من محتضنة لـ”البوليساريو” إلى شريك للمغرب : كيف تحول موقف كينيا من قضية الصحراء المغربية؟

عرف موقف كينيا من الصحراء المغربية، وهي أحد أهم الدول الداعمة في السابقة للبوليساريو داخل القارة الافريقية، إذ كانت عاصمتها نيروبي تحتضن تمثيلية لجبهة البوليساريو.

لكن و مباشرة بعد رسالة وجهها الملك محمد السادس للرئيس الكيني اليوم الأربعاء، ستعلن كينيا عن تغيير موقفها وسحب اعترافها بالبوليساريو .

وستؤكد كينيا عن  دعمها التام لمخطط الحكم الذاتي، والذي اعتبرته في  بيان أورده الموقع الإلكتروني لقصر رئاسة جمهورية كينيا “الموقف  الجاد وذي المصداقية الذي اقترحته المملكة المغربية، باعتباره حلا وحيدا يقوم على الوحدة الترابية للمغرب”.

لكن الموقف الكيني لم يأتي من محض الصدفة حيث جاء نتيجة مجموعة من التغيرات التي ساهمت في هذا التغيير.

التغيير السياسي بكينيا

شهدت كينيا في غشت الماضي انتخابات رئاسية أفضت إلى انتخاب روتو رئيسا جديدا لكينيا بعد تفوقه على منافسه  “Raila Odinga” بنسبة ضئيلة.

وقد كان  Raila Odinga” أحد أهم المساندين لطرح جبهة البوليساريو نظرا لخلفيته السياسة و مشاركته في مايعرف ” بالحركة الثورية لكينيا”.

بينما ينتمي الرئيس الجديد إلى مايعرف بالاتحاد الوطني الافريقي بكينيا، والذي يحسب على اليمين-الوسط.

ويرى كثير من المراقبين أن هذا التغيير من السياسي قد صب في صالح المغرب و أدى إلى تغيير في السياسية الخارجية لكينيا اتجاه ملف الصحراء و إلى موقف كينيا من الصحراء المغربية .

مؤشرات أولية

كانت أولى المؤشرات التي تحيل عن إمكانية وجود تحول في الموقف الكيني هو إعلان ويليام روتو الرئيس الحالي و نائب الرئيس أنذاك مخطط الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب هو أفضل مخطط لطي ملف الصجراء.

وجاء هذا التصريح خلال الاستقبال الذي حظي به ويليام روتو  من طرف سفير المغرب في كينيا المختار غامبو في مارس من سنة 2021، وأضاف نائب الرئيس حينها أن ” التمثيلية التي تحظى بها البوليساريو في العاصمة الكينية نيروبي لا معنى لها”، كما أدلى روتو خلال هذه الزيارة بمجموعة من التصريحات التي أكدت أن الموقف الكيني من ملف الصحراء سيشهد تحولا في حال استلامه للسلطة، وهو ما تأكد اليوم.

الشراكة في المجال الاقتصادي معطى يعزز التقارب

وشهدت كينيا في الآونة  الأخيرة مجموعة من المشاريع المغربية على أرضها، و على رأسها مشروع المجمع الشريف للفوسفاط لدعم القطاع الفلاحي في كينيا.

وأبرمت مؤسسة “كينيا ناشنل ترايدنغ” شراكة مع فرع المجمع الشريف للفوسفاط بكينيا، بغية تحسين حصول الفلاحين على الأسمدة بأسعار معقولة. إضافة لوجود  مشاريع بين جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومقاطعة مومباسا الكينية، والجهة الشرقية ومقاطعة لامو. وتبدو  المشاريع الاقتصادية المغربية الكينية مرشحة للارتفاع خاصة في خلال ولاية ويليام روتو الرئيس الحالي.

بلادنا24ياسر مكوار

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *