مرضى التوحد بالمغرب.. أرقام غير دقيقة وصعوبة الإدماج داخل المجتمع

يتم الاحتفال بمرض التوحد عالميا في يوم 2 أبريل من كل سنة، ويهدف هذا الاحتفال العالمي بطفل “طيف التوحد” إلى التعريف بهذا الاضطراب، والعمل على التوعية والتحسيس به، من أجل تحسين حياة أطفال التوحد وتقليل معاناتهم، حتى يتمكنوا من العيش حياة أسهل ويندمجون داخل المجتمع.

وهذا المرض يعيق الطفل المريض مدى الحياة، حيث تظهر علاماته في سن مبكرة من الطفولة، ومع عدم تقديم الرعاية الصحية المناسبة واللازمة، قد تتأثر وظائف المخ مما يعيق على الطفل المريض التواصل والتفاعل الاجتماعي.

أرقام غير دقيقة

وفي هذا السياق، قال بدرالدين أيت الخوي، أب لطفل من ذوي التوحد، وإطار تربوي مختص في التربية الخاصة، “في المغرب لا توجد لدينا أرقام مضبوطة في ظل غياب الإحصائيات الرسمية حول عدد المصابين بالتوحد، والتي من المفروض أن تكون هذه الأرقام والإحصائيات الرسمية لدى وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ووزارة التربية الوطنية، لكن لليوم ليست لدينا أرقام دقيقة لعدة أسباب، من بينها صعوبة تشخيص الأطفال مرضى التوحد، لكن تقريبا فعدد الأشخاص التوحديين في المغرب يصل لـ600 ألف حالة، وهذا بالاستناد على الدراسات التي أنجزت على المستوى الدولي والتي قالت أنه كل 34 طفل مزداد نجد طفل مريض بالتوحد، وبين كل عشرة أطفال مرضى بالتوحد نجد 9 أولاد وبنت واحدة”.

وأوضح المتحدث نفسه، أن “التوحد كتعريف، ليس مرض ولا إعاقة، بل هو اضطراب نمائي يحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة، ويؤثر في كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي، وأضيف مصطلع “طيف التوحد”، للإشارة إلى وجود مجموعة متعددة من الأعراض والعلامات وعلى مستويات مختلفة من الشدة”.

إدماج “طيف التوحد” داخل المجتمع

وتابع بدر الدين أيت الخوي، موضحا في تصريح لجريدة “بلادنا24“، أن “القوانين الدولية تنص على دمج الأطفال ذوي التوحد داخل المجتمع، في المغرب تنص أحد بنود الدستور على ضمان حقوق مرضى التوحد، لكن رغم هذا فهناك بعض الصعوبات التي تواجه إدماج هذه الفئة داخل المجتمع على أرض الواقع، والمقصود هنا إدماجهم في المدرسة وسوق الشغل”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “أول خطوات الإدماج تقوم بها الأسرة، وهي أولا تقبل طفل التوحد، وللأسف بعض الأسر بالمغرب لا تتقبل أن يكون لديها طفل متوحد، وثاني أمر هو التمدرس، لأنه من الصعب إدماج الطفل المريض في قسم وتحت تأطير أطر تربوية ليست لديهم أي فكرة عن مرض التوحد، ولا عن طريقة التعامل معه”.

علاج باهض

ولاحظنا مؤخرا، يضيف أيت الخوي أنه “هناك تجاوب من طرف وزارة التربية، من خلال عملية التوعية والتحسيس، وفرض وجود الأطفال التوحديين داخل الأقسام، ورغم هذا هناك بعض العراقيل التي تقف حاجزا أمام ضمان طفل طيف التوحد لمكانه داخل القسم، من بينها التكلفة التي يجب أن تدفعها الأسرة للمرافقة التربوية، لأنه لا يمكن قبول طفل طيف التوحد في المدارس العمومية، وحتى الخاصة، إلا بشروط صعبة، منها، أن توفر لهم أسرهم مرافقة تربوية”.

وأفاد المتحدث، أن “تكلفة برنامج المرافقة العلاجية لطفل طيف التوحد، هي باهضة جدا،  قد تصل في الغالب لـ3000 درهم إلى أكثر من 6000 درهم، هذا في حالة تتبع حالة الطفل المريض من طرف فريق طبي متكامل، بهدف المراقبة النفسية ومتابعة السلوك وتصحيح النطق”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *