات بعض المواطنين عن خطورة هذه الحيوانات على حياتهم.

وفي هذا السياق، توصلت “بلادنا24“، بمعطيات تفيد تعرض مجموعة من الكلاب بتازة، خلال الآونة الأخيرة، للتصفية الجسدية باستعمال سلاح ناري يعرف بـ”الزويجة”، الأمر الذي يتعارض، بحسب غاضبين من ذلك، مع الأساليب الحديثة التي باتت تنتهجها السلطات المعنية للتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة، ومن بينها الإيواء والتطعيم والتطبيب.

ويدافع متضررون من الظاهرة، عن ضرورة اللجوء إلى الإعدام رميا بـ”الرش”، لحماية المواطنين من الخطر الذي تشكله كلاب الشوارع على أجسادهم، فيما يلقى هذا الحل معارضة شديدة من طرف فعاليات مدنية تناضل من أجل حق جميع الحيوانات في العيش في ظروف آمنة، وتعارض قتل كلاب الشوارع والمناطق المهجورة والنائية، مهما كانت المبررات الداعية إلى ذلك.

وعن حقيقة حملة إعدام الكلاب الضالة باستعمال “الرش”، التي طالت مؤخرا كلاب ضالة بتازة، قالت جميلة المرابط، باحثة متخصصة في شؤون الطاقة البيئية والتنمية، ورئيسة مؤسسة “FAN” لحماية الحيوانات ورعاية الطبيعة، في تصريح لـ”بلادنا24“، إنه “فعلا كانت هناك حالات من القتل وأصوات الرصاص لمدة ثلاث أيام، وغالبية الأصوات تأتي من مناطق محاذية للمدينة، وعندما استوضحنا الأمر من خلال مراسلتنا للسلطات، برروا ذلك بتلقيهم شكايات من طرف الساكنة، وأيضا هناك حالات لكلاب مسعورة”، وفق تعبيرها.

وأكد بعض المواطنين للمتحدثة، بحسب تصريحها، خلال تواصلهم معها، سماعهم أصوات الرصاص، “لكن السيد عامل الإقليم عندما ناشدناه بالتدخل ومنع القتل وإعدام الكلاب، استجاب لنا في لحظتها، ووعدنا بتقديم الدعم اللازم لنا لتنزيل الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الداخلية”.

وكشفت الفاعلة البيئية، أن “العديد من الجمعيات بعدد من المدن، من بينها بركان، والرباط، والناظور، والقنيطرة، وواد أمليل، وفاس، تواصلت مع مؤسسة “FAN” بخصوص تعرض الكلاب لطلقات الرصاص، ويعني ذلك أن تازة ليست استثناء”، مؤكدة على أن “معالجة ظاهرة الكلاب الضالة تلزم تدخل كل الجهات”.

وردا على كون مقاربة “الرش” تظل مرفوضة لتحييد الخطر الذي تسببه الكلاب الضالة تحت أي ظرف كان، قالت رئيسة المؤسسة سالفة الذكر، “نعم فعلا، كما قلت في وقت سابق، أن يتم قتلها عن طريق الموت الرحيم وليس بالرصاص أو السم”، مشيرة إلى أنه رغم سيطرة مؤسستها خلال سنة تقريبا على الكلاب بمدينة تازة، “إلا أن هاجس نزوحها من الجماعات الترابية المجاورة يظل مسألة مؤكدة، وأيضا نقلها من مدن أخرى وإفراغها في المدينة، وهذه العوامل كلها ساهمت في ظهور الكلاب من جديد، لهذا يلزم السلطات أن تجبر الجماعات الترابية، خاصة القروية، على الانخراط في البرنامج حتى تكون له نتائج ناجحة”، على حد تعبيرها.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *