ملف “بيغاسوس”.. لماذا تُريد أوروبا الضغط على الرباط؟

مازالت أوروبا، تحاول الضغط على المغرب، بكل الطرق، من بينها قضية “بيغاسوس”، التي يُتّهم فيها المغرب، بـ”التجسس” على عدد من النشطاء والفعاليات الحقوقية، وكذلك مسؤولين أجانب، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ملف فارغ

وفي هذا السياق، اعتبر رودولف بوسيلو، محامي المملكة في فرنسا، في ندوة صحفية أول أمس الجمعة، أن الأمر “لا يتجاوز مزايدات فارغة بدون دلائل ملموسة في الواقعة”.

وشدّد المتحدث، أن التحقيق التي أجرته منظمة العفو الدولية، اعتمد على هواتف غير موثقة، وبالتالي يغيب الدليل على أن هؤلاء الأشخاص التي كشفت عنهم “أمنيستي”، قد تعرضوا للتجسس بالفعل من المغرب بواسطة “بيغاسوس” الصادر من شركة NSO الإسرائيلية.

إغناسيو أمام القضاء

ولا شك أنه من بين أبرز الصحفيين الذين اتهموا المغرب بالتجسس عليهم، هو الإسباني إغناسيو سمبريرو، المعروف بعدائه للمغرب، والذي جرّته الرباط للقضاء الإسباني.

حول ذات الموضوع، أشار محامي المملكة في قضية “بيغاسوس”، أن ملفه كان فارغا، بالتالي القضاء الإسباني، شاهد غياب الأدلة.

وأردف الفاعل القانوني، أن “اليوم هذا القرار نهائي، ويحاكم سمبريرو أيضا بتهمة التصريحات الكاذبة في إسبانيا، ويجب أن يصلح الضرر الذي قد يكون تسبب فيه”.

الضغط الأوروبي

ويُطرح التساؤل، كيف لدول أوروبية تُقرّ بحصولها على برنامج “بيغاسوس” من الشركة الإسرائيلية، واستخدامه، لم يتم تسليط الضوء عليها، في مقابل تسليط الضو  على المغرب؟ كما يؤكد ذلك محامي الرباط.

وتأتي هذه المزايدات، أمام توصيات البرلمان الأوروبي، التي أثارت الكثير من الجدل، أمام اتهامات فعاليات سياسية وكذلك حقوقية للجهاز الأوروبي بممارسة الوصاية، واستعمال حقوق الانسان للضغط على المغرب في ملفات معروضة أمام القضاء.

ملف يأتي في سياق تقارب الإليزيه والمرادية

جانب آخر مثير في القضية، هو أن التوصيات الصادرة من البرلمان الأوروبي، وكذلك الاتهامات باستعمال “بيغاسوس”، تأتي بعد التقارب بين الإليزيه والمرادية.

وفي المقابل، أزمة بين الرباط وباريس، وهو الأمر الذي يجعل من استعمال هذه الملفات، يطرح شكوكا حول استعمالها لمآرب أخرى سياسية مُغلّفة بأجندة حقوقية، تحاول أوروبا استغلالها للضرب والضغط على الرباط.

مراقبون، يرون أن المغرب يتّجه لأن يكون “تركيا إفريقيا”، من خلال العمل في الأخيرة والاستثمار فيها، والصعود غير المتوقع الذي يجعله منفتحا أكثر على القارة السمراء، الأمر الذي يُزعج أوروبا، الذي اعتادت أن يكون المغرب فيها حديقة خلفية لها.

بلادنا24

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *