“مهزلة بكل المقاييس”.. صرخة أم تلميذة مجدة ضد ظاهرة الغش

تناقل عدد كبير من مستعملي منصة “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي تدوينة لأم إحدى التلميذات، فضحت من خلالها ظاهرة الغش بالامتحان الإشهادي الجهوي بالسلك الإعدادي التي جرت خلال الأسبوع الجاري.

وكشفت الأم أن أفعال الغش تحدث أمام مرأى الأستاذ المراقب دون أن يحرك ساكنا، “بل أكثر من ذلك هو يساعده على استخراج المعلومة من الهاتف”، فيما أساتذة آخرون “يمرون على القاعات ويقدمون بعض الأجوبة بحجة خليهوم مساكن يحاربو الصفر”، واصفة ذلك ب “مهزلة بكل المقاييس”، ومحملة في نفس الوقت المراقبين مسؤولية ضياع “مجهودات التلاميذ المجدين”، وفق تعبيرها.

وأيد مجموعة من المتفاعلين مضمون التدوينة، داعين الوزارة الوصية، بناء على ذلك، إلى ابتكار طرق ومعايير جديدة لتقويم مكتسبات التلاميذ، بمبرر أن وسائل التقويم المعمول بها حاليا لا يمكن أن تقدم صورة مضبوطة عن مستوى التلاميذ، بسبب الانتشار الكبير لظاهرة الغش باستعمال الهواتف الذكية، وخصوصا تطبيق التراسل الفوري “واتساب”.

وبرر متفاعلون آخرون عدم قيام بعض الأساتذة المكلفين بمهمة المراقبة بواجبهم، بخوفهم من تعرضهم لأفعال انتقامية من طرف مترشحين غاضبين بمجرد مغادرتهم لمراكز الامتحان، متحدثين في هذا السياق عن أساتذة كلفتهم صرامتهم في محاربة الغش اعتداءات لفظية وجسدية وتعرض سيارتهم للتخريب والخدش.

وحذر مهتمون بالشأن التعليمي من أن تكون الغاية من التدوينة ليس فضح ظاهرة الغش، وإنما تحميل الأستاذ وحده مسؤولية الظاهرة التي تنخر قطاع التعليم، فيما اعتبر آخرون أنه لا يمكن تعميم التدوينة على جميع المؤسسات بدليل أن هناك أساتذة يقومون بواجبهم على أكمل وجه لضمان تكافؤ الفرص بين المترشحين.

وتساءل منخرطون في الجدل الذي رافق التدوينة، عن مبرر إدخال التلاميذ للهواتف إلى قاعات اجتياز الامتحان إذا كانت القوانين تمنع ذلك بشكل واضح ولا لبس فيه، مشيرين إلى أن القضاء على ظاهرة الاستعانة بالهواتف في عملية الغش يستدعي من الوزارة توفير كل الإمكانيات البشرية والتقنية لضمان تجريد التلاميذ من هواتفهم قبل الدخول إلى مراكز الامتحان، وعكس ذلك يعني أن الوزارة تساهم بشكل غير مباشر في استفحال ظاهرة “النقيل” باستعمال الوسائل الرقمية المتاحة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *