هل تحلية مياه البحر يعد حلا مناسبا لإعادة إحياء النشاط الفلاحي ؟

أصبح المغرب من الدول الأولى والسباقة الى اعتماد تحلية مياه البحر في عدد من الأنشطة الفلاحية والزراعية، وذلك على اعتبار مايعيشه المغرب من أزمة على مستوى الفرشة المائية.

و يعتبر المغرب من بين الدول الرائدة في المجال الفلاحي، وبالتالي فإن لهذا القطاع اعتماد أساسي على الماء كمادة أساسية تستنزف من الفرشة المائية الشيء الكثير.

وهكذا فإن مختلف الفاعلين يقدمون على تفعيل مشروع تحلية مياه البحر واستخدامها في مختلف الأنشطة الزراعية والفلاحية.

لكن يبقى التساؤل الرئيسي حول مدى نجاعة هذه الإمكانية في حل أزمة المياه وتوفير طرق بديلة لإنعاش هذا القطاع؟

وفي هذا السياق قال محمد بهناسي خبير  ‏في البيئة بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي و البيئي لـ”بلانا24 “، أن مشروع تحلية مياه البحر قد يتربص المغرب في سياقه بعدد من الإشكالات المتعلقة أولا بالكلفة المالية الباهضة جدا في توفير وإعداد هذه المحطة. زيادة على أن هذه الأخيرة تستدعي أحدث التكنولوجيات الباهضة و المغرب مازال لا يستطيع التحكم فيها، وبالتالي سيجسد التبعية نحو البلدان الأجنبية.

سياق اقتصاد دائري

ويضيف المتحدث، بأن إنشاء محطة لتحلية مياه البحر يجب ان يكون ضمن سياق اقتصاد دائري، وذلك أن هذه المحطة تنتج العديد من الانبعاثات الملوثة المسمات بالملح المركز الذي غالبا مايعاد إلى البحر مرة ثانية، وبالتالي فهذه العملية ستزيد من نسبة ملوحة ماء البحر الذي سيؤتر على البيئة البحرية خاصة في جانب الثروة السمكية.

 

وفي المقابل يضيف الخبير البيئي أن على الجهات المعنية أن تعمل على تسليط الضوء على مجموعة من الاستراتيجيات والتدابير الأخرى التي ستكون أقل كلفة من محطة تحلية مياه البحر، وأكتر ملائمة للبيئة بشكل عام.

 

ويضيف المتحدث أنه من بين هذه الحلول نجد اعتماد المغرب على معالجة واعادة تدوير المياه العادمة على اعتبارها خيار استراتيجي يساعد على خفض درجة التلوث والمحافظة على الأنظمة البيئية وصحة الإنسان، كما ان لهذه التقنية مساهمة كبيرة في زيادة الفرشة والحد المائي بشكل عام.

اللجوء لإعتماد السقي المائي في الزراعة

ويتابع نفس المتحدث، أنه في عوض ما يتم اللجوء لإعتماد السقي المائي في الزراعة، يجب الرجوع للفلاحة المرتبطة بالتساقطات و إلى التركيز على الزراعات التي لا تستهلك كميات كبيرة من الماء، وفي المقابل يجب الإعتماد على الزراعات التي تقاوم الجفاف والتي تساهم في توفير الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة في نفس الوقت.

ويؤكد نفس المصدر على ضرورة تركيز كل نوع من الفلاحة في ظروفها الملائمة بشكل طبيعي، أي زرع المنتوجات المستهلكة للمياه بشكل كبير في مناطق تحتوي على فرشة مائية كافية، وزرع المنتوجات التي تقاوم الجفاف وقلة المياه في مكانها المناسب لها بشكل عام.

بلادنا24مهى الفطيري

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *