هل تستولي منصات الأفلام الإلكترونية على جمهور القاعات السينمائية؟

السينما احتضان واسع للثقافة، وبمرور السنوات، أضحت منصات الأفلام الالكترونية رائدة المجال وقوة تستطيع مع مرور الزمن أن تصبح المسيطر وصاحب السلطة في سحب البساط والاستيلاء على الجماهير المولوعة بالسينما.

وتوفر هذه المنصات خدماتها في قالب يساير التطور التكنولوجي الحاصل، وبذلك لم يعد جمهور الفن السابع بحاجة للتنقل إلى قاعات السينما، وأضحى بإمكانهم مشاهدة أفضل الأفلام والمسلسلات الحصرية على شاشاتهم الصغيرة في راحة بمنازلهم أو أثناء التمتع بالنشاطات اليومية الأخرى.

والمميز في هذه التطبيقات، أنها تحرر المشاهد من إلزامية الجلوس أمام التلفاز والتقيد بتوقيت معين لمشاهدة فيلم أو مسلسل، الشيء الذي يزيد من قابلية تفضيل هذه التطبيقات التي يمكن تحميلها على الهاتف المحمول واستعمالها في أي وقت ومكان يريد.

وتمنح هذه المنصات، امتياز مشاهدة جميع الحلقات الخاصة بالأفلام والمسلسلات الوطنية والأجنبية، حتى بعد مرور وقت عرضها، وفي بعض الأحيان قد تسبق هذه المنصات التلفاز في عرض مختلف الأعمال والانتاجات الفنية، الخالية من الوصلات الإشهارية المتكررة مثل ما يحدث في شاشة التلفاز.

وبالرجوع للسينما، فقد تراجعت ثقافة السينما في المغرب بشكل واضح وأصبحت مجرد تجارة، حيث غزت المنصات الإلكترونية الخاصة بعرض الأفلام العالمية هذا العالم، الشيء الذي يجعل الجمهور المغربي في تكاسل مستمر عن الذهاب إلى قاعات السينما.

واستجابة لهذا التحول، يمكن أن نستحضر مثال تطور الإنتاج المغربي في هذا الصدد، بذكر ما قامت به شركة “Good Followes” التابعة لشركة “عليان بروداكشن” بقيادة المخرج والمنتج المغربي نبيل عيوش بإطلاق منصة “Aflamin”  تختص في عرض الأفلام السينمائية المغربية والعالمية.

وبشكل عام، تقدم منصة “Aflamin” مجموعة واسعة من الأفلام السينمائية، بما في ذلك الدراما والكوميديا والأفلام الوثائقية والخيال العلمي والأفلام القصيرة والأفلام الدولية، وغيرها من الأعمال المتنوعة حسب اختيارات المشاهدين.

وتعتبر منصة “Aflamin” أول تجربة من هذا النوع في المغرب، بعد تجارب سابقة في العالم العربي والعالمية مثل منصة “شاهد” و”نتفليكس”، حيث ستساهم هذه المنصة في تلبية احتياجات الجمهور المغربي وتوفير فرصة لمشاهدة الأفلام السينمائية المغربية والعالمية بسهولة ومرونة.

وهكذا، فإن القاعات السينمائية تدق بتوالي الأيام ناقوس الخطر، وتزامن قلة التمويل والإشراف اللازم لقاعات العرض يزيد من خطورة تدهور الاقبال على دور العرض وتحريف شغف الحضور للسينما.

وبهذه الطريقة، يتمكن الجمهور من الاستمتاع بتجربة مشاهدة الأفلام في أي وقت يرغب فيه، دون الحاجة للذهاب إلى السينما ودون القيود الزمنية، كما توفر المنصة فرصة لاكتشاف أعمال سينمائية جديدة ومتنوعة، وتعزز الوعي الثقافي والتنوع السينمائي في المغرب.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *