السعيدية.. قبلة عشاق متعة الإفطار على البحر في رمضان

يستهوي شاطئ مدينة السعيدية عشاق متعة الإفطار على البحر في رمضان، إذ يتوافد عليه الزوار من مختلف مدن جهة الشرق، للإفطار على جنباته والاستمتاع بزرقة البحر وتأمل ساعة الغروب بما تحمله من ألوان مختلفة، مستمتعين بالمشهد الرومانسي وجمال البحر المتلألئ، في أجواء تمزج بين سحر البحر الذي لا ينتهي، والروحانية الفريدة التي تواكب شهر رمضان.

عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساء، وتخطو خطوها الحثيث حول موعد أذان المغرب الذي لم يبق له سوى نصف ساعة. الشمس تستعد للغروب، الزوار يتوافدون على الشاطئ، الأطفال يلعبون كرة القدم، وشبان يركضون ويمارسون رياضي الجري، فيما نساء وفتيات منهمكات في إعداد وجبة الإفطار.

على طول شاطئ مدينة السعيدية، وعلى رمالها الذهبية، تنتصب طاولات وكراس بلاستيكية يلتئم حولها الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، ينتظرون وقت الأذان، فيما المقاهي والمطاعم المنتشرة على كورنيش المدينة أبوابها مفتوحة في وجه الزبناء.

الإفطار  على جنبات البحر

حول مائدة إفطار مزينة بمختلف أنواع المأكولات الشهية، يجلس رشيد رفقة زوجته وأطفاله الصغار، ينتظر موعد الأذان لتناول وجبة الإفطار، بعد أن قدم إلى مدينة السعيدية من وجدة التي تبعد عنها بحوالي 65 كيلومترا.

“أستغل فرصة نهاية الأسبوع للخروج مع زوجتي وأطفالي إلى البحر للاستماع بزرقته وأمواجه وغروب الشمس لتناول وجبة الإفطار”، يقول رشيد، قبل أن يضيف، “أستغل هذه العطلة لكسر روتين العمل وتمضية الوقت رفقة أولادي”.

ecd0deee 3a2d 48b4 ae66 4c5b7b334697

يضيف رشيد الذي يشتغل في وكالة بنكية في حديثه لـ”بلادنا24“، إنه دأب كل عام على الإفطار رفقة زوجته بشاطئ السعيدية، مستغلا الهدوء الذي ينعم به المكان، حيث يحفزه على ممارسة الرياضة واللعب مع أطفاله.

ويسترسل، “الإفطار على الشاطئ لا يختلف عن الإفطار في البيت، حيث أطباق شهر رمضان كلها حاضرة من حريرة وتمور وحلويات مختلفة وأسماك، ليستطرد، “الفرق الوحيد هو كسر رتابة العمل وأيام الأسبوع”.

فضاء العائلات

وليس رشيد من يقصد شاطئ مدينة السعيدية فحسب، بل العديد من الأسر والعائلات والأفراد، يقصدونه سويعات قبل موعد الإفطار، وهم يحملون ما أعدوه من أطباق تقليدية متنوعة، ولا يغادرون البحر إلاّ في ساعة متأخرة من الليل.

وتقول إكرام، طالبة بكلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدة، في حديثها لـ”بلادنا24“، إنها تقصد شاطئ السعيدية رفقة صديقتها التي تشتغل في مجال التعليم، للإفطار بالمقاهي المحاذية للشاطئ  لكسر رتابة الدراسة.

وتضيف إكرام، أن هذه الأجواء تساعدها على نسيان كافة عوامل التوتر خاصة خلال فترة الامتحانات، لتتابع، “جو السعيدية الهادئ يساعدني على التحضير للامتحانات، ويتيح لي الفرصة لقضاء أوقات جيدة رفقة صديقتي”.

رواج تجاري

بينما الوقت يقترب من موعد أذان صلاة المغرب، يقوم نادل بأحد المقاهي بوضع وجبات الإفطار على المائدات التي يجتمع حولها الزبناء، في حين يقول لـ”بلادنا24“، إن هناك العديد من الأسر التي تفضل الإفطار في المقاهي المطلة على شاطئ السعيدية.

ويقول محمد، إن السعيدية استعادت عافيتها مبكرا هذا العام، و تعرف رواجا تجاريا ويقصدها الزوار من مختلف المدن المجاورة، حيث العائلات والزبناء يفضلون الإفطار بالمقاهي وعلى ضفاف “الجوهرة الزرقاء”.

393ada4a 29ff 4153 ae63 ee3ba529d7ad

ويكتسي الإفطار بمقاهي ومطاعم مدينة السعيدية وشاطئها طعما خاصا، حيث يمكن للجميع الاستمتاع بالبحر وتأمل ساعة الغروب بما تحمله من ألوان مختلفة، فيما تقوم جماعة السعيدية بحملات تحسيسية تدعو من خلالها إلى ضرورة الحفاظ على الشاطئ والبيئة.

جاذبية سياحية

وتتميز مدينة السعيدية بجاذبيتها السياحية الأخاذة، وتموقعها الرائد كوجهة سياحية مرجعية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، قوامها بنيات فندقية فاخرة، ومناخ معتدل، ومناظر طبيعية خلابة، وموروث تاريخي غني، فضلاً عن الرمال الذهبية الناعمة الممتدة على طول شاطئها الجميل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *