مُقعد يلفت النظر إلى معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب التزاحم على أعتاب “التراموي”

يتسابق المسلمون خاصة في شهر رمضان إلى كسب الأجر من خلال أعمال الخير ومد يد المساعدة، وإيثار الآخرين عن النفس، فالصيام يزرع قيماً في نفس المؤمن من جود ورحمة اقتداء برسول الله إذ كان أجود الناس، وأجود ما يكون في شهر رمضان.

لكن عوض التسابق في نيل الأجر، نرى التسابق بل والتدافع عند  محطات “التراموي”  بالدار البيضاء، وخاصة عند محطة “الديوري” حيث ينتظر “أيوب” المُقعد على كرسي متحرك “الطرام” “تلو الآخر يمر من ناظريه دون أن يجد موطئ قدم داخله بسبب الاكتظاظ والأنانية.

أيوب الذي كتب عن معاناته، وإحساسه بالحيف والحنق عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يروي بحرقة قائلاً:  “إلى حدود السادسة أنتظر التراموي، لم أستطع أن أركب بسبب الاكتظاظ والتزاحم، كل ما استطعت القيام به هو مشاهدة الناس وهم يترامون داخله بكل ما أوتوا من أنانية، إلى أن عدنا أنا و صديقي مع آذان المغرب”,

واستطرد، قائلاً: ” وأنا في طريق العودة مع صديقي، شرد تفكيري في ما حصل اليوم، وكيف انعدمت الإنسانية في نفوس الناس، فلا وجود لذرة تآزر أو تعاون، خاصة وأننا في شهر الإيمان والعبادة، ومع ذلك لم يلتفت لي أحد، ولو مجرد مبادرة صغيرة”.

وختم أسفه بالقول:” لم يفكر الناس في وضعي وأنا المُقعد، كما لم يكلف أحد نفسه عناء التفكير في حال من أرهقه الجلوس طوال اليوم في كرسي متحرك، فقد يكون بحاجة إلى الراحة، أو يشعر بالبرد، أو يعاني من أمر ما، لكن للأسف الكل يفكر بأنانية، ويريد الوصول أولاً “.

مضيفاً:” إن كان الصيام سبباً في تيه الناس، فنحن كلنا صائمون، لكن الفرق أنهم بصحة جيدة، وأنا لا”.

أيوب نموذج حي لكل مقعد يعيش حياته يأساً ومعاناة ،وقد تركت فيه الأيام ندوباً وآثاراً تؤرق حياته وتلفها بألوان السواد  فهل من مجيب ومعين ؟

وتفاعل رواد الموقع مع ما نشره أيوب  معلنين عن تضامنهم، وغضبهم إزاء ما آلت إليه أحوال الناس من أنانية، وتهافت بحسب تعبيرهم، مطالبين بتخصيص باب خاص لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من التزاحم، وقلة التراحم.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *